عن ندوة الثقافة والعلوم بدبي صدر العدد الجديد رقم (56) من فصلية «حروف عربية» في 110 صفحات من الطباعة الملونة الفاخرة، حيث جاء في كلمة رئيس التحرير علي عبيد الهاملي: «اليوم ما عدنا نرى خطوط أبنائنا وبناتنا، ليس لأن حصة الخط ألغيت من مناهجنا فقط، ولكن لأننا لم نعد نمسك القلم بين أصابعنا لنكتب به، فقد حلت محله الحواسيب والهواتف المتحركة، ولم نعد نهتم بمعرفة الفرق بين خط النسخ والرقعة». وتضمن العدد الجزء الثاني من الدراسة التاريخية الفنية التي تحمل عنوان «العلامة السلطانية بين المشرق والمغرب» للباحث المغربي الدكتور محمد عبدالحفيظ خبطة، أما حوار العدد فمع الخطاط السوري المخضرم محمد القاضي، وقد أجراه هشام عدرة. وخصصت المجلة أيضاً ملف العدد عن الخطاط العراقي عباس البغدادي الذي رحل في مايو الماضي، حيث جاء الملف في 40 صفحة تحت عنوان «فارس الخط العربي»، متضمناً شهادات ودراسات وذكريات كتبها تلاميذ البغدادي وأصدقاؤه، وهم الدكتور نصار منصور، ونبيل الشريفي، ومثنى العبيدي، وأحمد العمري، وفالح الدوري، والدكتور إبراهيم الجوريشي، وعبدالرحمن أمجد، ومحمد النوري. وفي باب «مكتبة» تناول الأديب الكبير محمد المر كتاب «ياقوت المستعصمي بين بغداد وفلورنسا»، الصادر عن الهيئة المصرية العامة، للكتاب للباحث المصري محمد سالم الشيخ، حيث حقق في هذا الكتاب واحدة من المخطوطات المنسوبة لياقوت المستعصمي، وهي محفوظة في المكتبة الوطنية المركزية بمدينة فلورنسا الإيطالية وقد ظلت مجهولة لقرون عديدة. وكتب محمد المر «يعتبر الخطاط ياقوت المستعصمي الذي توفي عام 696 هجرية، آخر مشاهير الخطاطين في سلسلة النوابغ في المدرسة الخطية البغدادية، وقد اختلف المؤرخون في أصل ياقوت المستعصمي، حيث يذكر المؤرخ القاضي أحمد أن أصله من الحبشة، وقيل إنه روميّ الأصل. درس ياقوت الخط على يد الخطاط والموسيقي صفيّ الدين عبدالمؤمن الأرموي وعلى يد زكيّ الدين عبدالله بن حبيب، ثم عمل بعد ذلك في خدمة الخليفة العباسي المستعصم بالله آخر الخلفاء العباسيين». أما باب «منوعات» فاحتوى على عرض شامل لمسجد آيا صوفيا بإسطنبول، كتبه الباحث والخطاط العراقي صلاح شيرزاد، حيث تناول تاريخ هذا المعبد الذي تحول إلى كنيسة ثم مسجد، وما ضم من لوحات خطية نادرة بالغة الجمال، وأهم الذين كتبوا هذه اللوحات، مستعرضاً خصائص كل لوحة ومميزاتها. وضم العدد كذلك الأبواب الثابتة مثل أخبار وفعاليات والهدية، أما قصيدة العدد فهي «يا ليتني خاتم» للشاعر حسين العبدلله، وقد خطها بالنسخ الخطاط الكبير أسامة الحمزاوي. يذكر أن «حروف عربية» يرأس تحريرها علي عبيد الهاملي ونائب رئيس التحرير الخطاط الإماراتي الكبير خالد الجلاف، ومدير التحرير ناصر عراق، وهيئة التحرير مكونة من الخطاط السوداني الكبير تاج السر حسن والدكتور إياد إبراهيم، والمدير الفني محمد فراس عبو.
مشاركة :