الأمم المتحدة: كثير من الفلسطينيين سيموتون قــريـبـا بــســبـب الحــصـار الصهـيـوني الشامـل جنيف – الوكالات: اتهمت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إسرائيل بارتكاب جرائم حرب عبر فرض الحصار على قطاع غزة. وقالت المتحدثة باسم المفوضية رافينا شامداساني في جنيف أمس: «العقاب الجماعي جريمة حرب. لا بد أن يتوقف العقاب الجماعي الذي توقعه إسرائيل على جميع سكان غزة فورا». وأعلنت إسرائيل «حصارا شاملا» على غزة وقطع إمدادات الماء والغذاء والكهرباء والوقود عن القطاع. وأشارت شامداساني إلى «كارثة إنسانية تتكشف فيما يخص 2ر2 مليون نسمة محاصرين داخل غزة يتم معاقبتهم جماعيا». يأتي ذلك فيما حذّرت الأمم المتحدة أمس من أنّ «العديد من الأشخاص سيموتون قريباً» جراء الحصار المحكم الذي تفرضه إسرائيل على غزة. ويعيش مئات الآلاف من المدنيين في ظروف إنسانية كارثية، في ظلّ حصار منطقة صغيرة يقصفها الاحتلال بشكل متواصل، منذ عملية «طوفان الأقصى» التي شنتها المقاومة الفلسطينية وردت عليها إسرائيل بـ«السيوف الحديدية». وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني أمس «سيموت العديد من الأشخاص قريباً... جراء تداعيات الحصار المفروض على قطاع غزة»، مضيفاً أن «الخدمات الأساسية تنهار والأدوية تنفد والمواد الغذائية والمياه تنفد. بدأت شوارع غزة تفيض بمياه الصرف الصحي». وشدّد فيليب لازاريني على أنّ غزة بحاجة ماسّة إلى مساعدات إنسانية «متواصلة وتحدث فرقا»، مؤكداً مقتل 57 من موظفي الوكالة في القطاع منذ اندلاع الحرب. وتصل المساعدات الإنسانية بشكل ضئيل وبكميات غير كافية إلى قطاع غزة البالغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة، وفقاً للأمم المتحدة. وتدعو المنظمة الأممية إلى السماح بإدخال الوقود بشكل عاجل لتشغيل مولّدات المستشفيات المكتظة بآلاف الجرحى، الذين يفتقرون إلى الأدوية ومواد التخدير خصوصاً. في غضون ذلك، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مساء الخميس، أنّ 74 شاحنة مساعدات وصلت خلال ستة أيام من مصر إلى القطاع، أي أقل من 500 شاحنة كانت تدخل يومياً إلى قطاع غزة قبل اندلاع الحرب. ويخضع هذا القطاع الذي تبلغ مساحته 362 كيلومتراً مربعاً، لحصار إسرائيلي بري وجوي وبحري منذ العام 2007. وأعلنت إسرائيل في التاسع من أكتوبر إخضاعه لـ«حصار كامل»، حيث قطعت عنه المياه والكهرباء والإمدادات الغذائية. وفي مواجهة هذا الوضع، دعا قادة دول الاتحاد الأوروبي الخميس إلى «ممرات إنسانية وهدنات» لإدخال مساعدات دولية إلى سكان القطاع. وكان البيت الأبيض دعا الثلاثاء إلى «هدنات إنسانية محدودة» لتسهيل إيصال المساعدات بدل وقف إطلاق نار «لن يفيد في هذه المرحلة سوى حماس» التي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل منظمة إرهابية. في هذه الأثناء، أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية نقلاً عن وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة، بأن 45 في المئة من مساكن القطاع «تضرّرت أو دمرت»، كما دُمّرت أحياء بأكملها بالقصف. وأنذر جيش الاحتلال منذ 15 أكتوبر سكان شمال قطاع غزة حيث يتركز القصف بصورة خاصة بإخلاء منازلهم والتوجه جنوبا. وفر ما لا يقل عن 1,4 مليون فلسطيني من منازلهم منذ بدء العدوان بحسب الأمم المتحدة، هربا من القصف أو بسبب الإنذار الصهيوني. غير أنّ القصف يطال أيضاً جنوب القطاع حيث يحتشد مئات آلاف المدنيين. وبحسب الأمم المتحدة، عاد حوالي ثلاثين ألف نازح إلى شمال القطاع في الأيام الأخيرة.
مشاركة :