خالد بن زايد يشهد محاضرة «حلول مستوحاة من الطبيعة لمستقبل مستدام»

  • 10/28/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

شهد سمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، محاضرة استضافها مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بقصر البطين، بعنوان «حلول مستوحاة من الطبيعة لمستقبل مستدام»، ألقاها المهندس المعماري مايكل باولين، المتميز بمشاريعه التي تحاكي الطبيعة والخبير في مجال التصميم التجديدي ومحاكاة الطبيعة، بحضور عدد كبير من الوزراء والمسؤولين والمختصين بمجالات الاستدامة. وتضمّنت المحاضرة، التي أدارها سعود النوري، رئيس الشراكات الدبلوماسية في مكتب المبعوث الخاص للتغيُّر المناخي للدولة ، 4 محاور شملت «الانتقال إلى مستوى جديد من الاستدامة، بناء مستقبل إيجابي من خلال تبني التفكير التجديدي، اعتماد منهجيات مستمدة من الطبيعة لتصميم المدن والمباني والبنية التحتية لتحقيق توافق أفضل مع البيئة ومستوى أعلى من رفاهية الإنسان، إضافة إلى شرح معنى «التفكير التجديدي» من خلال الاستشهاد بأمثلة عملية لمشاريع مهمة. وأكد سعود النوري أهمية السعي نحو مستوى جديد في مجال الاستدامة، وصياغة مستقبل إيجابي حقيقي من خلال الاستلهام من الطبيعة. جهود الاستدامة وأكد المحاضر في الجلسة إلى أن الإمارات حققت بفضل رؤية قيادتها الرشيدة العديد من الإنجازات المعمارية العملاقة، التي تشكل مصدر إلهام لكل دول العالم، لابتكار آليات متقدمة في استشراف مستقبل أكثر استدامة، وعرض  نماذج مشاريع مستوحاة من الأفكار التقليدية، ومن الطبيعة، تسلط الضوء على ما تعنيه هذه الرؤية الجديدة من خلال نماذج عملية، منها: «مشروع غابة الصحراء»، وهو مشروع ينتج الطاقة النظيفة والغذاء مع إعادة زراعة الصحاري، ومحطة معالجة مياه مبتكرة مستوحاة من الطبيعة، وفكرة استخراج الماء من الهواء باستخدام أساليب مستوحاة من تكنولوجيا صنع الثلج القديمة في الشرق الأوسط، وغيرها من الأفكار المبتكرة. وتحدث المحاضر، صاحب كتاب «محاكاة الطبيعة في الهندسة المعمارية» عن مفهوم «التقليد الحيوي»، وهو فلسفة معمارية معاصرة تبحث عن حلول للاستدامة في الطبيعة من خلال فهم القواعد التي تحكم تلك الأشكال، حيث أوضح أن الاستدامة بمفهومها التقليدي أصبحت لا تستطيع إنقاذ البشرية من المخاطر البيئية التي يخلفها التغير المناخي، ومن ثم لا بد من التوجّه نحو ما يسمى بـ«المستوى الثاني للاستدامة». وقال باولين: «التكنولوجيا الحديثة لم تعد قادرة وحدها على إنقاذ البشرية، وأن الحل في الاستدامة الطبيعية، التي  تُلزم البشرية بإعادة التفكير في الطبيعة وعدم تعامل الاقتصادات مع الطبيعة باعتبارها عنصراً منفصلاً، والأهم من ذلك السعي الدؤوب لإصلاح الأضرار التي تسبب فيها البشر لهذه الطبيعة، والتي أدّت إلى انقراض ثلثي الكتلة البيولوجية الحيوانية البرية خلال 60 عاماً، بل وقطعنا ثلثي الطريق لأن نصبح نوعاً عقيماً من الكائنات، ومن هذا المنظور، سيكون من السهل استنتاج أن البشر يتسابقون نحو الانقراض». انقراض وأضاف: «لا أعتقد أن انقراض البشرية بات أمراً حتمياً، ولكن إذا ما واصلنا المضي في الاتجاه الذي نسير فيه، فإننا نسير نحو مأزق كبير، وقد يحاول بعض الناس إقناعكم بأن التكنولوجيا لديها كل الحلول، لكن في الحقيقة أنا لا أعتقد أن ذلك هو الحال، فالتكنولوجيا قد يكون لديها الكثير من الأجوبة، لكنها وحدها لن تنقذنا، ولذلك أرى أننا بحاجة فعلياً إلى الانتقال إلى المستوى التالي من تطورنا البشري، وهو مستوى نعتمد فيه على البدء في بناء مبانٍ تكون ذات صافٍ كربون إيجابي، أي يمكنها أن تسحب من الجو مقدار كربون أكبر مما ينبعث منها، وتولد طاقة نظيفة أكثر مما تستخدم، وتنقّي الهواء وتجمع الماء وتخلق موائل للحياة البرية». وتطرّق المحاضر إلى ما يُسمى بمشروع «الميكروبيوم البشري»، قائلاً: «من المدهش أن نكتشف أن خلايانا البشرية تتفوق عليها الخلايا الميكروبية من حيث التعداد بـ10 مرات داخل أجسامنا، وكل هذه الخلايا (البشرية والميكروبية) تعتمد على أنظمة حيّة أخرى لاستمداد أساسيات الحياة، أي الأكسجين والماء والمغذيات؛ لذلك يمكننا أن نرى أن أفكارنا حول الانفصال عن الطبيعة ليست كما كنا نعتقد سابقاً؛ لأننا جزء من هذه الطبيعة إلى حد كبير، ونعتمد عليها، وللتغلب على فكرة الانفصال هذه، يمكننا تعلم الكثير من النظر إلى الطريقة التي تطورت بها الحياة على كوكب الأرض، فإذا ما نظرنا إلى آليات عمل الحياة، سنجد أن %96 من المادة الحية كلها مصنوعة من 4 عناصر فقط، هي الكربون والهيدروجين والأكسجين والنيتروجين، بينما الـ%4 المتبقية تتألف بالكامل تقريباً من سبعة عناصر أخرى، ما يعني أن الطبيعة تستخدم مجموعة جزئية محدودة وآمنة تطورت لتصنع مواد عالية الأداء مدهشة حقاً تضاهي، أو في بعض الحالات تفوق، تلك التي نصنعها نحن». «غابة الصحراء» كما تحدّث المحاضر عن مشروع «غابة الصحراء» قائلاً: «كانت نقطة البداية في هذا المشروع هي إدراك أن الكثير من صحاري العالم كانت في الواقع مغطاة بالنباتات قبل فترة قصيرة، وعندما وصل يوليوس قيصر إلى شمال أفريقيا وجد صفحة أرض مكسوة بأشجار الأرز وأشجار السرو، فقامت جيوشه باجتثاث تلك الأشجار لإنشاء مزارع وبدأوا دورة تدهورية، حيث أدى التجريد من الأشجار إلى انخفاض الرطوبة، وأدى انخفاض الرطوبة إلى انخفاض معدل هطول الأمطار، وأدى تدنّي معدل هطول الأمطار إلى المزيد من التصحّر، وفي الوقت نفسه إلى تقليل خصوبة التربة، فكانت الفكرة الرئيسية لهذا المشروع هي أن نجمع عدداً من التقنيات التي تعمل بشكل أفضل مجتمعة منها منفردة». تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :