شركات التكنولوجيا الإسرائيلية توحد الجهود في مواجهة الحرب بين اسرائيل وحماس

  • 10/27/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

من بين تلك المبادرات تقوم الشركة الإسرائيلية الأميركية إكس آر هيلث بتطوير نظارات رؤية افتراضية لأغراض علاجية وقدمت المئات منها لمستشفيات إسرائيلية لمساعدة ناجين على تجاوز أعراض الصدمة، "إذ لا يوجد عدد كاف من المتخصصين في الصحة العقلية، بينما الاحتياجات عاجلة" في هذا المجال، كما يوضح مدير الشركة التي تأسست العام 2016 إران أور في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس. وعاد هذا الأخير على عجل إلى إسرائيل بعد بضع أيام على الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر، مطلقة شرارة الحرب التي أودت بحياة مدنيين في إسرائيل وغزة. ويضيف أور "نحاول أن نحصل على هبات مالية لتطوير حلول تكنولوجية لفائدة الأشخاص المحتاجين بما في ذلك داخل بيوتهم"، موضحا أنه يسعى لجمع 3 ملايين دولار من أجل "تجهيز 2000 بيت تضرر بشكل مباشر بالهجمات". وهناك مبادرات أخرى متعددة في بلد يضم ما لا يقل عن 7500 شركة للتكنولوجيا الحديثة، وفق أرقام لجمعية ستارت اب ناشونال سنترال الإسرائيلية (إس إن سي) التي تعمل على إقامة صلات بين المستثمرين والمواهب الشابة في هذا الميدان. احتياجات ويكتسي قطاع التكنولوجيا الحديثة أهمية كبيرة في الاقتصاد الإسرائيلي إذ ساهم العام الماضي بـ18 بالمئة من الناتج الداخلي الخام، بتوظيفه 14 بالمئة من مجموع السكان العاملين، مع 71 مليار دولار من الصادرات. ولجميع عمالقة القطاع على الصعيد العالمي حضور في إسرائيل، في مختلف الأنشطة من تطوير البرمجيات إلى إنتاج الرقائق الالكترونية. لكن أهداف شركات التكنولوجيا الإسرائيلية تغيرت منذ اندلاع الحرب التي أودت بأكثر من 1400 شخص في إسرائيل، معظمهم مدنيون بحسب السلطات الإسرائيلية،. فيما قتل ما يزيد عن 7000 آلاف شخص، غالبيتهم العظمى مدنيون، في الغارات التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وفق السلطات الفلسطينية. ففي هذه الظروف "يتوجب علينا تلبية الاحتياجات الفورية والبحث عن كيفية استعمال تكنولوجيتنا لإيجاد حل"، كما يشرح المسؤول عن جمعية إس إن سي افي حسون. وتستطرد مراف بهات وهي شريكة في تأسيس شركة الأمن السيبراني داز "نستعمل قدرات التكنولوجيا لمساعدة البلاد"، وتعطي مثلا "بخلق منصات لجمع التبرعات للمحتاجين على وجه السرعة". وأحد أقارب زوجها من ضمن نحو 200 مدني إسرائيلي احتجزهم مقاتلو حماس رهائن، خلال هجومهم في إسرائيل يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر. في مبادرة أخرى أنشئت خلال بضعة أيام منصة تتيح للإسرائيليين التواصل مع شركات متخصصة للتعبير عن احتياجاتهم، وقد تطوعت 290 شركة حتى الآن للمشاركة فيها. ومن بين الطلبات التي تلقتها، ابتكار تقنية تتيح التبليغ عن حالات الهلع لتسريع التواصل مع قوات الأمن، كما توضح شركة ويكس المتخصصة في إنشاء المواقع الالكترونية، لوكالة فرانس برس عبر البريد الالكتروني. جنود احتياط لكن تفعيل كل هذه المبادرات يتطلب أيضا إعادة تنظيم القطاع بالنظر إلى أن عدد كبيرا من العاملين فيه جنود احتياط. واستدعي نحو 15 بالمئة منهم إلى الخدمة العسكرية بعيدا عن مكاتبهم، وفق تقديرات جمعية إس إن سي. ويقول الرئيس المدير العام لشركة تروليون اسحاق هلر إن "10 بالمئة من أفراد طاقمه استدعوا للخدمة العسكرية، ويوجدون الآن على الحدود قرب غزة وفي الشمال قرب لبنان". والشركة متخصصة في خدمات المحاسبة باستعمال الذكاء الاصطناعي. ويضيف هلر، الذي جاء للإقامة في إسرائيل مع عائلته منذ خمسة أعوام "نسأل كل يوم عن أخبارهم". ولضمان السير العادي لأنشطتها تعتمد الشركة على عامليها في الخارج حيث "يعمل فريق نيويورك ساعات إضافية، في ليلة واحدة تحولنا إلى عائلة جد متقاربة"، كما يتابع. تطرح هذه الحرب أيضا السؤال حول تأثيرها المحتمل على ازدهار القطاع. ويوضح افي حسون من منظمة إس إن سي أن اندلاع الحرب جاء في سياق عالمي تميز بتراجع في تمويل شركات التكنولوجيا خلال الأشهر الأخيرة على خلفية تباطؤ اقتصادي. ويضيف أن الأحداث الجارية حاليا تطرح "بكل تأكيد تحديا على هذه الشركات"، لكنه يستدرك قائلا أن أي مستثمر اختار الاستثمار في إسرائيل "لا شك أنه يضع أصلا هذا المعطى بعين الاعتبار". الخميس أعلن عملاق الرقائق الأميركي إنتل أن مصنعه في اسرائيل سيظل مفتوحا، وذلك أثناء تقديم النتائج الفصلية للشركة. ويقول اسحاق هلر "لا أشعر بالخوف على قطاع التكنولوجيا، ما يخيفني هو الأزمة الإنسانية القائمة والتي تطال أكثر من 200 رهينة إسرائيلي معتقلين لدى حماس، والشعب الفلسطيني في غزة".

مشاركة :