مخاوف من انقسام المؤسسة العسكرية العراقية

  • 3/20/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في الوقت الذي أكد فيه مصدر عراقي مطلع أن رئيس الوزراء حيدر العبادي لا يزال يسعى عن طريق قياديين في حزب الدعوة إلى مد الجسور مع زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم إلى اجتماع عاجل أمس للرئاسات الثلاث وزعماء الكتل السياسية وفي مقدمتهم زعامات الخط الأول لبحث التداعيات المترتبة على استمرار الاعتصامات التي دعا إليها الصدر. وقال مصدر مطلع في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم الإشارة إلى اسمه، إن «العبادي وعن طريق القياديين البارزين في حزب الدعوة طارق نجم وعبد الحليم الزهيري يسعى إلى التواصل مع الصدر بهدف إقناعه بسحب الاعتصامات من أمام بوابات المنطقة الخضراء بهدف تلافي حدوث احتكاكات بين المعتصمين والقوات الأمنية». وأضاف المصدر أن «العبادي عرض على الصدر من خلال الوسطاء إمكانية التفاهم بشأن أفكاره للإصلاح بما في ذلك مسألة الوزراء التكنوقراط». وفيما إذا كان الصدر استجاب للوساطة، قال المصدر المطلع إن «الصدر لا يزال يصدر البيانات الداعية إلى استمرار الاعتصامات لكنه في آخر بيان أصدره (أمس السبت) أشار إلى أن الاعتصامات هي من أجل دعم إصلاحات العبادي». إلى ذلك وفي تطور لافت، فقد دعت قيادة ميليشيات الحشد الشعبي القوى السياسية إلى «الاحتكام لرأي المواطن وصناديق الاقتراع والتبادل السلمي للسلطة» وقالت في بيان، في إشارة إلى التصعيد الذي يمارسه التيار الصدري عن طريق فصيله المسلح «سرايا السلام»، إنه «في الوقت الذي يواجه أبناؤكم في القوات المسلحة البطلة والحشد الشعبي (داعش)، وحواضنها في جبهات القتال ندعو جميع القوى السياسية إلى تحكيم العقل والدستور والقانون من أجل توفير بيئة سياسية مستقرة تساعدنا في إنجاز واجبنا في تحرير ما تبقى من أرضنا وإعادة الأمن والاستقرار إلى الوطن والمواطنين». ودعا البيان القوى السياسية كلها إلى «احترام رأي المواطن والاحتكام إلى صناديق الاقتراع والتبادل السلمي للسلطة وعدم تفرد أي جهة سياسية بالقرار وفرض الأمر الواقع». وبالعودة إلى المصدر المطلع فإن هذا البيان «بات يؤشر أول انقسام داخل فصائل الحشد الشعبي وهو يأتي في وقت وضع فيه العبادي بوصفه القائد العام للقوات المسلحة العاصمة بغداد تحت إمرة قيادة العمليات المشتركة بدلا من قيادة عمليات بغداد وهو أمر تم تفسيره على وجود تعاون بين ضباط من قيادة عمليات بغداد مع المعتصمين لا سيما فتح الجسر الجمهوري أمام المعتصمين للتوجه إلى المنطقة الخضراء». وفي سياق ذلك دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم إلى اجتماع عاجل للقوى السياسية والرئاسات الثلاث. وقال شروان الوائلي مستشار رئيس الجمهورية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الهدف من الدعوة هو بحث التطورات المتسارعة في البلد وتأتي انسجاما مع الصلاحيات الدستورية للرئيس»، مشيرا إلى أن «قرارات عاجلة وحاسمة ستصدر عن الاجتماع والأهم فيها أنها ستتضمن سقوفا زمنية لغرض تحقيق الإصلاحات بما في ذلك التغيير الوزاري، بالإضافة إلى مسائل أخرى هامة تتعلق بالأزمة المالية وكذلك مواجهة تنظيم داعش». وعلى صعيد متصل، دعا مرجع شيعي بارز إلى إجراء انتخابات مبكرة مع تعديل قانون الأحزاب وتشكيل مفوضية جديدة للانتخابات. وقال مرشد حزب الفضيلة آية الله محمد اليعقوبي في بيان له أمس إن «الساحة العراقية تشهد منذ عدة أشهر حراكًا جماهيريًا للمطالبة بالإصلاح بعد أن استشرى الفساد وغابت الإدارة الكفوءة والتخطيط الصحيح وحلّ محلها التخبط والفوضى والأنانية وحيازة المغانم على حساب المواطنين الذين أصابهم قلق حقيقي مما يحصل». وأضاف اليعقوبي أن «المشاريع والأفكار المطروحة تعددت ولكل منها غاياتها وأهدافها»، مشيرا إلى أنه «سبق في تشخيص المشكلات قبل وقوعها واستفحالها ووضع الحلول والبرامج الصحيحة لتحقيق الإصلاح في بيانات كثيرة ولم يستفد منها المعنيون». وأوضح أن «من تلك الحلول هي تأسيس (مجلس الأعيان والحكماء والخبراء) الذي يضم أهل الحنكة والتجربة والحكمة والنزاهة والكفاءة المستقلين عن الانتماءات إلا للعراق أرضا وشعبًا».

مشاركة :