الحوثيون يضيقون على المنظمات الانسانية لمداراة انتهاكاتهم

  • 10/26/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

صنعاء - توفي موظف في منظمة دولية في سجون الحوثيين بعد 50 يوماً على اختطافه من شارع عام بالعاصمة اليمنية صنعاء، في دليل جديد يشير إلى ما يجري في السجون الحوثية سيئة السمعة، وتزايد الانتهاكات والمضايقات التي يتعرض لها العاملون في المنظمات الإنسانية في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتهم. وأحصت منظمات حقوقية يمنية عشرات الضحايا ممن قضوا في سجون الحوثيين، وتعود أسباب وفاتهم إلى التعذيب الذي يتعرضون له، بينما ترفض سلطة الأمر الواقع في صنعاء أي حديث عن الوضع الإنساني والانتهاكات التي تجري في أماكن سيطرتهم لذلك يفرضون رقابة مشددة على عمل الموظفين العاملين في المنظمات الإنسانية، ويصل الأمر إلى الاختطاف والقتل تحت التعذيب. وقالت مصادر حقوقية أن هشام الحكيمي الذي يعمل مدير قسم الأمن في منظمة "سيف ذا شيلدرن" في اليمن، توفي جراء التعذيب في سجن تابع لجهاز الأمن والمخابرات التابع لميليشيا الحوثي بصنعاء بعد اختطافه في سبتمبر الماضي. وأضافت إن مليشيا الحوثي اتصلت مساء الثلاثاء بأسرة الحكيمي لتسلم جثمانه، وأخبرتهم أنه توفي داخل السجن دون ذكر أي من التفاصيل حول أسباب الوفاة. لكن الأسرة رفضت تسلم جثمانه وتطالب بتشريحه لمعرفة أسباب الوفاة، خاصة وأنهم منعوا من زيارته أو توكيل محام للدفاع عنه منذ اعتقاله. وبحسب المصادر، فقد كان أصدقاء للحكيمي طلبوا من أسرته "عدم الحديث عن اعتقاله لضمان سرعة الإفراج عنه كما يحصل غالبا مع المعتقلين". كما ذكرت مصادر محلية بمحافظة صعدة، إن عناصر تابعين للحوثيين اقتحموا منزل الناشط مبارك العنوة، وهو موظف في المفوضية السامية لحقوق الإنسان من أبناء محافظة صعدة معقل الحوثيين ثم اختطفته في أغسطس آب الماضي من إحدى نقاطها في مدينة إب، هو في طريقه إلى مصر عبر مطار عدن الدولي جنوبي البلاد دون أسباب تذكر، وأودعته في سجن تابع لها بمحافظة إب لنحو شهر قبل أن تنقله إلى أحد سجونها السرية في صنعاء. وبحسب المصادر فإن مليشيا الحوثي اختطفت خلال السنوات الماضية عددا من موظفي المنظمات الدولية والمحلية واخفتهم قسريا وسط تكتم شديد لتلك المنظمات. ونددت الحكومة اليمنية الأربعاء، بإقدام ما يسمى جهاز الأمن والمخابرات التابع لمليشيا الحوثي التابعة لإيران، على تصفية الحكيمي تحت التعذيب، في امتداد لسياسة التضييق على المنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرتها. وأوضح وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الأرياني، في تصريح صحفي، أن مليشيا الحوثي الإرهابية تواصل اختطاف عدد من العاملين في منظمات تابعة للأمم المتحدة، و11 من موظفي السفارة الأميركية لدى اليمن والوكالة الأميركية للتنمية منذ قرابة عامين، واخفائهم قسراً في ظروف غامضة، ودون أن توجه لهم أي تهم أو السماح لهم بمقابلة أسرهم، في انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية. وأشار الأرياني إلى أن وزارة حقوق الإنسان، رصدت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب من إجمالي 1635 حالة تعرضت للتعذيب في معتقلات المليشيا الحوثية، كما وثقت منظمات حقوقية متخصصة قيام المليشيا بارتكاب جريمة الاخفاء القسري بحق 2406 من المدنيين في معتقلات المليشيا غير القانونية، يتعرضون لأبشع صنوف التعذيب النفسي والجسدي، والحرمان من الرعاية الصحية. وقال إن التقارير الحقوقية كشفت أن مليشيا الحوثي تدير نحو 641 سجناً، منها 237 سجنا رسميا احتلتها، و128 سجناً سريا استحدثتها بعد الانقلاب، كما أن 32 مختطفاً تعرضوا للتصفية الجسدية، فيما انتحر آخرون، للتخلص من قسوة وبشاعة التعذيب، كما سجلت 79 حالة وفاة للمختطفين و31 حالة وفاة لمختطفين بنوبات قلبية، بسبب الإهمال الطبي ورفض اسعافهم للمستشفيات". ودعا الوزير اليمني لتحقيق عاجل وشفاف في جرائم تعذيب الأسرى والمختطفين والمحتجزين قسرا في معتقلات مليشيا الحوثي، وقتلهم بهذه الصورة الممنهجة، والتمثيل بجثثهم بطريقة وحشية، والتي تؤكد المعلومات مشاركة قيادات حوثية فيها بينهم المدعو عبدالقادر المرتضى. كما طالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة مربع الصمت، وإصدار إدانة واضحة لهذه الجريمة النكراء، وممارسة ضغط حقيقي على مليشيا الحوثي للكشف عن مصير كافة المخفيين قسرا واطلاقهم فورا، والتحرك وفي المقدمة الولايات المتحدة الأميركية لإعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، وملاحقة ومحاكمة قياداتها المسؤولين عن هذه الجرائم المروعة باعتبارهم "مجرمي حرب". ويرى حقوقيون أن غياب المنظمات الدولية عن رصد الانتهاكات ورفضها تصنيف مليشيات الحوثي جماعة إرهابية بمزاعم أن ذلك سيعطل العمل الإنساني والإغاثي في مناطق سيطرتهم سيفاقم من المعاناة الإنسانية.

مشاركة :