أكد مثقفون إماراتيون أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مستمر في تعزيز مسارات تطور وارتقاء المجتمعات العربية، وتقوية ركائز تقدمها، من خلال مبادرات معرفية وتنموية مجتمعية نوعية، ومن بين أبرزها تحدي القراءة العربي، الذي بات يمثل منارة فكرية ومعرفية رائدة واسعة النطاق، لتشجيع القراءة لدى الطلبة في مختلف أنحاء الوطن العربي.. وكذا في العالم، خصوصاً وأنه يجسد أكبر مشروع من نوعه ويشهد في كل عام تنامي مستويات وأعداد المشاركين فيه، حيث يتنافس فيه ملايين الطلاب، من شتى الدول، يقرؤون ملايين الكتب، الأمر الذي يعود بالتالي، خيراً عاماً على مجتمعاتنا، حيث يعزز مكانة القراءة ويخلق حراكاً ثقافياً ومعرفياً واسعاً مرسخاً أهمية ودور اللغة العربية ومكرساً نهوج دعم المحتوى العربي. وبين المشاركون في الاستطلاع، أنه ومنذ تأسيس التحدي لا ينفك يواصل مسارات ارتقائه ومشوار تفرده معززاً تنمية حب وشغف المطالعة والقراءة لدى الأطفال واليافعين لجعلها عادة تكبر معهم وتؤسس لجيل مثقف وواع، وهو ما سيعمل بكل تأكيد على توفير نخب الكتاب والباحثين والمثقفين والشعراء والنقاد والمحللين والعلماء وغيرهم ممن تأسس على حب المعرفة والاستزادة منها منذ صغره. تطور رائد وأشار المثقفون المشاركون في حديثهم لـ«البيان»، إلى أن التحدي شهد على مدار سنواته السبع، تطوراً رائداً، على الصعد كافة، سواء من ناحية التنظيم وعدد المشاركين والفئات المشاركة وغيرها الكثير من الحقول، ما جعل منه تظاهرة معرفية وفكرية بامتياز. ولفتوا إلى تركيز التحدي على إشراك جميع فئات الطلبة وشرائح الأجيال، إذ إنه غدا يحفز أصحاب الهمم للمشاركة وقول كلمتهم وإثبات قدراتهم في المشاركة بمشوار التنمية والريادة. كما استقطب أبناء الجاليات العربية حول العالم، وأيضاً الذين يتعلمون اللغة العربية من غير الناطقين بها، حيث يتنافس أبناء الجاليات للحصول على اللقب. هذا علاوة على أن جوائزه وفئاته تنوعت واتسعت لتشمل، فئات كثيرة، بينها: المشرف المتميز والمدرسة المتميزة. رؤى يقول الكاتب والإعلامي ضرار بالهول الفلاسي، المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات، إن تحدي القراءة العربي يعكس رؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي يحرص على تعزيز قدرات أمتنا لقيادة مواكب المعرفة والحضارة والتنمية، عالمياً. فالعرب والمسلمون قادوا مسيرة الحضارة لأكثر من 800 عام عبر التاريخ، وأسهموا في نهضة البشرية وقيام العديد من الحضارات، ولأجل أن تستمر هذه الحضارة وتتطور ونزدهر ارتأى سموه أن يكون تحدي القراءة العربي بداية مهمة ونقطة انطلاق لحضارات كبرى قادمة يقودها جيل مثقف متعلم وقارئ في مجتمعاتنا، في شتى مجالات العلوم. وتابع: «لطالما كنا نعاني من مشكلة عدم حب الجيل الجديد للقراءة حيث شغلته التكنولوجيا الحديثة، إلا أن مبادرة تحدي القراءة العربي، بعمقها وتأثيرها، أعادت الملايين إلى الكتاب لدرجة أن القراءة باتت محور منافسة شريفة ذات زخم كبير، بين الأجيال الشابة...». وبين ضرار بالهول الفلاسي أن القراءة وحدها هي رافعة القضاء على الجهل وعلاج منابت الكراهية والحقد، وهي التي تحض على الانفتاح على الآخر، مشيراً إلى أن تحدي القراءة العربي، بتوجهاته ورؤاه، يجعل أبنائنا منفتحين ومتسامحين وغير مسيرين وخاضعين لمحتوى العالم الافتراضي، بل يركزون على ما يدعم نجاحاتهم فيما يمس مستقبلهم ومستقبل أوطانهم. بدورها، أوضحت الكاتبة فاطمة المزروعي والتي كانت إحدى المحكمين في الدورات السابقة للتحدي، أن تحدي القراءة العربي، استطاع أن يحبب الأطفال باللغة العربية، وخلق أيضاً حماساً عالياً على مستوى الدول ليتنافس الأطفال في الأسلوب والخطابة وطريقة الرواية، لأن الأطفال بطبعهم عندما يقرؤون قصة يحبون أخبارها لمن حولهم، وهذا يحفز خيالهم ومفرداتهم وقد يخلق منهم كتاباً وخطباء ومثقفين والكثير من التخصصات الأخرى التي تعززها القراءة. وقالت: «شعرت بنفسي بالفوائد الجمة التي حصل عليها الطلاب جراء القراءة خلال الفترات التي كنت أحكم فيها ضمن منافسات التحدي، ورأيت مدى تأثير الكتب عليهم من خلال المفردات التي كانوا يعبرون بها والأسلوب والثقة بالنفس التي كانوا يتحلون بها، والتي لم تكن لتحدث لولا هذا الكم من الكتب الذي قرؤوه وتعلموا منه». وترى فاطمة المزروعي أنه على الرغم من أن التحدي يتوج بطلاً واحداً في كل دوره، لكنه فعلياً يتوج مجموعة أبطال ومنارات معرفة وتقدم مستقبلية، كما أنه يحتفي بكل مجد ومحب للقراءة. وتمنت المزروعي لو أن التحدي يتسع ليشمل الكبار وتكون هناك جائزة تحدي القراءة للكبار، كي يحفزهم ويعزز حبهم للقراءة. فوائد متعددة ويؤكد الدكتور محمد عبدالرحمن، مدير جامعة الوصل، أن مبادرة تحدي القراءة العربي التي تستهدف الأجيال من كل الدول العربية ومن أبناء الجاليات، ليتنافسوا على حب القراءة، لها العديد من الفوائد الفكرية الشخصية والتربوية بالنسبة للأطفال ولمجتمعاتنا، حيث تعتبر القراءة أحد أبرز الطرق وأساليب الحياه التي تخلق الإلهام وتساهم في اكتساب المعلومة والبحث عنها وهو ما له الأثر الواضح على نفسية وعقل الطالب ولا سيما طلاب المراحل الدنيا، إذ إن هذه الفئة من الطلاب يجذبها أسلوب السرد والتشويق والإثارة في استقبال المعلومة بغض النظر عن اللغة أو نوع المجال الذي يحاولون القراءة فيه، حيث يعتبر الكتاب الورقي أو المسموع أحد أهم الطرق لجذب انتباه الطفل وتحبيبه بالتعلم واستقبال المعلومة بشكل ممتع بعيداً عن أسلوب التلقين الممل، كما تكسبه مهارة التحليل والمقارنة والحوار لأنه سيملك بالقراءة معلومات ومواضيع كثيره تنمي بداخله الرغبة في نقلها للآخرين. من جهتها، تقول الكاتبة والإعلامية علياء الياسي، إن تحدي القراءة العربي يعد أكبر مشروع قرائي يشجع على القراءة وحب الكتاب. وأضافت: «إن تحدي القراءة العربي بات محوراً وركيزة لإثراء حب وقيمة القراءة في مجتمعاتنا، وبذا فإنه رافعة جوهرية لتطورنا، إذ إننا نعلم جميعاً أهمية القراءة في تعزيز التواصل الفكري البناء والهادف بين البشر في كل بقاع الأرض، وهي غذاء الروح والفكر والعقل والوقود الذي من خلاله نتعلم معنى التعددية الثقافية والانفتاح على الآخر، ونطلع على تجارب الآخرين وننمي مهارات كثيرة ومهمة، مثل التحليل والنقد ومهارات اللغة العربية والخطابة، كما أن القراءة تكون مخزوناً من المصطلحات للأشخاص القارئين وتكون لديهم حكم ويعرفون متى يتحدثون ومتى يصمتون، ويعرفون أيضاً أسلوب الحديث والاستماع». وفي السياق، لفتت الكاتبة وفاء العميمي إلى أن تحدي القراءة العربي أصبح تظاهرة ثقافية ومعرفية نوعية، وبات عيداً يستعد له الأطفال والناشئة في كل مكان، سنوياً، بينما كل منهم يعد عدته من الكتب التي ستكون زاده طوال فترة التصفيات. وأوضحت أنها تعرفت على هذه المسابقة منذ أن كانت تقتصر المشاركة فيها على الطلاب في الدولة، ورأت أفرعها تكبر وتكبر لتورق خارج الدولة وتتشبث جذورها من المحيط إلى الخليج، بفضل قيمتها وعوالمها الفريدة. وأضافت: «إن هذه المبادرة الرائدة أعادت الأضواء للكتاب، ورفعت من قيمة أصحاب الكتب ورواد المكتبات بين أقرانهم، وقد بات التحدي يحفز كل الطلاب على أن يقرؤوا ويلخصوا ويدونوا ما قرؤوا، راغبين في أن يكونوا ضمن المتأهلين. وهذا ما سيعود بالفائدة الفكرية العامة على مجتمعاتنا...». تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :