النظام يدفع بتعزيزات إلى تدمر والمعارضة تستعيد بلدة التقلي من «داعش»

  • 3/19/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تشهد جبهة مدينة تدمر الأثرية تصعيدًا عسكريًا كبيرًا، إثر مهاجمة النظام لها من الغرب والشرق تحت غطاء جوي روسي كثيف، في مقابل تصدي تنظيم داعش للهجوم والدفع بتعزيزات من قبل الطرفين، بينما سجلت فصائل المعارضة المسلّحة تقدمًا على حساب «داعش» باستعادتها بلدة التقلي في ريف حلب الشمالي من التنظيم، لكن بالتزامن مع ارتفاع وتيرة التصعيد، أحيا السوريون الذكرى الخامسة لانطلاق ثورتهم بمظاهرات عمّت المدن والقرى والبلدات في جميع المحافظات السورية، جددوا فيها مطالبتهم بالحرية وإسقاط نظام بشّار الأسد. فقد خرج الآلاف أمس بمظاهرات عمّت مدن وبلدات وقرى سورية، إحياء للذكرى الخامسة لانطلاق الثورة، وتخليدًا لذكرى سقوط أول شهداء الثورة في مدينة درعا، وجدد المتظاهرون خلالها مطالبتهم بالحرية وإسقاط نظام بشار الأسد، وشملت مدن وبلدات أريحا وخان شيخون ومعرة النعمان وكفرنبل وسراقب وجرجناز وتفتناز وحزانو والمرج الأخضر واليعقوبية وسلقين والهبيط ومعرة حرمة ومعرة النعسان في ريف إدلب، ومدينة نوى وبلدات بصرى الشام والجيزة والحراك وداعل واليادودة وجاسم في ريف درعا، كما خرجت أيضًا في مدينتي أعزاز وعندان وبلدات ترمانين ودارة عزة والأتارب بريف حلب وأحياء الفردوس والسكري والمشهد وبستان القصر بمدينة حلب، ومدينتي تلبيسة والرستن في ريف حمص الشمالي وحي الوعر في مدينة حمص، وبلدة اللطامنة وقرية طلف بريف حماة، وحيي برزة والقابون وجوبر بالعاصمة دمشق، ومدن سقبا وزملكا ودوما وبلدة حمورية بغوطة دمشق الغربية وبلدة بيت جن بريف دمشق. أما ميدانيًا، فخاضت القوات النظامية وحلفاؤها اشتباكات عنيفة مع مقاتلي تنظيم داعش، في محيط مدينة تدمر بريف حمص الشرقي ومحور القريتين بريف حمص الجنوبي الشرقي، أوقعت خسائر في صفوف الطرفين. تحت غطاء وقصف جوي كثيف لطائرات حربية الروسية على مناطق الاشتباك، واستقدام الطرفين تعزيزات عسكرية من عتاد وكثير إلى منطقة الاشتباك، استعدادًا لمعارك عنيفة. وأعلن «مكتب أخبار سوريا» المعارض، أن القوات النظامية «حاولت التقدم باتجاه مدينة تدمر من الجهة الغربية والشرقية، مدعومة بغطاء جوي روسي وقصف مدفعي كثيف استهدف مواقع التنظيم. وأكد أن «القوات النظامية لم تحرز أي تقدم، مما حملها على استقدام تعزيزات عسكرية كبيرة من جنود وآليات إلى محيط المدينة». من جهته، نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مصادر طبية وأهلية في مدينة الرقة، أن «ما لا يقل عن 16 شخصًا قتلوا من ضمنهم 8 أطفال و5 نساء، في مجزرة نفذتها طائرات حربية، إثر استهدافها بضربات جوية مكثفة مناطق السور والصوامع وساحة المجمع وحي الثكنة ومناطق أخرى داخل المدينة». ورجّحت المصادر «ارتفاع عدد القتلى لوجود نحو 40 مفقودًا، ولأن بعض الجرحى لا يزالون في حالات خطرة». إلى ذلك، تبنى تنظيم «داعش» قتل خمسة جنود روس خلال معارك قرب مدينة تدمر. وقال في بيان جرى تداوله على «مواقع جهادية» خلال اليومين الماضيين: «تمكن جنود الخلافة بفضل الله تعالى من قتل خمسة عسكريين روس وستة عناصر من الجيش السوري، وعدد من مقاتلي حزب الله اللبناني، وذلك خلال معارك قرب تدمر». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن موقع «أعماق» الإخباري، المرتبط بـ«داعش» أن «من بين القتلى الروس مستشار عسكري». وقال الموقع: «إن أربعة من العسكريين الروس قتلوا في منطقة قصر الحلابات غرب تدمر، خلال محاولة اقتحام أحبطتها قواتنا، بينما قتل المستشار الذي جرى بثّ فيديو لجثته (الخميس) في منطقة الدوة غرب تدمر». وقد رفضت وزارة الدفاع الروسية الإجابة على سؤال للوكالة الفرنسية، حول حقيقة بيان تنظيم داعش. عسكريًا أيضًا، استعادت فصائل المعارضة السيطرة فجر أمس، على قرية التقلي في ريف حلب الشمالي، بعد اشتباكات مع تنظيم داعش. وأوضح الناشط المعارض أبو العبد الشمالي، أن «فصائل المعارضة ومن أبرزها (فيلق الشام) و(الجبهة الشامية) و(لواء المعتصم)، استعادوا السيطرة على القرية بعد أسبوع من سيطرة التنظيم عليها، بعد اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، استمرت أكثر من خمس ساعات». وقال الناشط: «إن طائرات التحالف الدولي (بقيادة الولايات المتحدة الأميركية) شنت غارات على مواقع التنظيم داخل القرية قبل اقتحامها، في عملية إسناد جوي لفصائل المعارضة المهاجمة»، مؤكدا أن أكثر من سبعة عناصر من المعارضة قتلوا وأصيب آخرون بجروح، في حين لم يعرف عدد قتلى التنظيم بسبب تكتمه الإعلامي». ولم تتوقف الاشتباكات المتقطعة على جبهة بلدتي نبل والزهراء الخاضعتين لسيطرة القوات النظامية بريف حلب الشمالي، بين مقاتلي المعارضة من جهة والقوات النظامية والميليشيات الأجنبية المساندة لها من جهة أخرى، من دون أن تؤدي إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوفهم. في وقت استهدف الطيران المروحي النظامي بأربعة براميل متفجرة، بلدة بيانون بريف حلب الشمالي، الخاضعة لسيطرة المعارضة والخالية من وجود «جبهة النصرة» و«داعش».

مشاركة :