فيما فسر مراقبون عسكريون التوغل الإسرائيلي، أمس (الجمعة)، في غزة بأنه اختبار للاجتياح البري للقطاع، رأى آخرون أن الاجتياح بدأ فعلياً منذ التوغل الأول المحدود الذي جرى قبل أيام عدة. واعتمدت القوات الإسرائيلية في توغلاتها الخاطفة على عنصر المفاجأة، لإبقاء مقاتلي حماس منشغلين. ورأت مصادر أخرى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتمد هذا التكتيك في عمليته البرية حتى يبقي مقاتلي الحركة الفلسطينية في حالة قلقة، ولا تعرف من أين ستنطلق عملية الغزو البري، بحسب ما نقلت صحيفة «جيروزالم بوست»، عن مراسلها العسكري. وتحدثت المصادر عن أنه بدلاً من الدخول إلى عمق غزة والغرق في حرب شوارع يمكن أن يتيح الفرصة لمقاتلي حماس بالتعامل معه، اعتمد جيش الاحتلال الإسرائيلي على غارات جوية مكثفة، تترافق أحياناً مع توغلات مباغتة محدودة بالمدرعات. وأكدت المصادر أن هذه العملية ستتكرر مراراً في المستقبل وبشكل مفاجئ لتربك مقاتلي حماس، وتضعضع خططهم العسكرية، ما يجعل الحركة تشعر بالقلق وتعيد النظر في خططها الدفاعية. وتعمدت القوات الإسرائيلية استخدام الطائرات دون طيار ومنصات المراقبة من أجل رصد تحركات المقاتلين الفلسطينيين وكشف مخابئهم ومن ثم ضربها، وهو ما أكده رسمياً الجيش الإسرائيلي، اليوم (السبت)، بنشره مقاطع مصورة من دخول المدرعات والغارات الجوية على غزة. إلا أنه، وحسب تقارير عبرية، فإن القوات الإسرائيلية ستضطر في بعض الأحيان إلى الخروج من المدرعات والقتال في الشوارع لرصد مقاتلي حماس المختبئين في الأنفاق. وهنا قد تتحول المواجهات إلى حرب شوارع، ما يتيح المجال لحماس لضرب القوات الإسرائيلية، في معركة لا بد منها في نهاية المطاف. وكان جيش الاحتلال تقدم بمدرعات إلى داخل القطاع من الشمال، واشتبكت قواته مع مقاتلي حماس، في حين قصف الطيران الحربي 150 هدفاً تحت الأرض. وشاركت في تلك العملية الليلية بحسب القوات الإسرائيلية 100 طائرة. من جهتها، أكدت حركة حماس أن مقاتليها تصدوا لتوغلات إسرائيلية واشتبكوا مع جنود من جيش الاحتلال، مؤكدة أنهم في حالة تأهب واستعداد للمواجهة.
مشاركة :