شدد باحثون ومختصون في مجال جمع وحفظ التراث الشفاهي، على أهمية توظيف التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، لتقديم محتوى تراثي بأسلوب يصل إلى الأجيال الجديدة، ويكرّس علاقتها بتراث الآباء والأجداد، داعين المؤسسات المختصة بهذا المجال لتوحيد جهودها لإثراء المكتبة العربية والعالمية بالمحتوى الذي يعبر عن التراث الشعبي للمجتمعات العربية. كما طرحوا، خلال مشاركتهم في جلسات مؤتمر الإمارات الدولي الثاني للتاريخ الشفاهي، الذي أقيم صباح أمس، تحت شعار «ذاكرتهم تاريخنا: استدامة المفاهيم والممارسات المتوارثة والمتناقلة شفهياً»، عدداً من المقترحات من أجل تحقيق هذه الأهداف. وأكد المدير العام للأرشيف والمكتبة الوطنية، عبدالله علي آل ماجد، أن الأرشيف الوطني استطاع خلال أكثر من 50 عاماً، بتوجيهات ودعم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، إنجاز وجمع ورصد 1000 مقابلة لتوثيق التاريخ الشفاهي للدولة، لافتاً، خلال الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، إلى أن توثيق التراث الشفاهي يواجه العديد من التحديات لإتاحة المادة وتدقيقها لتكون مرجعاً من مراجع تاريخ الإمارات. وأوضح آل ماجد، أن الأرشيف الوطني هو إحدى المؤسسات التي تعمل في مجال التوثيق إلى جانب مؤسسات عدة في الدولة، ومنها المؤسسات الإعلامية التي قدمت ولاتزال تقدم برامج ناجحة، وكان لها دور مهم في توثيق ونشر التاريخ الشفاهي للدولة، إلى جانب الدور البارز للأعمال المسرحية والسينمائية في رصد الأحداث والتعبير عن قضايا المجتمع. شاهد على الحضارة وأشارت مستشارة البحوث في الأرشيف والمكتبة الوطنية، الدكتورة عائشة بالخير، إلى أن الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، أرسى في مجتمع الإمارات قواعد الأخلاق الحميدة وفعل الخير، ونشر السعادة واحتواء الآخر وغيرها من القيم التي أسهمت في بناء الإنسان وخلق بيئة اجتماعية يسودها الوئام، حتى أضحى مجتمع الإمارات نموذجاً فريداً في نشر السلام بين دول العالم، واستقطبت الدولة أكثر من 200 جنسية اختارتها مكاناً آمناً للعيش والعمل. وأوضحت أن التاريخ الشفاهي يختزن شواهد لتاريخ حضارة وقيم تعد جزءاً أصيلاً في الموروث الوطني العريق للمنطقة التي طالما كانت جسر تواصل جغرافي وثقافي بين حضارات العالم، «واليوم يضم المؤتمر نخبة من المختصين من أنحاء العالم، لبحث أوجه التقارب بين الحضارات، ومخرجات المؤتمر هي جزء لا يتجزأ من رؤية القيادة الرشيدة ومساعيها لتقارب البشرية وتوثيق التاريخ المحلي. ونأمل أن تصل رسالة الفخر بالماضي، والولاء للحاضر، والعطاء للمستقبل، إلى الأجيال المقبلة». واستعرضت وزيرة التعليم الوطني والشبيبة سابقاً في المملكة المغربية د. نجيمة طاي طاي، في مداخلتها دور المهرجان الدولي «مغرب الحكايات» في توثيق الحكايات الشعبية في المغرب، ونشرها وتضمينها في المناهج الدراسية. مشيرة إلى أن هناك أشكالاً مختلفة لسرد الحكاية الشعبية منها الساحات، وكذلك البيوت عبر الجدات والأمهات. التوثيق صناعة ثقافية في حين عرضت رئيسة قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في كلية الآداب بجامعة البحرين بمملكة البحرين، د. ضياء الكعبي، مقاربة لاقتراح استراتيجية رقمية تفاعلية ثقافية لتدريس مقررات الأدب الشعبي في دور مجلس التعاون الخليجية، من خلال الاشتغال على صناعة الابتكار الثقافي الرقمي لهذه المقررات، داعية إلى تفكيك المحتويات التقليدية، وإعادة النظر في طرق التدريس التقليدية، في ظل عالم متسارع، وتوظيف البودكاست في صناعة محتوى رقمي يخاطب الشباب، والاستعانة بالذكاء الاصطناعي في حفظ وتداول المرويات. استدامة التراث وركزت المستشارة الإعلامية بمؤسسة التنمية الأسرية شيخة الجابري، في مداخلتها على جهود دولة الإمارات في صون التراث الشفاهي. موضحة أن هذه الجهود تعود إلى ما قبل قيام دولة الاتحاد، أي منذ ستينات القرن الماضي. وأشارت إلى اهتمام المغفور له الشيخ زايد، رحمه الله، بالموروث بمختلف مفرداته. إلى جانب الاهتمام بإحياء مختلف مظاهر التراث، خاصة الشعر الشعبي، ونظم مجالس للشعراء كان أبناء الدولة ينتظرون بلهفة بثها عبر شاشة التلفزيون. عبدالله علي آل ماجد: • الأرشيف الوطني استطاع خلال أكثر من 50 عاماً جمع 1000 مقابلة لتوثيق التاريخ الشفاهي للدولة. عائشة بالخير: • الشيخ زايد أرسى في مجتمع الإمارات قواعد الأخلاق الحميدة، وفعل الخير، ونشر السعادة. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :