جمع أي شيء عادة ما يكون هواية شخصية لكنه في بعض الحالات يمكن أن يجري في دم عائلة ما فيتوارث أبناؤها الهواية جيلا بعد جيل. ومن هذه العائلات عائلة سركيس التي تقيم في بلدة القبيات في شمال لبنان وتجمع السيارات على مدار ثلاثة أجيال وتبذل وقتا وتهتم بشكل فائق بإصلاح وضبط مجموعتها من السيارات لتبدو وكأنها خارجة للتو من المصنع. وتملك العائلة نحو 30 سيارة تضعها في مرآب بالمنزل وفي المنطقة المحيطة به. ويوضح جامع السيارات العتيقة ميشال سركيس (52 عاما) كيفية تناقل هذه الهواية بين أفراد العائلة على مر الزمان. ومنذ كان في التاسعة من عمره اعتاد ميشال أن يرافق خاله ليتعلم منه هواية جمع السيارات ويعمل في صيانة محركاتها وطلائها والاهتمام بهيكلها. ويعتزم ميشال متابعة هذه الهواية التي يعشقها طالما ظل في صدره نفس يتردد. كما أنه يعلمها لابنه أنطوان الذي يبدي اهتماما بالغا بتلك الهواية العائلية. وبعد إصلاح السيارات يبيع ميشال سركيس بعض السيارات من مجموعته لمن -مثله- يقدرون قيمتها. ويتعامل ميشال مع مصلحي محركات سيارات خبراء وفنيين متميزين في طلاء السيارات بوسعهم أن يفهموا حساسية السيارات القديمة. ويجمع قطع الغيار اللازمة لسياراته من داخل لبنان ومن الخارج حيث يبذل جهدا كبيرا لإعادة السيارات إلى حالتها الأصلية بل وأفضل لو تيسر له ذلك. ويدرس أنطوان (21 عاما) ابن ميشال سركيس الهندسة الميكانيكية ويتبع نهج أبيه منذ نعومة أظفاره. ويزور كثيرون منزل عائلة سركيس في بلدة القبيات لمشاهدة مجموعتها المميزة من السيارات أو التقاط صور معها والانجذاب لشغف تلك العائلة بالسيارات العتيقة.
مشاركة :