كبرياء الخالق أمر تعجز العقول عن إدراك حقيقته

  • 10/28/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم - إمام وخطيب المسجد النبوي -: حقيقة العبودية لله تنشأ من غاية الحب له مع غاية التذلل، والعلم بأسماء الله تعالى وصفاته أصل العلوم وأشرفها، فهو العلم الذي يقوم عليه توحيد الرب سبحانه وعبادته، وأعظم حاجة للأرواح معرفة بارئها وفاطرها، ولا سبيل إلى هذا إلّا بمعرفة أوصافه وأسمائه، وبقدر معرفة العبد بأسماء الله تعالى وصفاته يكون حظه من العبودية لربه والأنس به ومحبته، وإجلاله وتعظيمه، وكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته، ازداد إيمانه وقوي يقينه. وأضاف: أسماء الرب تعالى كلها أسماء مدح؛ وقد وصفها الله سبحانه بأنها حسنى كلها؛ لدلالتها على أوصاف الكمال، ومن أسمائه سبحانه "الكبير"؛ فهو الكبير في ذاته وأسمائه وصفاته، الموصوف بالجلال والكبرياء، وتحقيق أن الله أكبر من كل شيء؛ لا تبقي لمخلوق ربانية سوى ربانية الله، فلا يستحق العبادة أحد سواه، قال سبحانه: "ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ". وتابع: وربنا له الكبرياء والعظمة، حاكم في خلقه، عادل بينهم، فالحكم لله العلي الكبير، وعبادات أهل السماوات والأرض كلها المقصود منها تكبيره وتعظيمه، وإجلاله وإكرامه، ولهذا كان التكبير شعاراً للعبادات الكبار. وأشار إلى أن الهداية نعمة عظيمة تستحق الشكر، وشكرها بالتكبير كما في ختام الصيام؛ والحج من أعلام الدين الظاهرة، شعاره التوحيد وتعظيم الله بالتكبير على الصفا والمروة، وعند رمي الجمار، وأعظم الأيام عند الله يستحب فيها الإكثار من التكبير، ويسن التكبير في الأفراح؛ كالعيدين، وعند المسرات وسماع البشارات، ويشرع عند رؤية آية من آيات الله كالكسوف، وعند التعجب وكل أمر مهول. وقال: الله هو الكبير الأكبر، وله الكبرياء في قلوب أهل السماء والأرض، وكبرياؤه أمر تعجز العقول عن إدراك حقيقته، أو تصوره، أو معرفة كيفيته، وكل ما يخطر بنفوس العباد من التعظيم فالله أكبر منه، والمؤمن يتوكل على الرب الكبير، ويفوض أموره إليه، ويدعوه وحده ويتعلق به.

مشاركة :