تعود تقاليد صناعة الجبنة الفرنسية إلى عصر الرهبان حيث كانت الأديرة تعتني بإنتاج الجبنة وتقديمها وفق تقاليد وقواعد ترسخت على مر السنين، ثم قام الفرنسيون بتحسين إنتاج اللبن الرائب وتحويله إلى أجبان ممتازة، فأصبحوا خبراء في صناعة الجبنة، وباتت الأجبان الفرنسية تحظى بسمعة طيبة في جميع أنحاء الكرة الأرضية. وقد تطورت صناعة الجبنة الفرنسية حتى بلغ عدد أصنافها قديماً حوالي 400 صنف، وواصل تطوره إلى أن أصبح هناك اليوم ما يناهز ألف صنف تشمل أنواع الجبن المصنوع من حليب البقر وحليب الضأن وحليب الماعز، كما أصبحت كل منطقة في فرنسا تشتهر بصناعة أنواع معينة من الجبنة، حيث اشتهر الجزء الجنوبي من البلاد على الخصوص بصناعة جبن الماعز وجبن الروكفور المصنوع من حليب الضأن. وفي هذه الصورة من مدينة مونتيليمار بالجنوب الشرقي الفرنسي نرى كريستيان مويرسون، مدير معمل «صانعي الجبن في مزرعة بيتو»، وهو يتفقد صناديق تخمير الجبنة في مراحلها الأخيرة داخل المعمل، في ختام عملية تخضع لقواعد دقيقة تحدد كيفية صنع أفضل أنواع الجبنة الفرنسية. لكن صناعة الجبن في فرنسا، وعلى الخصوص في منطقة الجنوب الشرقي، عانت آثار الجفاف وموجات الحر المتتالية التي ضربت المنطقة خلال الصيف الماضي، مما أضر كثيراً بمزارع الجبن وقلل بشكل ملحوظ من مستويات إنتاجيتها.. الأمر الذي أوقع منتجي الجبنة في حالات من التعثر المالي أجبرت بعضهم على التوقف عن الإنتاج ووفرت لبعضهم الآخر أعذاراً للتحرر من الالتزام بالقواعد الصارمة لإنتاج النوعيات التي تخصه من الجبنة الفرنسية الفاخرة. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)