استأنفت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخميس دورتها الاستثنائية الطارئة العاشرة بشأن الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. وأدان رئيس الجمعية العامة دينيس فرانسيس، في مستهل كلمته الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر واستهداف إسرائيل العشوائي للمدنيين وتدمير البنية التحتية الحيوية في غزة. وقال إن "وحشية هجمات حماس صادمة وغير مقبولة وليس لها مكان، وأكرر ليس لها مكان، في عالمنا"، مضيفا أن "القصف الإسرائيلي المستمر لقطاع غزة وعواقبه أمر مثير للقلق البالغ. ولا يمنح الحق في الدفاع عن النفس ولا يمكن أن يمنح إذنا قانونيا للقيام بأعمال انتقامية عشوائية وغير متناسبة". وقال فرانسيس إنه يتعين على جميع الأطراف في هذا الصراع الالتزام بالقانون الإنساني الدولي وتهيئة الظروف اللازمة على الفور للسماح بفتح ممر إنساني إلى قطاع غزة. وقال "يجب علينا أن نضمن وصول المساعدات المنقذة للحياة التي تشتد الحاجة إليها إلى من يحتاجون إليها بدءا من توصيل المواد الغذائية الأساسية وحتى المرور الآمن للعاملين في المجال الإنساني والطبي. وأي إجراء مخالف لذلك من شأنه أن يحرم سكان غزة من الوصول دون عوائق إلى سبل العيش الأساسية سيكون انتهاكا واضحا لحقوق الإنسان الخاصة بهم وإهانة للقانون الإنساني الدولي". وأضاف "نحن، الأمم المتحدة، لا يمكننا أن نسمح بالمساس بالمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والقانون الدولي. ونحن كأمم متحدة، ملزمون بالتمسك بها دون أي شروط أو تحفظات، وبالتأكيد دون أي استثناءات". وأكد في هذه المرحلة أن الخطوة الأكثر إلحاحا واضحة: "يجب أن يتوقف العنف، ويجب منع المزيد من إراقة الدماء"، داعيا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن والوقف الفوري لإطلاق النار لأغراض إنسانية وبدون شروط، وفتح ممرات إنسانية بشكل فوري وغير مشروط. وقال فرانسيس إن السبيل الوحيد إلى سلام شامل وعادل ودائم هو حل الدولتين عن طريق التفاوض، بما يتوافق مع القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وهو الحل الذي يلبي احتياجات إسرائيل المشروعة للأمن ويلبي التطلعات المشروعة للفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة. وحث جميع الأطراف على تنحية عداواتهم جانبا والتركيز بدلا من ذلك على تجنب الحرب من خلال إعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح. وقال "أحث أعضاء (الأمم المتحدة) على استغلال جلسة اليوم لعدم زيادة تأجيج نيران الكراهية والانقسام والانتقام. دعونا نغتنم الفرصة، بدلا من ذلك، لتوحيد هدفنا وأعمالنا لإنقاذ الأرواح وإنهاء العنف". ومن المتوقع أن تستمر الدورة الاستثنائية الطارئة حتى يوم الجمعة، ومن المتوقع أن يتم التصويت على مشروع قرار مقدم من الأردن. وفشل مجلس الأمن الدولي، الذي يتحمل المسؤولية الأساسية عن صون السلم والأمن الدوليين، في اعتماد أي قرار بشأن التصعيد الأخير في الأسبوعين الماضيين. وفي خطاب عاطفي، قال سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور إن الحرب الإسرائيلية على غزة لا يمكن الدفاع عنها. وقتل نحو 7 آلاف فلسطيني منذ السابع من أكتوبر منهم 70 بالمئة من النساء والأطفال. كل القتلى تقريبا من المدنيين، حسبما قال. وسأل منصور الوفود الغربية "هل هذه هي الحرب التي يدافع عنها البعض منكم؟ هل يمكن الدفاع عن هذه الحرب؟ وأضاف "هذه جرائم. هذه همجية". ودعا منصور الوفود إلى التصويت لصالح مشروع القرار الأردني. وقال "صوتوا لوقف القتل. صوتوا من أجل وصول المساعدات الإنسانية لمن يعتمد بقاؤهم عليها. صوتوا لوقف هذا الجنون. اختاروا العدالة، لا الانتقام. اختاروا السلام، لا المزيد من الحروب. صوتوا لوضع حد لأسبوعين أو ما يقرب من ثلاثة أسابيع من أسوأ المعايير المزدوجة التي لم نشهد مثيلها منذ عقود، صوتوا لاستعادة البعض من مصداقية هذا المكان والقواعد التي يجسدها". وقال السفير "الأرواح معلقة في الميزان. وكل حياة مقدسة. من فضلكم أنقذوا الأرواح، أنقذوا الأرواح، أنقذوا الأرواح". وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الذي تحدث باسم المجموعة العربية، إن مشروع القرار المقدم من بلاده يسعى إلى ما تأسست الأمم المتحدة لتحقيقه وهو السلام والامتثال لأحكام القانون الدولي. وقال "فلنطلق صرخة واحدة. صرخة ضد سفك الدماء. فلنتحد من أجل السلم. فلنتحد من أجل العدالة. فلنتحد من أجل حق كل طفل فلسطيني وكل طفل إسرائيلي بأن يعيشوا أحرارا من ويلات الحرب ومن الخوف. ليكونوا قادرين على السعي نحو حياة مليئة بالأمل والفرص". وقال الصفدي "من أجل الشعب الفلسطيني ومن أجل الشعب الإسرائيلي، صوتوا بنعم. ليكن إقرار مشروع القرار رسالة للفلسطينيين الذين يعانون من جحيم هذه الحرب الإسرائيلية عليهم. وليكن رسالة أن المجتمع الدولي يراهم ويشعر بألمهم ويؤمن بأن أرواح الفلسطينيين أيضا مهمة".■
مشاركة :