ياسر رشاد - القاهرة - أصبح سكان "غزة"، يجدون أنفسهم مُضطرين لشرب مياه مُلوثة ومالحة، مع نفاد المياه النظيفة والوقود اللازم لتشغيل شبكات المياه، حسبما أفادت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية. وأصبح العثور على مياه نظيفة وصالحة للشرب في "غزة" تحديًا صعبًا لمعظم سكان القطاع المُحاصر، الذي يتعرض لهجمات عنيفة من جيش الاحتلال الإسرائيلي. وعقب الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل يوم 7 أكتوبر، أعلنت الأخيرة فرض "حصار كامل" على القطاع، وقطع الإمدادات الحيوية من ماء وغذاء ووقود. وسمحت إسرائيل منذ ذلك الحين بتدفق كمية قليلة من المياه عبر أحد خطوط الأنابيب الثلاثة التي تصل إلى غزة، لكن الخبراء يقولون إنها لا تغطي سوى نسبة ضئيلة من احتياجات القطاع. وأوضحت "سي إن إن": "تأتي معظم المياه في غزة من مصادر محلية، لكن الوقود اللازم لضخها وتنظيفها ينفد بسرعة". وأضافت: "مع انهيار نظام المياه، هناك مخاوف من حدوث أزمة صحية كبيرة واحتمال وفاة الناس بسبب الجفاف". وترفض إسرائيل السماح بإدخال الوقود إلى القطاع، وهو أمر سيؤثر أيضا على شبكة الكهرباء خاصة في المستشفيات، مما يؤدي إلى تعريض حياة المرضى لخطر الموت. وقال كبير مستشاري رئيس الحكومة الإسرائيلية مارك ريجيف لوسائل إعلام أميركية، إن بلاده "لن تسمح بإدخال الوقود إلى القطاع مطلقا حتى لو أطلقت حماس الرهائن لديها". وبرر ريجيف القرار بحجة أن تستخدم حركة حماس الوقود لتشغيل الصواريخ وإطلاقها على البلدات الإسرائيلية. صرح وزير الخارجية التركي "هاكان فيدان"، بأن أي عملية برية بقطاع غزة ستُحول "هذه الوحشية إلى مجزرة بكل معنى الكلمة"، مُنوهًا إلى أن استهداف الفلسطينيين دون تمييز "جريمة ضد الإنسانية"، حسبما أفادت وسائل إعلام تركية، مساء اليوم الأربعاء. وقال الوزير فيدان اليوم الأربعاء في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في العاصمة الدوحة: "استهداف أشقائنا الفلسطينيين دون تمييز بين الأطفال والمرضى وكبار السن حتى في المدارس والمستشفيات والمساجد جريمة ضد الإنسانية". وأضاف: "كلما زاد الموت والدمار (في غزة) ستزداد ردود الفعل على ذلك في المنطقة، ولا يمكن التنبؤ بالعواقب". مضيفا: "على كل من لديه ضمير أن يوقف هذه الوحشية التي ترتكب أمام أعين العالم أجمع". وبيّن الوزير التركي أن تركيا ترفض الهجمات التي تستهدف المدنيين الأبرياء في غزة والتي تحولت إلى عقاب جماعي، ولا تقبل بتهجير الفلسطينيين من منازلهم. وتابع: ما يحدث في غزة ليس اضطهادا للفلسطينيين فقط، بل سيكون أيضا تطورا من شأنه زعزعة استقرار مصر والأردن ولبنان، داعيا إسرائيل إلى وقف عملياتها بشكل فوري، مشددا على ضرورة إعلان وقف إطلاق النار الفوري، وإنشاء ممر للمساعدات الإنسانية. وأشار إلى أن قطع الكهرباء والمياه ومنع المساعدات الإنسانية الأساسية تؤدي إلى كارثة إنسانية كبيرة. وأكد وزير الخارجية التركي أن تركيا تسعى جاهدة وبكل قوتها لإنهاء المأساة، وأن الرئيس أردوغان يواصل اتصالاته الدبلوماسية بشكل مكثف لوقف الحرب. واستنكر فيدان مواقف بعض الدول تجاه الحرب في غزة، قائلا: "من يشجعون جرائم إسرائيل تحت ستار التضامن معها هم أيضا شركاء في هذه الجريمة". وذكر أن السبيل الوحيد لإيجاد الحل هو تحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعلى حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. وأشاد فيدان، بأهمية الدور الكبير الذي تلعبه قطر تجاه القضية الفلسطينية، وآخرها الجهود القطرية في إطلاق سراح رهائن. كم أكد أن تركيا تقدم الدعم الكامل لقطر فيما يتعلق بتبادل الأسرى، وأنهم يحاولون بذل كل ما في وسعهم في هذا الصدد، لافتًا إلى وجود أنشطة مساعدات إنسانية تركية يتم تنفيذها مع مصر ودول أخرى. يرفض رئيس الوزراء البريطاني "ريشي سوناك"، الوقف الكامل لإطلاق النار، لكنه يُؤيد تفعيل هدنة إنسانية قصيرة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، حسبما أفاد ذكر الممثل الرسمي لـ سوناك، مساء اليوم الأربعاء.
مشاركة :