«كارني ماتا».. إنهم يعبدون الفئران

  • 3/19/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في إحدى البلدات بولاية راجاستان الهندية، يقف ذلك المعبد العملاق، والمزخرف بالنحوت والنقوش الرخامية، الذي بناه المهراجا «غانغ سينغ» في عام 1900م، ليكون قبلة لأتباع واحدة من أغرب الديانات الهندوسية. إنه معبد «كارني ماتا» الذي يقدس الجرذان، ويعبدها الناس فيه، حيث يضم بين أروقته وقاعاته ودهاليزه وجدرانه الرخامية، نحو 20 ألف فأر، يعاملون فيه معاملة خاصة، ويخضعون لحماية فائقة، حيث يمكن رؤيتهم في عشرات يتجمعون حول أوانٍ من الحليب، وقشور جوز الهند ومختلف المواد الغذائية الأخرى التي تنتشر في جميع أنحاء المعبد. بينما يُفرض على الزائرين أن يتعاملوا مع الفئران «المقدسة» بأقصى درجات الحذر والاحترام، ليتجنبوا سحق أحدهم تحت الأقدام، حيث يُعدُّ هذا الحادث من المصائب الكبرى، التي تستوجب التكفير عنها، بأن يستبدل الجاني الفأر النافق بآخر مصنوع من الذهب الخالص. وتلك الجرذان التي يجري التقاطها من المجاري، ووضعها في معبد «كارني ماتا»، تلقى رعاية ومعاملة خاصة، ونتيجة لذلك، فإن الآلاف منها تعيش في ذلك البناء المزخرف، وتستقبل «الأتباع» الذين يقدمون لها الهبات، والوجبات المطبوخة، والحليب، كما اتّخذ كهنتها تدابير أمنية لحمايتها من الأعداء الطبيعيين، من خلال بناء موانع لإبعاد القطط والطيور الجارحة، كما أن هناك الكهنة والحراس والمراقبين الذين يعيشون مع عائلاتهم في المعبد بشكل دائم، ويطعمون الفئران، ويكنسون الفضلات الخاصة بها. ومن المعروف أن أتباع تلك الديانة العجيبة متفانون جدًّا في خدمة الجرذان، ويسافرون مسافات طويلة، ويتوافدون بأعداد هائلة على المعبد لتقديم احترامهم لها، لأنهم يعتقدون أنها تجسيد حي لإرادة الإلهة الهندوسية «كارني ماتا»، وهي امرأة عاشت في القرن الـ14 الميلادي، وعبدها أتباعها، بعدما عاشت حياة التقشف والزهد، وكانت تحظى بالتبجيل على نطاق واسع في الهند. ووفقًا للأسطورة الهندية عن سبب تقديس أتباع تلك المرأة للفئران أن «كارني ماتا» حاولت استرجاع روح أحد الاطفال الموتى، ولكنها فشلت في ذلك، لأن «ياما» (إله الموت عند الهندوس)، كان قد استلم جسم الطفل ونسخه الى إنسان آخر، «حسب نظرية تناسخ الأرواح لدى الهندوس»، ولذلك غضبت كارني ماتا؛ لأنها لم تستطع إرجاع روح الطفل إلى جسده، وأمرت بأن تتقمص أرواح الأطفال الموتى أجساد الفئران قبل أن تنتقل إلى أجساد بشرية مرة أخرى. ويعتبر الزوار من الأتباع والمتدينين أن تناول المواد الغذائية التي تم قضمها من الفئران «نعمة»، وغالبًا ما يأكل الزوار الحلوى ويشربون الحليب الذي ذاقته فئرانهم المقدسة، ولأن أحدًا لم يصب منهم لم يصب بوباء الطاعون في الماضي، اعتبروا ذلك من معجزات كارني ماتا. أمّا الأغرب من ذلك أن الفئران أنفسها تعاني من مُختلف الأمراض بسبب نظام غذائها غير الطبيعي، وغير الصحي والذي يُعدُّ ويقدم لها في المعبد من الحلويات والحليب والأطعمة المصنوعة، ولذلك فكل بضع سنين يحتاح الفئران المقدسة بالمعبد وباء يهلكها، ولكن سرعان ما تتزايد أعدادهم مرة أخرى. المزيد من الصور :

مشاركة :