تقرير إخباري: اشتداد القتال الميداني في قطاع غزة مع توسيع الجيش الإسرائيلي عملياته البرية

  • 10/30/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

اشتد القتال الميداني اليوم (الأحد) في قطاع غزة مع توسيع إسرائيل عملياتها العسكرية البرية بشكل تدريجي خلال الحرب الدائرة لليوم الثالث والعشرين على التوالي، والتي أسفرت عن حصيلة قياسية من القتلى الفلسطينيين تجاوزت ثمانية آلاف شخص. -- أطراف غزة ساحة حرب ودارت اشتباكات عنيفة اليوم في أطراف شمال وشرق قطاع غزة بين عناصر مقاتلة من كتائب القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقوات من الجيش الإسرائيلي، التي تقوم بعملية توغل محدود في قطاع غزة، وفق ما أفاد شهود عيان ومصادر محلية. وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم وقوع اشتباكات على خط الشاطئ في قطاع غزة مع مسلحي حماس. وأضاف البيان أن قوات الجيش " قضت على مخربين أطلقوا النار باتجاهها وكذلك على مخربين تم رصدهم على خط الشاطئ في منطقة زيكيم داخل أرض قطاع غزة". وفي إحاطة صباح اليوم، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، أن الجيش الإسرائيلي أغار خلال الليلة الماضية على 450 هدفا عسكريا لحركة حماس داخل قطاع غزة مع توسيع عملياته البرية. وشملت هذه الأهداف بنى ومقار عسكرية ومواقع استطلاع ومواقع قيادة وسيطرة، إضافة لمنصات إطلاق صواريخ مضادة للدروع، وفق المتحدث. وتابع "أن الأعمال القتالية البرية تستمر في شمال قطاع غزة". وأضاف "أننا نتقدم في مراحل الحرب حسب الخطط ونوسع تدريجيا النشاط البري وحجم قواتنا في قطاع غزة، سنعمل كل ما في وسعنا جوا وبحرا وبرا لضمان سلامة قواتنا وتحقيق أهداف الحرب". وأفاد بإصابة ضابط كبير بجروح خطيرة بقذيفة هاون شمال قطاع غزة وجندي بجروح متوسطة خلال اشتباك مسلح في شمال القطاع، مشيرا إلى إخلاء المصابين للمستشفى لتلقي العلاج. في المقابل، تبنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عدة هجمات على قوات الجيش الإسرائيلي وآلياته المتوغلة على أطراف قطاع غزة، بجانب إطلاق قذائف صاروخية باتجاه مدن إسرائيلية بينها تل أبيب. وأعلنت الكتائب أن مقاتليها "باغتوا القوات (الإسرائيلية) المتوغلة شمال غرب بيت لاهيا (شمال قطاع غزة) بعد تسللهم خلف خطوطها والتحامهم بالقوات واشتباكهم معها". وقالت الكتائب في عدة بلاغات عسكرية إن مقاتليها استهدفوا القوات الإسرائيلية بقذائف هاون ومسيرة انتحارية ونفذوا عدة عمليات قنص، مضيفة أنها قصفت تل أبيب وقاعدة "رعيم" العسكرية برشقة صاروخية. ومساء اليوم توعد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بملاحقة رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار حتى الوصول إليه، مشيرا إلى أن عدد الرهائن المؤكد في قطاع غزة ارتفع إلى 239 شخصا. -- حصيلة قياسية للقتلى الفلسطينيين ومع احتدام القتال في القطاع، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة القتلى الفلسطينيين إلى 8005 أشخاص جراء هجمات إسرائيل المتواصلة. وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة خلال مؤتمر صحفي إن من بين إجمالي القتلى 3342 طفلا و2062 سيدة و460 مسنا، إضافة إلى إصابة 20242 بجروح مختلفة. وأضاف أن 116 من الكوادر الطبية قتلوا، وتدمرت 25 سيارة إسعاف، واستهدفت 57 مؤسسة صحية. وطالب القدرة بإجراءات دولية عاجلة لإنقاذ المنظومة الصحية وإدخال المساعدات الطبية العاجلة حتى تتمكن المستشفيات من الاستمرار. وذكر أن نسبة الإشغال في مستشفيات قطاع غزة بلغت 170%، فيما فقدت المؤسسات الصحية مقوماتها الأساسية من أدوية ومعدات ووقود. -- انهيار النظام المدني في غزة وبعد ثلاثة أسابيع من الحرب والحصار المحكم على قطاع غزة، قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن النظام المدني بدأ في الانهيار. وقال مدير عمليات (أونروا) في غزة توماس وايت، في بيان صحفي: إن آلاف الأشخاص اقتحموا عددا من مستودعاتها ومراكز التوزيع في وسط وجنوب قطاع غزة، واستولوا على دقيق القمح ومواد البقاء الأساسية الأخرى. وأضاف "هذه علامة مثيرة للقلق على أن النظام المدني بدأ في الانهيار بعد ثلاثة أسابيع من الحرب والحصار المحكم على غزة". ودعا المسؤول الأممي إلى تدفق منتظم وثابت للإمدادات الإنسانية إلى قطاع غزة للاستجابة للاحتياجات خاصة مع تزايد التوترات والإحباطات لدى سكان القطاع. وأدى النزوح الجماعي للسكان من شمال القطاع ومدينة غزة باتجاه الجنوب إلى فرض ضغوط هائلة، وضاعف العبء على الخدمات العامة المتدهورة التي تقدمها الوكالة الدولية. ويأتي تحذير الأونروا رغم دخول شاحنات إمدادات إنسانية جديدة اليوم إلى غزة. فقد دخلت دفعة جديدة من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري الحدودي مع مصر تضم 33 شاحنة تحمل مساعدات غذائية ومستلزمات طبية وأدوية طارئة. وبذلك يصل العدد الإجمالي للشاحنات التي دخلت قطاع غزة منذ بداية الحرب إلى 117 شاحنة، وهو رقم ضئيل مقارنة بالاحتياجات الإنسانية الهائلة للسكان، وفق ما تقول منظمات إغاثية دولية. ومازال إسرائيل ترفض السماح بإدخال الوقود الذي تشتد إليه الحاجة لضمان استمرار عمل المستشفيات، وذلك بحجة أن حماس قد تستولي عليه. في هذه الأثناء، سلمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي اليوم شحنة من المستلزمات الطبية والأدوية الطارئة إلى إدارة مستشفى ناصر الحكومي في خانيونس جنوبي قطاع غزة. وتفرض إسرائيل إغلاقا شاملا على قطاع غزة وقطعت كافة إمدادات الكهرباء والوقود والمواد الغذائية قبل أن تسمح بدخول إمدادات إنسانية عبر مصر بطلب أمريكي. -- عودة جزئية للاتصالات والإنترنت في غزة وكما دخلت مساعدات جديدة اليوم إلى غزة، عادت خدمة اتصالات الهاتف والإنترنت بشكل جزئي إلى القطاع بعد نحو 40 ساعة من انقطاعها بفعل هجمات إسرائيل بالتزامن مع بدء توغلها البري على أطراف القطاع. وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن "الجيش الإسرائيلي قطع جميع وسائل الاتصال والإنترنت واقترف عشرات المجازر في المناطق السكنية التي قصفها بأحزمة نارية خلفت مئات الشهداء والجرحى، والعشرات منهم لم يتم اكتشافهم إلا صباح اليوم". وأعلن المكتب الإعلامي عن مقتل وفقدان آثار 10 آلاف فلسطيني في هجمات إسرائيل التي دمرت أكثر من 200 ألف وحدة سكنية منها 32 ألفا بشكل كلي. من جهته، طالب جهاز الدفاع المدني في غزة بضرورة إدخال فرق إنقاذ عربية للمساعدة في عمليات الانتشال من تحت الأنقاض في ظل تزايد عدد البلاغات عن عدد كبير من المفقودين. في هذه الأثناء، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إنها تلقت "تهديدات شديدة اللهجة" من الجيش الإسرائيلي بضرورة الإخلاء الفوري لمستشفى القدس في غزة كونه سيتم قصفه. وذكر ناطق باسم الجمعية أنه من الصعب جدا إخلاء مستشفى القدس لوجود مئات المصابين فيه، فضلا عن وجود نحو 14 ألف نازح في المستشفى بعد تدمير مناطق سكنهم. وأعلنت إسرائيل عن حالة الحرب لأول مرة منذ خمسين عاما، وأطلقت عملية عسكرية باسم "السيوف الحديدية" بعدما شنت حركة حماس هجوما غير مسبوق على بلدات في جنوب إسرائيل تحت اسم "طوفان الأقصى" أسفر عن مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي، وفق إحصاءات إسرائيلية.

مشاركة :