عقد احتراف لاعب كرة القدم

  • 10/29/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لم يعد لاعب كرة القدم ينظر إلى الرياضة على أنها وسيلة للتسلية واللياقة البدنية، بل بات ينظر إليها بمنظور اقتصادي كتحصيل المال مقابل الجهد المبذول من خلال إبرام عقد مع الأندية الرياضية كوسيلة لتنظيم النشاط والذي يسمى بعقد الاحتراف الذي شأنه شأن باقي العقود لا يخلو من خلافات ومنازعات سببها الرئيس صياغة العقد! إن خصوصية هذه العقود أنها أولا لا تخضع إلا للوائح الاحتراف الكروي الوطني ما لم يكن فيها بعدا دوليا بحيث يكون أحد طرفين العقد من دولة أجنبية – كاللاعب – وهناك شرط تحكيم أمام محكمة التحكيم الرياضي الدولية (كاس). يقصد بالاحتراف: النشاط بصفة معتادة ودائمة للقيام بنشاط رياضي معين لتحقيق غرض مادي، بمعنى أن اللاعب الذي يقوم بنشاط رياضي كروي لا يقصد من ورائه عوائد مالية طائلة عن مصروفاته التدريبية والطبية فإنه يعد هاويا للعبة كرة القدم وليس محترفا، على هذا النحو فسرت المادة الـ20 من لائحة الاحتراف وأوضاع اللاعبين وانتقالاتهم أن اللاعب المحترف هو اللاعب الذي لديه عقد مكتوب مع أحد الأندية ويتقاضى أجرا نظير نشاطه الكروي يفوق المصروفات الفعلية التي تترتب على ذلك ثم جاءت المادة الـ21 لتضع قيدا على اللاعب المحترف بأنه لا يجوز لأي لاعب مسجل كمحترف أن يعاد تسجيله كهاو إلا بعد مرور 30 يوما على الأقل من آخر مباراة لعبها كمحترف. إذا يظهر الاحتراف في لعبة كرة القدم أنه ليس حكرا على شخص معين بل كل شاب بلغ 18 من عمره يستطيع أن يدخل مضمار الاحتراف إذا كانت مهاراته الرياضية والكروية عالية تدربها بنفسه أو دربه مدرب ناد من الأندية المحلية؛ فالباب مفتوح لكل صاحب طموح، ويأتي حديثي للشباب عن احتراف لعبة كرة القدم في سياق اهتمام الدولة في تنمية ودعم الرياضة بصفة عامة وكرة القدم خصوصا! فليتني كنت في هذه الأيام جذعا فأدخل مضمار الاحتراف لبساطة وسهولة دخوله لمن لديه إرادة عالية فإن كل شاب ذي مهارة عالية في لعبة كرة القدم عليه أخذ هذه الفكرة بالاعتبار فمن الخطأ هدر مهاراته في ملاعب (الحواري) بل عليه الالتحاق بالأندية المحلية وهي كثر والدخول في ملعب الاحتراف! بعد الاسترسال في الحديث عن سهولة الاحتراف وسبب النزاعات فيه بسبب ضعف صياغة العقد فإن السؤال العريض ما هي خصائص عقد الاحتراف للعبة كرة القدم من النظرة الفقهية والقانونية؟ الجواب ابتداء فإن عقود الاحتراف لها أسس نصت عليها المادة الـ24 من لائحة سابقة الذكر أنه يشترط لصحة عقد اللاعب المحترف أن يكون مكتوبا ومتضمنا على الأقل العناصر الأساسية وهي موضوع العقد وحقوق والتزامات الأطراف ووضع الأطراف ومناصبهم والأجر المتفق عليه ومدة العقد وتوقيع كل طرف، هذه عناصر طبيعية في كل عقد ولا يجوز للاعبين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما توقيع عقد احترافي لمدة تزيد عن ثلاث أعوام وأي عقد يتجاوز هذه المدة لا ينظر إليه، ومن خصائص عقد الاحتراف أنه عقد مسمى وعقد محدد المدة وعقد رضائي وقائم على الاعتبار الشخصي فضلا عن كونه عقدا تبادليا، ويختلف عقد الاحتراف عما يشبهه من العقود الرياضية التي وإن اقتربت منه إلا أنها مختلفة عنه كعقد انتقال اللاعب المحترف وعقد إعارته. ختاما، لا تقتصر كتابة العقد على العناصر السابقة التي جاءت بالمادة الـ24 لأنها ليست شاملة ولا ملمة في التفاصيل التي يجب أن يحتويها العقد فمن الصعوبة بمكان أن تتنبأ بما يحدث للنادي أو اللاعب في هذه الفترة فيجب أن يكون كاتب العقد محترفا هو الآخر في كتابة العقود ويضع كافة الاحتياطات لما يكون من المتوقع أن يتغير وعليه تتغير نتائج الالتزامات والحقوق. expert_55@

مشاركة :