اكتشف باحثون في جامعة فلوريدا نوعاً من البكتيريا الحميدة في الفم يمكن أن تشكل درعاً واقياً لحماية الأسنان من التسوس الذي تتسبب به البكتيريا الضارة. وقال الباحثون إنه يمكن تطوير مكملات غذائية تحوي البكتيريا الجديدة وتستخدم في الوقاية من تسوس الأسنان بتناولها عن طريق الفم. ورغم أن تطوير علاج من هذا النوع قد يتطلب المزيد من الأبحاث والوقت إلا أنه يمكن اعتبار المادة الأولية لهذا العلاج في حكم المتاحة وهي نوع من الجزيئات العضوية غير المعروفة سابقاً والتي أطلق عليها الباحثون اسم A12. قد نشر الباحثان روبرت بيرنيه عميد مركز أبحاث صحة الفم في كلية طب الأسنان في جامعة فلوريدا ومارسيل ناسيمينتو أستاذة علوم ترميم الأسنان في نفس الكلية، بحثاً حول النتائج التي توصلا إليها في مجلة أبلايد أند إنفايرومنتال مايكروبيولوجي في يناير/كانون الثاني الماضي. وأوضح الدكتور بيرنيه أن صحة الأسنان تتوقف على توفر بيئة فموية حيادية وعندما ترتفع نسبة السوائل الحامضية في الفم تنشط البكتيريا المسؤولة عن تسوس الأسنان. وأضاف: في هذه الحالة تفرز البكتيريا التي تحيط بالأسنان أحماضاً تتسبب في تحلل الأسنان. وتلك حقائق كيميائية معروفة. ونحن نتابع أبحاثاً حول كيفية تعديل الوسط الحامضي PH في الفم. وتوصل الباحثان وغيرهما من قبل إلى وجود نوعين من المركبات يتفككان في الفم ويفرزان عنصر الأمونيا الذي يساعد على تحييد أحماض الفم. وهذان المركبان هما اليوريا وحمض الأرجنين. وتبين بالبحث أن بعض الأشخاص البالغين وحتى الأطفال الذين تخلو أسنانهم من التسوس، لديهم القدرة على إفراز حمض الأرجنين أكثر من غيرهم. ويدرك الباحثان أن البكتيريا هي المسؤولة عن تفكيك هذه المركبات، لكن، أي نوع من البكتيريا أداؤه أفضل وهل تعيش في الفم أم لا. وكان الجواب أن A12 هي البكتيريا المطلوبة. وقال برونيه: إنها عملية تصنيع مضاد حيوي وقائي يعزز القدرات الصحية لدى الأشخاص. ونحن نسعى لتطوير عملية إنتاج ذلك النوع من المكمل الغذائي من البكتيريا الحميدة التي تتوفر لدى أفراد يتمتعون بقدرة فائقة على تفكيك حمض الأرجنين. ويمكن زرع هذه البكتيريا في طفل سليم أو رجل ترتفع لديه مخاطر الإصابة بتسوس الأسنان. وسوف نضطر لتكرار ذلك عند المريض عدة مرات ربما مرة كل أسبوع والهدف هو توفير آلية لتطوير صحة الفم تمنع تسوس الأسنان باستخدام أنسجة عضوية حيادية. وتملك بكتيريا A12 خاصية مكافحة الأصناف الضارة من البكتيريا المعروفة باسم طفيليات ستريبتو كوكاس التي تعمل على استقلاب السكر وتحويله إلى حامض اللبن المسؤول عن تطوير البيئة الحامضية في جوف الفم والتي بدورها تتسبب في تسوس الأسنان. واكتشف الباحثان أن بكتريا A12 لا تساعد فقط على تحييد الأحماض باستقلاب الأرجنين في الفم بل إنما تقتل الطفيليات المذكورة. وأوضح بيرنيه أنه في حال لم تقتل بكتيريا A12 طفيليات ستريبتو كوكاس فإن لديها خاصية التدخل في آليات تنفيذ عمليات طبيعية تتسبب في تحويل بيئة الفم إلى وسط حامضي يساعد على تسوس الأسنان. وفي حال نما صنفا البكتيريا سوياً فإن نمو الطفيليات المذكور يكون معتلاً وتتحول إلى طبقات غشائية تطفو على سطوح الأسنان. وقد جمعت الدكتورة مارسيل عينات من تلك الطبقات لإجراء الدراسات عليها وتبين أنها مستعمرات من البكتيريا التي تنمو على سطوح الأسنان وتساهم في تسوسها. وقد عزلت مارسيل حوالي ألفي صنف من البكتيريا أجرى الباحثان عليها اختبارات لاحقاً بحثاً عن بكتيريا حميدة تنفع في تحضير الوصفة العلاجية. واكتشف الباحثان 54 صنفاً من البكتيريا القادرة على استقلاب حمض الأرجنين وتبين أن بكتيريا A12 تحمل كافة الخواص التي يبحثان عنها والتي تستطيع حماية الأسنان من التسوس في حال اعتمادها كمكمل غذائي. ويسعى الباحثان في مرحلة لاحقة لتطوير آليات متابعة نسب توافر هذا الصنف من البكتيريا لدى الأشخاص الذين لديهم الاستعداد للإصابة بتسوس الأسنان.
مشاركة :