وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ!!

  • 3/20/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أتعجب من الذين يتلذذون بظلم الناس والله يمهل ولا يهمل، قد يكون إحساسهم بقوة كثرتهم وشدة تماسكهم في الباطل تدعوهم لظلم الآخرين. في بعض المؤسسات إدارات تتكتل ضد شخص أو أكثر ذنبهم أنهم حاولوا النهوض بالمؤسسة للتغيير للأفضل، فشكلوا بالطبع بمحاولتهم النبيلة قلقاً لمن لا يريدون التغيير فالتغير في بيئة لا تحب التغيير، منهجها الذي تفضل مكانك سر والتغيير في حالتها يُعد إزعاجاً كبيراً وهنا تبدأ المشكلة. هذه الإدارات التقليدية لا تؤمن بضرورة التغيير ولا تمتلك شجاعة الإقدام عليه أصلاً أو أسلوباً، ولتظل وفي سباتها العميق تعمل جاهدة على إحباط همم كل من يسعى للتغير لما هو أفضل فتتكاتف في ما بينها وتتفق مع شاكلتها ممن يهوون السير في مكانهم فيغرسون العراقيل في كل مكان، وبالطبع يكون الردّ الفعلي الطبيعي على التغيير هو مقاومته بشراسة وهذا قمة الظلم. اجتمعوا وظلموا وتمادوا فلا يفرحون بأذيتهم الله لا ينصر الظالمين. يقول الرب جلّ وعلا: «الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ» «إِنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمَاً» وسيدفعون الثمن باهظاً بمخالفة أمر الله يا عبادي إني حَرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي، وجعلتُه بينكم محرَّما، فلا تَظَالموا. فلا يغتر الظالم بانتصاره المؤقت، دعوة واحدة من المظلوم ستزلزله فلينتظرها فلَيْسَ بَيْنَها وبَيْنَ اللَّهِ حِجابٌ. أين هم من دعوة كهذه، اللهم انتقم من الظالم في ليلة ﻻ أخت لها، وساعةٍ ﻻ شفاء منها، وبنكبة ﻻ انتعاش معها، وبعثرةٍ ﻻ إقالة منها، وانتقم منه نقمتك المثلى، بقدرتك التي هي فوق كل قدرة وابتله بكسر لا يُجبر، وبسوء ﻻ يُستر غيرها من دعوات المظلوم. اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة. عليك أفضل الصلاة والسلام يا رسول الله. أقسم سبحانه وتعالى بأن ينتصر للمظلوم في الحديث القدسي، «وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ».فليبشروا بأخذة رابية، فلا ترى لهم من باقية، وتلك سنة الله في كلّ جبار عنيد. «وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غَـٰفِلاً عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّـاٰلِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ ٱلأبْصَـٰرُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِى رُءوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء».فلن يفلحوا أبداً «إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ» فكلّ ظالم وإن تمتّع في الدنيا بما تمتّع به فنهايته الاضمحلال والتلف.إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالمين، وليبشروا بحلول المصائب في الدنيا والعذاب في القبر، وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ؛ وعذابهم ليس ككل عذاب، عذاب أليم إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَظْلِمُونَ ٱلنَّاسَ وَيَبْغُونَ فِى ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقّ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. فليبشروا بالخذلان فليس لهم شفيع، والله ليس بغافل عنهم وعن أعمالهم - يعلم خائنةَ الأعيُن، إنَّ الله لا تَخفى عليه خافية؛ ولكنَّه يؤخِّرهم ويُمهلهم؛ لكي يزْدادوا آثامًا مع آثامِهم، ثمَّ يقول لهم هناك: «وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مسئولون». فلا يفرح الظالم بظلمه فالله يمهل ولا يهمل.. «وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إلى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ * وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ». «يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ. وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ. سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ. هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ». وأخيرا.. همسة في أذن من يعارض التغيير للأفضل، لماذا مكانك سر؟!! ونحن في القرن الحادي والعشرين، فكروا وبأمانة في مصلحة العمل الذي أؤتمنتم عليه والمؤسسات التي تمثلونها ووطنكم قبل كل شيء فلا تظلموا أنفسكم واعْلموا يقينًا بأنَّ الله هو الَّذي سيقتصُّ للمظْلوم من الظَّالمين، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا.

مشاركة :