تراجع سعر الذهب أمس مع التقاط السوق لأنفاسها بعد الارتفاع القوي الذي بلغت نسبته 2.5% في الجلسة السابقة في أعقاب قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) تقليص عدد زيادات أسعار الفائدة الأميركية في 2016 بما زاد الضغوط على الدولار، وأثرت مكاسب البورصات الآسيوية وعقود الخام الأميركي الآجلة سلبا على جاذبية المعدن النفيس باعتباره ملاذا آمنا. وانخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.3% ليصل إلى 1258.25 دولار للأوقية بعدما حقق المعدن الأصفر أكبر مكاسبه اليومية في خمسة أسابيع يوم الأربعاء ليسجل 1264 دولارا للأوقية. وارتفع سعر الذهب في العقود الأميركية الآجلة 2.4% ليصل إلى 1259.5 دولار للأوقية بعد انخفاضه 0.1% عند التسوية في الجلسة السابقة قبل بيان الاحتياطي الاتحادي. وتعليقاً على ذلك قال المختص صالح العقيلي إنّ المعدن الأصفر ما زال ملاذا آمنا للمدخرين، مضيفاً أن هناك تهافت كبير تشهده محلات الذهب في عدد من مناطق المملكة خصوصا الأماكن السياحية، نتيجة عدة عوامل من أهمها إجازة منتصف الفصل الدراسي، إلى جانب إقامة عدد من المناسبات الاجتماعية كالزوجات ونحوها، مشيراً إلى أن سفر عدد من المقيمين المتواجدين في المملكة إلى بلدانهم، وحرصهم على اقتناء الهدايا الثمينة خصوصا الذهب والمشغولات الذهبية التي تحتوي على أفضل الموديلات الحديثة، ساهم في زيادة مبيعات محلات الذهب، وشجّعها على التنافسية في زيادة المعروض. وأشار العقيلي إلى أن محلات الذهب بدأت مبكراً في سعودة القطاع من خلال تدريب عدد من الشباب السعودي على المهنة، بحيث أصبحت غالبية معارض الذهب تتكون من سعوديين بنسبة 80%، ملمحا إلى أنه وبالرغم من الحوافز والتدريب الذي يجده الشباب السعودي إلا أن ذلك يواجه عدد من التسربات للذهاب لأعمال أخرى، كالقطاعات الحكومية. وحول تأنيث محلات الذهب أشار العقيلي إلى أنّ ذلك غير إلزامي في الوقت الحالي، إضافة إلى أن ذلك يحتاج إلى تدريب موسع ومكثف، مرجعاً أسباب ذلك لكون معارض الذهب تحتوي على رؤوس أموال كبيرة من قبل مستثمرين وبالتالي ليس من السهل المخاطرة في العمل بها دون تدريب وتأهيل نسائي. بدوره أكد المختص بأسواق الذهب يوسف المسعري أن انخفاض الذهب له أثر إيجابي على حركة البيع والشراء في الأسواق المحلية، بفعل إقبال العديد من المواطنين والوافدين على الشراء، مؤكداً أن السعوديين كان لهم النصيب الأكبر لأسباب عدة من أهمها الإجازة الصيفية وكثرة مناسبات الزواج وهدايا النجاح. والمح المسعري إلى أن هناك عدة تجاوزات تحدث من بعض محلات الذهب تتمثل في أخذ نسبة كبيرة على الأجور المصنعية والتي تصل في غالبها إلى 70 ريالاً للجرام الواحد، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة نشر الثقافة الشرائية للمواطنين، والتي تتمثل في معرفة كيفية حساب أسعار الأونصة ومراجعة أسعار الذهب العالمية، لافتا إلى أن هناك توقعات خلال الفترة المقبلة لارتفاع الذهب بنسبة 25%.
مشاركة :