تحتل مشكلة تسوس الأسنان واجهة المشكلات الصحية التي يواجهها الناس على اختلاف أعمارهم، وتقلق منام الكثير منهم بعدما يستنفدون كل الحيل والطرق لتسكين آلامهم، ويتمنون ظهور النهار حتى يتمكنوا من زيارة الطبيب وإنهاء تلك المعاناة حتى ولو تطلب الأمر خلع السن والتخلص منه نهائياً. تؤكد الدكتورة سنان أمجد لطفي، أخصائية في جراحة الفم والوجه والفكين، بالشارقة أن مرحلة وقاية الأسنان من التسوس تبدأ منذ كون الإنسان جنينا في رحم أمه وذلك من خلال التغذية المتوازنة للحامل بتناول العناصر الغذائية المهمة في تكوين الأسنان والنسج المحيطة بها. فالتغذية المتوازنة للجنين تشكل عاملاً مهماً في بناء أسنان قوية بعد الولادة، وأيضاً تناول الأدوية أثناء الحمل مثل بعض أنواع المضادات الحيوية قد يؤدي إلى ضعف وتشوهات وتصبغات في الأسنان المؤقتة والدائمة مما يجعلها عرضة للنخور بشكل كبير. وتضيف الدكتورة سنان: أما بعد الولادة فيكون للرضاعة الطبيعية دور مهم في الحفاظ على بنية الأسنان سليمة عند بزوغها ضمن الحفرة الفموية. وعند بزوغ أول سن مؤقتة تكون الأم المسؤولة عن تنظيف وحماية أسنان أطفالها من التسوس فعندما تظهر الأسنان الأولى تنظف الأم أسنان طفلها بواسطة أعواد قطن مبللة وذلك حتى عمر 3 سنوات لتجنيب الطفل بلع المعجون وعدم التجاوب أثناء التفريش وبعد عمر 3 سنوات تقوم الأم بتفريش أسنان الطفل بواسطة الفرشاة والمعجون المخصص للأطفال مع تعليم الطفل كيف يبدأ باستخدام الفرشاة والمعجون بالطريقة الصحيحة. كما يجب الانتباه من مخاطر الرضاعة الاصطناعية قبل النوم عند الأطفال المعتمدين على الرضاعة الاصطناعية حيث إن بقاء الحليب على الأسنان الأمامية يسبب نخراً يدعى نخر الرضاعة حيث تصاب هذه الأسنان بالنخور منذ السنوات الأولى من العمر وهنا لا بد من تنظيف الأسنان قبل النوم لتجنب هذه المشكلة. وتوضح د. سنان أمجد: أثبتت البحوث العلمية أن الفلورايد الموجود في مياه الشرب يسهم في التقليل من نسبة حدوث النخور بنسبة 40% عند الأطفال ومن المفترض أيضاً تطبيق الفلورايد الموضعي على أسنان الأطفال كإجراء وقائي للوقاية من النخور السنية عند الأطفال في الأسنان المؤقتة والدائمة حيث يزيد تطبيق الفلورايد الموضعي من تمعدن الميناء وبالتالي زيادة مقاومة الميناء للتسوس، حيث خفضت إجراءات التطبيق للفلورايد ضمن عيادة الأسنان نسبة النخور بمعدل 50% ويطبق الفلورايد بنوعيه الجل والتنظيف من مرتين إلى ثلاث مرات سنوياً ضمن العيادة السنية. وتردف الدكتورة سنان بشكل عام يجب تفريش الأسنان عند البالغين والأطفال بعد الوجبات والإقلال ما أمكن من تناول الحلويات والسكريات والمشروبات الغازية وكذلك استخدام الخيوط السنية لتنظيف المسافات بين الأسنان تساهم في الحد بشكل كبير من حدوث النخور. والهدف من تفريش الأسنان إزالة اللويحة الجرثومية المترسبة والبقايا الطعامية المتراكمة على الأسنان بعد الوجبات وأيضاً تنشيط النسج اللثوية المحيطة بالأسنان، ويساهم تطبيق المعجون الحاوي على الفلورايد في زيادة مقاومة الأسنان للنخور وأيضاً وجود المواد الطبية في المعجون يساعد في تقوية والحفاظ على سلامة اللثة. أما طرق تفريش الأسنان فهي كثيرة والأكثر شيوعا هي الطريقة الدورانية حيث توضع الفرشاة على اللثة ثم نحركها بطريقة دورانية من اللثة إلى سطح السن. الالتزام بقواعد العناية بصحة الفم والأسنان وتفريشها بالمعجون المناسب واستخدام الخيوط السنية الطبية وتناول الغذاء المتوازن الصحي يعتبر الطريقة المثلى للحفاظ على أسنان خالية من التسوس. يقول الدكتور أحمد طلبة طبيب الأسنان:تسوس الأسنان يعني تآكلاً في طبقة أو أكثر من طبقات السن عن طريق واحد من أنواع البكتيريا الموجودة في الفم الطبيعي عند كل الناس، وينشط ويتكاثر هذا النوع من البكتيريا عند تراكم بقايا الطعام على الأسنان، وتتفاقم مشكلة تسوس الأسنان عند عدم معالجتها في أسرع وقت، وقد يتطور الأمر إلى إضعاف الاسنان أكثر فأكثر وتفتتها، وقد يصل إلى فقدانها تماما. ويعتبر تسوّس الأسنان من أكثر الأمراض التي تصيب الفم والأسنان، وينتشر بشدة لدى جميع الناس بغض النظر عن أعمارهم وأجناسهم، ويعدّ تسوّس الأسنان المرض الثاني بعد نزلات البرد من حيث الأمراض الأكثر انتشاراً وشيوعاً. ويضيف:تسوّس الأسنان لا يصيبها بين عشية وضحاها، لكن عوامل عديدة مجتمعة تؤدي إلى حدوث ذلك مع مرور الوقت، فمثلاً يحدث التسوّس عندما تترك بقايا طعام على الأسنان من دون تنظيفها، خاصة الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات، بعد ذلك فإنّ البكتيريا الموجودة في الفم أصلا تقوم بهضم بقايا الطعام والتغذية عليها، وتحوّلها لأحماض، وهذه الأحماض تعمل على إذابة الطبقة الخارجية التي تحيط بالسن وتسمى (مينا السن)، وتبدأ التجاويف بالتكّون وتبدو صغيرة وسطحية في البداية، بعد ذلك تصبح هذه التجاويف مكاناً مغرياً لبقايا الطعام والبكتيريا للتكاثر فيه، وثم تنخر في الطبقة الداخلية وتسمى (عاج السن) أكثر فأكثر حتى تصل إلى الأعصاب والأوعية الدموية (عصب السن)، وعندها تصبح مؤلمة، لذلك تجب المبادرة لعلاج هذه المشكلة بسرعة وفي بداياتها. أعراض الإصابة بتسوس الأسنان ربما تكون مرئية عن طريق ثقوب او تجاويف سوداء، أو تظهر كألم في الأسنان أثناء تناول الطعام وخصوصاً الحلويات، أو أثناء تناول المشروبات الباردة أو الساخنة، وعند استمرار التسوس ووصوله إلى عصب السن يزداد الألم ويكون شبه مستمر؛ وتزداد شدته ليلا (قبل أو أثناء النوم). ويردف الدكتور أحمد طلبة:يعتقد الكثير من النّاس أن السبب الأساسي لتسوس الأسنان هو قلّة نطافتها وعدم الاعتناء بها جيداً، لكن هذا غير صحيح، فهناك الكثير من العوامل الأخرى التي تلعب دوراً أساسياً بالإضافة إلى عدم النظافة طبعاً، ومن هذه العوامل تناول مواد تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات، كالسكريات، والحلويات، والآيس كريم، والفواكه، والنشويات، والمشروبات الغازية، والعصائر المحلاة، حيث إنّ هذه الأطعمة والمشروبات تزيد من نسبة التسوس وخاصة إذا بقيت على الأسنان لفترة طويلة ولم يتم تنظيفها، وأضف إلى ذلك، سوء التغذية خاصّة في مرحلة تكوين الأسنان عند الصغر بل وسوء تغذية الجنين من أمه أثناء الحمل، وعدم حصول الجسم على حاجته من الكالسيوم والفوسفات والمعادن الأخرى يؤدي إلى هشاشة الأسنان، وبالتالي زيادة نسبة تسوسها كما أنّ عامل الزمن يلعب دوراً في ذلك، فإنّ عدم تنظيف الأسنان بالطريقة الصحيحة لفترات طويلة يعتبر السبب الأساسي في تسوس الأسنان. ويضيف: عادة لا يمكن علاج الأسنان التي أصابها التسوس ولا يمكن استرجاع السن كما كان في الماضي وإنما يتم العلاج هنا لمنع تطور التسوس وإيقافه، ويتم هذا العلاج عند طبيب الأسنان ويتراوح ما بين حشو عادي يعوض الجزء المتآكل من السن إلى حشو العصب الذي يتطلب عدد جلسات أكثر وصولا إلى تلبيس السن (التاج)، وذلك يعتمد على عمق وامتداد التسوس في طبقات السن، لذلك علينا وقاية أنفسنا من التسوس. يعاني الكثير مشكلة تسوس الأسنان، ويرجع ذلك إلى قلة الوعي الصحي، واستهانة البعض بموضوع الوقاية من التسوس فحتى نقي أسناننا من التسوس؛ يجب علينا اتباع الآتي: * التقليل من تناول الحلويّات، فكما أسلفنا فالحلويّات من أفضل الفرص التي تمهّد لتسوّس الأسنان، فلنقلل منها قدر المستطاع. * الامتناع عن شرب المشروبات الغازية والتقليل من شرب العصائر المحلاة. * تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون جيّداً بطريقة صحيحة (اسأل طبيبك عنها) وبشكل مستمر (قبل الأكل وبعده، وقبل النوم وبعد الاستيقاظ)، فذلك يمنع أي فرصة للبكتيريا من تكوين الأحماض التي تساعد على تسوّس الأسنان. * استعمال الخيوط السنيّة الطبية لتنظيف ما بين الأسنان. * استعمال السواك ضروري، خصوصا في الأماكن التي لا تستطيع فيها حمل الفرشاة، إضافة على احتوائه مادة الفلورايد (تعمل على حماية الأسنان من التسوس) والعديد من المواد المفيدة للأسنان واللثة وللجسم ككل. * استخدام مادة الفلورايد (يجب استخدامها بإشراف من طبيب الأسنان فقط)، فالفلــــورايد مادة تساعد على مقاومة الأسنان للتسوس، ويمكن وضعها على الأسنان مباشرة، أو إضافتها مع مياه الشرب، أو تناول حبوب الفلورايد خاصـــة للأطفــال فــــي مرحلـــة تكـــــوين أسنـــانـــــهم. * الزيارة الدوريّة لطبيب الأسنان ( مرّة كل ثلاث أو ستّة شهور)، فذلك يساعد في الاطمئنان على صحة الأسنان عن طريق جلسة تنظيف الأسنان من الجير بجهاز تنظيف الأسنان (الالتراسونك)، بالإضافة إلى اكتشاف أي تسوّس في مرحلة مبكرة، وعلاجه. * عوازل الأسنان، وتسمى أيضاً الحشوات الوقائية؛ توضع عند طبيب الأسنان مع نمو الأسنان الخلفية للطفل (الأضراس)، توضع على الأخاديد والتجاويف على سطوح الأسنان التي تتجمع فيها بقايا الطعام والبكتيريا، وأحيانا لا تتمكن فرشاة الأسنان من الوصول إلى هذه التجاويف، لذا تقوم هذه العوازل بعزل وصول البكتيريا وفضلات الطعام إلى سطح السن. * التغذية الصحيّة المناسبة، وخاصّةً تلك التي تحتوي على الكالسيوم والفوسفات والمعادن بشكل عام.
مشاركة :