برلين - سمير عواد: ظلمت وسائل الإعلام الألمانية عنابي اليد مرتين خلال زيارته مؤخرا، للتباري ودياً أمام المنتخب الألماني المتوج حديثا بطل أوروبا، ويستعد لخوض دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في ريو دي جانيرو التي تبدأ في شهر أغسطس القادم، ومن وجهة نظر الألمان، فإن منتخبهم الجديد الذي شهد تغييرات في تشكيلة لاعبيه بحيث لم يعد يُقارن مع المنتخب السابق الذي أقصاه عنابي اليد عن متابعة سيره إلى النهائي، وألحق به هزيمة، لم تؤد إلى وصول عنابي اليد إلى النهائي فحسب، بل كان هذا الانتصار القطري التاريخي على ألمانيا بالذات، مناسبة لتسليط العالم الأضواء على السياسة الناجحة التي تنهجها دولة قطر في مجال الرياضة. والواضح أن هزيمة الألمان في مونديال قطر التي جرت في مطلع العام، ظلت غصة في حلق داجور سيجوردسون، المدرب الإيسلندي الذي يتولى تدريب المنتخب الألماني لكرة اليد، والذي كان سعيدا جدا عندما بلغه أن الاتحاد القطري لكرة اليد، قد وافق على رغبة نظيره الألماني بالتباري معه مباراتين وديتين في ألمانيا. ويقول بعض المراقبين أن ظروف المباراة الأولى التي جرت في مدينة "لايبسيج" بألمانيا الشرقية السابقة، لم تكن مريحة كثيرا لعنابي اليد، الذي لم يتمكن لاعبوه من اللقاء مبكرا والقيام بتدريبات مكثفة لمثل هاتين المباراتين، وذلك لأسباب ليست معروفة لدينا، لكن الألمان كانوا مصرين على أن تجري المباراة الأولى في موعدها المحدد في 11 مارس رغم وصول لاعبي العنابي مرهقين من السفر الطويل ووضع الألمان مكانا ليس ملائما لهم للتدرب. فكانت النتيجة هزيمة عنابي اليد بنتيجة قاسية ( 32 ـ 17 ) لصالح الألمان، الذين اعتقدوا أنهم انتقموا لهزيمتهم في الدوحة، وأصبحوا يعتقدون أنهم فريق لا يقهر، ووضعوا في حساباتهم "اللقب" في ريو دي جانيرو، ولم يعرفوا أن عنابي اليد كان يخبئ لهم مفاجأة غير سارة. وكانت تعليقات الصحافة الألمانية قاسية جدا حيث استخفت بالعنابي إلى حد الإهانة مثل مجلة "دير شبيجل" على موقعها الإلكتروني التي كتبت: تغلب المنتخب الألماني لكرة اليد.. لا بل أهان نظيره القطري بالتغلب عليه بنتيجة قاسية. ومثل هذا التعليق على مباراة رياضية ودية، غير مسبوق، يكشف عن صلف وغرور. والظلم الثاني لحق بمدرب العنابي فاليرو ريفيرا، حيث اتهمته الصحافة الألمانية برفض مصافحة مدرب المنتخب الألماني عقب صفرة النهاية للمباراة الأولى، وقالت إن ذلك كان تعبيرا واضحا عن قسوة الهزيمة التي تعرض لها عنابي اليد، لكن الحقيقة أن سيجوردسون هو الذي رفض مصافحة ريفيرا بعد نهاية المباراة. ولم تدم فرحة الألمان أكثر من يومين، فيوم الأحد 13 مارس، كان الألمان على موعد مع عنابي اليد، والحقيقة. وخرجت الصحف الألمانية في اليوم التالي تقول: "غرور المنتخب الألماني كلفه هزيمة تاريخية أمام المنتخب القطري" ، و "بطل أوروبا خسر في عرينه أمام المنتخب القطري" . وقبل يوم واحد كانت الصحف الألمانية تقول بغرور إن المنتخب الألماني لكرة اليد لا يُقهر! والواضح أنهم نسوا أن عنابي اليد القطري، هو وصيف بطل العالم. وكانت هذه أول هزيمة لألمانيا بعد فوزها ببطولة أوروبا مؤخرا التي جرت في بولندا وتغلبت في النهائي على أسبانيا، وكانت النتيجة في صالح العنابي (26 ـ 24) ، ما جعل المدرب الإيسلندي يوبخ لاعبيه بسبب غرورهم، وتُعتبر الهزيمة الأكثر مراراة بالنسبة له، لأنها جرت في برلين وكانت مباراة الوداع له من تدريب فريق "فوكسي أي الذئاب" اللامع محليا وأوروبيا، لكن عنابي اليد أفسد عليه الفرحة برفضه الهزيمة مرة ثانية. وصرح أوفه جنسهايمر، قائد المنتخب الألماني بعد المباراة: لقد فوجئنا بصلابة الدفاع القطري. ولأول مرة بعد فوز ألمانيا ببطولة أوروبا، بدأ المنتخب يفقد بريقه وثقة الألمان بأنه سيحصل على ميدالية في أولمبياد الصيف القادم، وبعد الهزيمة أمام عنابي اليد قال تيتان فولف، حارس مرمى المنتخب الألماني، أنه لم يعد يعتقد أن المنتخب الألماني سيعود بميدالية ذهبية من البرازيل. وكان فوز قطر التاريخي في برلين، وهو الثالث في سجل اللقاءات بين المنتخبين، مناسبة جعلت مجلة "دير شبيجل" تتراجع عن استخفافها بعنابي اليد، وتحدثت عن إنجازات قطر في مجال الرياضة، والتي توجت بفوزها باستضافة مونديال كرة القدم 2022 وأضافت قولها أن طموحات أمير دولة قطر في مجال الرياضة لا تعرف حدود وأن قطر في طريقها لأن تصبح أبرز دول العالم في مجال الرياضة. وأشارت إلى الجهود التي تبذلها قطر لتستمر باستضافة البطولات الرياضية العالمية بعد مونديال 2022 مثل الألعاب الأولمبية في عام 2028. ومثلما نوهت المجلة الألمانية على موقعها الإلكتروني بتعاقد قطر مع أبرز المدربين مثل مدرب عنابي اليد، الأسباني ريفيرا، فقد زعمت أن جوسيب جارديولا مدرب برشلونة الأسباني السابق والمدرب الحالي لبايرن ميونيخ الألماني، الذي من المقرر أن يقوم بتدريب مانشستر سيتي الإنجليزي في الموسم الكروي القادم، قد يتولى تدريب عنابي كرة القدم القطري في عام 2019 لتحضيره لمونديال 2022 في قطر. وحسب المجلة فإن التزام جارديولا الصمت حيال هذا الموضوع، قد يكون علامة رضى على صحة هذه الشائعة التي تتردد في أوساط خبراء لعبة كرة القدم.
مشاركة :