الارتعاشة الأذينية هي الشعور بعدم انتظام ضربات القلب وتسارعها، وقد تظهر على شكل نوبات متكررة ثم تختفى ويعود النبض طبيعياً، ثم تعاود الظهور مرة أخرى خلال ساعات، أيام أو شهور أو قد يكون الخفقان مستمراً طوال الوقت ولا يعود للضربات الطبيعية. د. علاء الدين خليل أحمد استشاري طب أمـراض القلب غير التداخلية بمستشفى المركز الطبي الدولي بجدة يبين أن الارتعاشة الأذينية تعتبر من أكثر أنواع خفقان القلب شيوعاً وتأخذ حيزاً كبيراً من المناقشات فى المؤتمرات العلمية، وكذلك لها النصيب الأكبر من الأبحاث العلمية، كما أنها دائمة التطور فى طرق العلاج والوقاية. أما عن أسبابها، فيقول د. علاء: قد تكون الأسباب عضوية كتضخم الأذين الأيسر نتيجة ضيق الصمام الميترالي بسبب روماتيزم القلب أو أي سبب آخر، كذلك الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم، قصور الشريان التاجى، جلطة بالشريان الرئوي أو زيادة نشاط الغدة الدرقية. وهناك أسباب أخرى قد تؤدي للإصابة مثل الإكثار من تناول المنبهات وخصوصاً الشاي، القهوة والتدخين أو الإفراط في تعاطي المشروبات الكحولية، وكذلك الإرهاق الذهني والبدني الشديدين خصوصاً الأرق. وتختلف طرق علاج الارتعاشة الأذينية، وفقما يبين د. علاء بحسب مدة ظهورها ونوعها، فإذا كانت من النوع المستمر وحديثة الظهور وتوجه المريض إلى المستشفى وتم تشخيصها، ففي هذه الحالة سوف يتم إعطاؤه العلاج عن طريق الفم أو الوريد في محاولة لاستعادة الضربات الطبيعية والتغلب على الارتعاشة، ويكون هذا العلاج مصحوباً بمسيل الدم عن طريق الوريد خلال فترة العلاج. أما إذا كانت الفترة أكثر من 48 ساعة ففى هذه الحالة يخشى من محاولة استعادة ضربات القلب الطبيعية مباشرة خوفاً من احتمال تكون خثرات داخل القلب أثناء فترة الارتعاشة نتيجة ركود سريان الدم مما يعرضها لاحتمالية التحرك من مكانها والانتقال عن طريق الدم إلى أحد الأماكن الحساسة كالمخ حال عودة ضربات القلب الطبيعية القوية مما يؤدي للإصابة بالشلل. ولتجنب حدوث ذلك، يوضح د. علاء أنه يكون أمام الطبيب المعالج أحد خيارين: إما عمل تصوير للقلب بالإيكو عن طريق المريء للتأكد من عدم وجود خثرات بالقلب، وبناء عليه يتم استرجاع الضربات الطبيعية أو إعطاء المريض مسيل للدم مع دواء منظم لضربات القلب لمدة شهر قبل محاولة استرجاع الضربات الطبيعية. ولكن كيف يتم استرجاع ضربات القلب الطبيعية؟ يجيب د. علاء بأن ذلك يكون عن طريق إما مادة دوائية بالغالب عن طريق محلول بالوريد أو عن طريق الفم، أو بعمل صدمات كهربائية للقلب، وهناك أحوال لا بد فيها من البدء بالصدمات الكهربائية كإصابة المريض بهبوط شديد بضغط الدم، وجود آلام شديدة بالصدر أو هبوط حاد بعضلة القلب مع حدوث ارتشاح رئوى.