مع إعلان إسرائيل أن الحرب في غزة دخلت مرحلة جديدة تعالت التحذيرات من مغبة قيام الجيش بعمليات برية واسعة هناك. ودعت الرياض المجتمع الدولي للإطلاع بوقف فوري لهذه العملية، فيما حذر الرئيس المصري من تداعيات هذا الهجوم. قال الجيش الإسرائيلي صباح السبت إنه دخل شمال غزة خلال الليل ووسع عملياته العسكرية هناك. أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اليوم السبت (28 أكتوبر/ تشرين الأول 2023) أن الحرب مع حماس في غزة "دخلت مرحلة جديدة"، بعد ليلة من القصف الكثيف للقطاع المحاصر والاشتباكات على الأرض مع مقاتلي الحركة. وقال غالانت في مقطع مصور نشره مكتبه: "لقد دخلنا مرحلة جديدة في الحرب. الليلة الماضية (الجمعة) اهتزت الأرض في غزة". وأضاف "لقد هاجمنا مواقع فوق الأرض وتحت الأرض. وجاءت تصريحات وزير الدفاع في ختام تقييم للوضع العملياتي مع كبار المسؤولين في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وركزت المناقشة على التحركات العسكرية وحالة الرهائن والقضايا الإنسانية. وحذر الجيش الإسرائيلي السبت المدنيين في مدينة غزة من أن منطقتهم أصبحت الآن "ساحة معركة"، وحثهم على المغادرة فيما كثف حملته الجوية على مقاتلي حركة حماس في الأراضي الفلسطينية. وجاء في منشورات أسقطتها مقاتلات الجيش الإسرائيلي "إلى سكان قطاع غزة وشمال غزة ومحافظة غزة، منطقتكم أصبحت ساحة معركة الآن، الملاجئ في شمال غزة ومحافظة غزة غير آمنة"، وقد حضّت المنشورات السكان على "الإخلاء الفوري" للمنطقة. السيسي يحذر من آثار جسيمة للتصعيد وفي اليوم الثاني والعشرين للنزاع الذي أوقع آلاف القتلى، بات قطاع غزة المحاصر من إسرائيل والذي يسكنه نحو 2,4 نسمة، مقطوعا عن العالم مع توقف الاتصالات وخدمة الانترنت. و"قُتل في القطاع الفلسطيني أكثر من 7703 أشخاص، معظمهم مدنيون، وبينهم أكثر من 3500 طفل"، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. بينما تقول إسرائيل إن "الهجوم الإرهابي لحماس" عليها في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول "أدى إلى مقتل 1400 شخص". يذكر أن حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية. من جهته حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من التداعيات الخطيرة، إنسانياً وأمنياً، للهجوم البري على قطاع غزة. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي، في منشور على موقع "فيسبوك" اليوم السبت ، إن ذلك جاء في اتصال هاتفي تلقاه السيسي من ناريندرا مودي، رئيس وزراء الهند، جرى فيه تبادل وجهات النظر حول مستجدات العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وخطورة استمرار التصعيد الحالي سواء لآثاره الجسيمة على حياة المدنيين، أو للتهديد الذي يمثله على أمن المنطقة برمتها. وأوضح المتحدث أن الرئيس المصري شدد خلال الاتصال على استمرار مصر في مساعيها لتنسيق الجهود الإقليمية والدولية للدفع في اتجاه وقف إطلاق النار، ومؤكداً ضرورة العمل الدولي الموحد لإيجاد حل فوري على المستوى الدبلوماسي، يتضمن إنفاذ هدنة إنسانية فورية تحفظ أرواح المدنيين، وتسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل فوري ودون انقطاع أو إعاقة، اتساقاً مع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في هذا الشأن الصادر مساء أمس. من جهتها أكدت السعودية، اليوم السبت ، أن "العمليات البرية لإسرائيل في غزة انتهاك صارخ ومخالفة للقانون الدولي"، داعية "المجتمع الدولي الوقف الفوري لهذه العملية العسكرية". وقالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان صحفي اليوم، إنها "تتابع بقلق بالغ التصعيد الإسرائيلي العسكري في قطاع غزة، جراء العمليات البرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في القطاع". وأضافت أن "السعودية دعت المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته للوقف الفوري لهذه العملية العسكرية وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر أمس الجمعة وحقناً لدماء الأبرياء، وحفاظا على البنى التحتية والمصالح الحيوية، واحتراما للقانون الدولي الإنساني، ولتمكين المنظمات الإنسانية والإغاثية من إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة والضرورية للمدنيين في قطاع غزة دون عوائق". وكان وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان قد تواصل هاتفيا، اليوم السبت، مع وزراء خارجية مصر والأردن والمغرب لبحث مستجدات تطورات الأوضاع في قطاع غزة و محيطها. ع.أ.ج/ ص ش/ ع.غ (أ ف ب، رويترز، د ب ا)
مشاركة :