انطلقت في بروكسيل أمس، أعمال القمة الأوروبية التي تسمتر يومين والمخصصة لمناقشة اتفاق تم التوصل إليه مع تركيا الأسبوع الماضي، لحل أزمة الهجرة. واعتبر رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي أن الاتفاق مع تركيا سيوقف تدفق المهاجرين عبر بحر إيجه «خلال 3 أو 4 أسابيع». وقال روتي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي: «ما نريد التوصل إليه بصورة واضحة، هو توقف حركة عبور اللاجئين. وبما أننا سنعيد الناس إلى تركيا، فإننا نتوقع أن يتوقف ذلك خلال 3 أو 4 أسابيع» في حال التوقيع على الاتفاق. وينضم رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو اليوم إلى القادة الأوروبيين الذين يأملون بالتوصل معه إلى اتفاق يوقف تدفق اللاجئين إلى اليونان، على رغم معارضة بعض الدول الأعضاء. وقال روتي إنه في حال تنفيذ الاتفاق «وبما أن طريق دول البلقان الغربية مغلقة، فمن المفترض أن يتوقف التدفق من سورية عبر تركيا ايضاً». وأقر بوجود عقبات «على أكثر من صعيد» أمام الاتفاق، بدءاً بقانونيته بموجب نصوص القانون الدولي. لكن هناك أيضاً طلبات الأتراك، من الواضح اننا لن نساوم على الشروط التي يطرحها الاتحاد في مقابل إلغاء تأشيرات الدخول»، في اشارة إلى طلب تركيا اعفاء مواطنيها من تأشيرات الدخول إلى الاتحاد الأوروبي اعتباراً من حزيران (يونيو) المقبل. أما بالنسبة إلى طلب أنقرة تسريع مفاوضات الانضمام الى الاتحاد، قال روتي: «هنا ايضاً هناك مشكلات كبرى يجب ايجاد حل لها. علينا أن نرى مع تركيا إن كان في الإمكان التوصل الى اتفاق متوازن بالنسبة إلى الأتراك والاتحاد الأوروبي في آن» متوقعاً «يومين طويلين» من المحادثات في القمة. من جهة أخرى، اعتبر الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس أن التوصل إلى «تسوية» حول الاتفاق الأوروبي - التركي ممكن خلال القمة، وذلك بعد أن هدّد بعرقلة هذه المفاوضات أول من أمس. وأكد أناستاسياديس أن قبرص «لن تكون عقبة». وأضاف: «أعتقد بأنه يمكن ايجاد خيارات أخرى يمكن أن تخرجنا من الطريق المسدود». وعبّر رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك عن ميله «إلى الحذر أكثر من التفاؤل» في شأن فرص التوصل إلى اتفاق مع تركيا لوقف تدفق المهاجرين وأشار إلى وجوب «أن يحظى الاتفاق بموافقة كل الأعضاء الـ 28 سواء كانوا صغاراً أو كباراً». في المقابل، قال مسؤول تركي رفيع أمس، إن بلاده لا تعتزم أن تقدم مطالب جديدة خلال القمة، وترى أن فرص التوصل إلى اتفاق في شأن الأزمة صعبة لكنها ليست مستحيلة. وأوضح المسؤول إنه في حال تقديم مقترحات جديدة من الجانب الأوروبي، فإن تركيا ستبحثها، مضيفاً أنه يجب ألا يسمح لدول من بينها قبرص بعرقلة تحقيق تقدم. وقال: «سيكون من الصعب الخروج بنتيجة من هذه القمة لكن هذا ليس مستحيلاً. والسبب هو وجود لاعبين أكثر من اللازم على الجانب الأوروبي». وأشارت مسودة محدّثة لاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا إلى أن الاتحاد «يجهز للقرار الخاص بفتح صفحات جديدة» في مفاوضات ضم أنقرة إلى عضويته. إلى ذلك، بتّ القضاء الأوروبي أمس، في دعوى رفعها طالب لجوء باكستاني احتج على قيام هنغاريا بإبعاده إلى صربيا باعتبارها «دولة ثالثة آمنة» بالمصادقة على هذا الإجراء.
مشاركة :