بدأت اليوم فعاليات "أسبوع القاهرة السادس للمياه"، الذي تُنظمه وزارة الموارد المائية والري المصرية، بعنوان "العمل على التكيف في قطاع المياه من أجل الاستدامة"، ويستمر حتى 2 نوفمبر المقبل، برعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ومشاركة 54 منظمة إقليمية ودولية. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، إن تكريس التعاون المائي الفعّال العابر للحدود يُعَدّ بالنسبة لمصر أمرًا وجوديًا لا غنى عنه، لافتًا الانتباه إلى أن مصر باعتبارها دولة المصب الأخيرة بحوض النيل هي الأكثر تأثرًا بتبعات أية ممارسات غير تعاونية بالحوض. وأشار إلى أهمية مناقشة السُبل المثلى لضمان الحق في المياه كحق إنساني أصيل، لا سيما لمن يواجهون ظروفًا استثنائية كاللاجئين والنازحين داخليًا، والأشخاص تحت الاحتلال، الأمر الذي يكتسب أهمية بالغة في اللحظة الراهنة نظراً للانتهاكات غير المسبوقة التي يواجهها المدنيون الفلسطينيون في غزة. من جهته، أكد وزير الموارد المائية والري المصري الدكتور هاني سويلم في كلمة مماثلة، أنه لا يمكن إغفال الآثار السلبية للحروب على إمداد السكان بالاحتياجات الضرورية للحياة فيما يتعلق بإمدادات المياه والغذاء والكهرباء، مثلما هو الوضع في قطاع غزة المنكوب. وشدد على ضرورة وجود تعاون مائي فعّال عابر للحدود، يراعي أن تكون إدارة المياه المشتركة على مستوى "الحوض" باعتباره وحدة متكاملة، كما يراعي الالتزام غير الانتقائي بمبادئ القانون الدولي واجبة التطبيق. من جانبه، أفاد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، في كلمته، أن الأمن المائي العربي لا يزال يتعرض لتحديات متعاظمة، تهدد باستمرار تراجع كميات المياه على نحو مقلق في منطقة تعاني أصلاً من شح المياه، داعيًا إلى ضرورة مضاعفة الاستثمارات العربية في قطاع المياه، وتعزيز العمل العربي المشترك لاسيما في مجالات تبادل الخبرات وتوحيد الصفوف تجاه قضايا المياه العالمية وإطلاق المبادرات التي من شأنها الحفاظ على المياه. وأشار إلى أن إسرائيل تطبق بلا رحمة "سياسة الأرض المحروقة" عبر استهدافها لمحطات المياه وشبكات الري والصرف الصحي والمستشفيات في غزة، موضحًا أنها ليست المرة الأولى التي تقوم فيها إسرائيل باستخدام المياه كسلاح، فهي لم تكتف بسرقة المياه العربية فحسب، بل استهدفت بشكل ممنهج كل منشآت المياه لإدراكها بأهمية ذلك المورد الأساسي في الحياة والاستقرار والتنمية، ورغبة منها في التضييق على الفلسطينيين وإبقائهم تحت رحمة العطش والجوع والأمراض. من جهته، أشار المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" والممثل الإقليمي للمنظمة الدكتور عبد الحكيم الواعر، في كلمة مماثلة، أهمية حماية الموارد المائية ومواجهة آثار تغير المناخ والضغط على النظم البيئية، واتخاذ إجراءات للقضاء على هذه التحديات. وأضاف أن منظمة "الفاو" تعمل مع البلدان الأعضاء على التقليل من آثار التغيرات المناخية على القطاع الزراعي لتحقيق التنمية المستدامة، لافتًا الانتباه إلى أن "الفاو" تنظم خلال أسبوع القاهرة السادس للمياه مسارًا مخصصًا لمنح فرصة للتعرف على التكنولوجيا المبتكرة للتكيف المستدام مع المياه والتغيرات المناخية المتعلقة بها. بدورها، قالت مبعوثة البيئة، ممثلة بعثة الاتحاد الأوروبي فلوريكا فينك هوجر، في كلمتها، إن إتاحة المياه للمدنيين قضية مهمة لا يمكن لأحد أن ينكرها تحت أي ظرف من الظروف، مشيرة إلى الأوضاع المأساوية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، حيث لا يمكن أن يكون المدنيين هدفًا، خصوصًا فيما يتعلق بالمياه. وعلى هامش فعاليات "أسبوع القاهرة السادس للمياه"، افتتح وزير الموارد المائية والري المصري الدكتور هاني سويلم، معرضًا بمشاركة ٢٣ شركة دولية لعرض منتجاتهم وابتكاراتهم في مجال إدارة المياه ومعالجة وتنقية المياه وقياس نوعية المياه والرفع المساحي. يُذكر أن فعاليات "أسبوع القاهرة السادس للمياه"، تتضمن عقد ورش عمل إقليمية وجلسات فنية، وعروض ومشاركات وأبحاث علمية من الخبراء المعنيين، إضافة إلى تنظيم معرض للمؤسسات العامة والخاصة العاملة في قطاع المياه لعرض برامجها ومنتجاتها وابتكاراتها في مجال تحلية المياه والطاقة المتجددة وتكنولوجيا المياه.