الإعلام الغربي.. الاصطفاف الأعمى والمعايير المزدوجة

  • 10/30/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

اصطفاف إعلامي غربي غير مسبوق ضد قضية العرب الأولى، القضية الفلسطينية، لماذا يتم قلب الحقائق بهذا السوء الأخلاقي؟ يشرح المقال عن العوامل التي أدت إلى كل هذا الاصطفاف!!، البعض أرجعها إلى عوامل دينية وثقافية مستندا إلى نظرية صراع الحضارات، بمعنى أن مظاهر الحضارة الغربية ليست إلا قشورا أما مكامنها فهي أصولية دينية بحتة تشكل بنية العقل الغربي وثقافته العامة، فعلى الرغم من الإرهاب الذي مارسته الآلة العسكرية الإسرائيلية ضد العزل في غزة إلا أن مظاهر التأييد في الإعلام الغربي يدل على وجود عامل الأصولية الدينية. الرأي الآخر يختلف تماما عن هذا التفسير، وأن العامل الفاعل هو جيوبوليتكي بحت، وأن هذه الحرب ما هي إلا استمرارية لحرب روسيا - أوكرانيا، بمعنى أنها جزء من سلسلة حروب دولية تجاه ما يسمى بالصراع حول إعادة صياغة النظام العالمي، وهذا يفسر خطاب الرئيس الأمريكي بايدن الأخير بأن العالم بحاجة إلى عالم جديد، وأن الولايات المتحدة قادرة على بناء هذا النظام، كما يفسر وقوف روسيا ضد النظرة الغربية واصطفافها مع الجانب الفلسطيني. هناك رأي ثالث تبناه بعض الكتاب العرب عندما ربطوا ذلك الاصطفاف بأنه من مفرزات العولمة، التي جعلت العالم مصاب بداء التناقضية والازدواجية، فعلى الرغم من تشدق الإعلام الغربي بمبادئ حقوق الإنسان إلا أننا نجد أن هذا الإعلام يكيل بمكيالين إن صح التعبير، فنجده مثلا في طريقة تعامله مع الاعتداءات الغاشمة التي تقودها الآلة العسكرية الإسرائيلية في غزة يتعاطى مع الحدث بمعيارين، معيارا مع الفلسطينيين ومعيارا آخر مع الإسرائيليين، وظاهرة المعايير المزدوجة في الإعلام الغربي قد تحولت إلى ظاهرة مكشوفة حتى أمام الغرب نفسه، وقد حذر منها بعض الكتاب العقلاء في أوروبا كونها تنتج تصنيفات عنصرية تتعلق بالعرق والسلالة والدين، وهذه قد ترجع بالكارثة العكسية نحو المجتمعات الغربية نفسها، لا سيما لو تذكرنا أنها إحدى مسببات الحرب العالمية الثانية!!. هذه التبريرات المتعلقة بمفرزات العولمة ظهرت مؤخرا عند بعض الكتاب العرب وإن كنت أرى أنها غير دقيقة تماما، فهذه النظرة العنصرية التي يرى الغرب فيها نفسه متفوقا على الآخر هي نظرة قديمة تاريخيا قبل ظهور العولمة، ويكفي أن نعود إلى نظرية الناقد الفرنسي الشهير هايبوليت تين وأطروحاته في النقد والتي يرى فيها أن الخيال الأوروبي خصب بالأفكار والعبقرية ومتفوقا بدرجة كبيرة على الشعوب الأخرى، وبالتالي فبقاء هذا العرق الأوروبي هو مهم أما البقية فهي قد تمثل عبئا على البشر، وهذه النظرة العنصرية تفسر نوعا ما الاستهانة بالدماء البريئة التي تجري عدوانا في غزة!!. في الختام.. قضية فلسطين قضية إنسانية عادلة بجميع المعايير، قضية شعب وأرض، لكنها تاهت بين صراعات الأحزاب والفصائل الداخلية، أرهقتها الأيدولوجيا المتطرفة وأتعبتها مشاريع التبعية للخارج، أما فشلها فيعود إلى غياب العقل البراغماتي المتماشي مع قراءة الواقع طيلة تاريخها الذي تجاوز السبعة عقود، أما الشعب الفلسطيني فوحده من يدفع الثمن. albakry1814@

مشاركة :