كشفت جامعة الملك فيصل، عن ابتكار يوفر 75 % من المياه المستخدمة لري النخيل، مقارنة مع الطرق التقليدية للري، التي تزيد من استهلاك المياه، في الزراعة، لا سيما زراعة النخيل. ووظفت الجامعة “إنترنت الأشياء” لتزويد جذور النخيل بالرطوبة الكافية، بحسب ما يؤكد مدير مركز التميز البحثي في النخيل والتمور بجامعة الملك فيصل الدكتور ناشي القحطاني، في تصريح لـ”أخبار24″، على هامش المعرض الزراعي السعودي بنسخته الأربعين، الذي تشارك به الجامعة، بمجموعة من المنتجات الابتكارية المتميزة، من الكليات العلمية والمراكز البحثية التابعة لها، والتي تخدم هويتها المؤسسية في تحقيق الأمن الغذائي، والاستدامة البيئية. وبيّن أن الجهاز المشار إليه، يعد أحد المنتجات الابتكارية للجامعة، وهو عبارة عن نظام لــ”الري تحت السطحي”، ومن شأنه توفير أكثر من 75 % من كمية الماء المستخدمة للري، مقارنة بنظام الري العادي، أو نظام الري بالتنقيط، حيث يزرع النظام في النخلة بمسافة معينة، ليكون قريباً من الجذور، ويوفر لها رطوبة كافية على مدار الأسبوع؛ وبالتالي يخفف كمية الماء الذي تستهلكه النخلة. ولفت إلى أن الجامعة حصدت عبر هذا النظام بجائزة المنظمة العربية للتنمية الزراعية عام 2020، وهي من المنظمات المنطوية تحت جامعة الدول العربية، التي منحت الجامعة تلك الجائزة، بناءً على إدخال نظام إنترنت الأشياء في التحكم بالماء إلكترونياً عن طريق الإنترنت، فبمجرد ما يصل الجفاف إلى النخلة، يقوم الجهاز بتوفير الرطوبة اللازمة للنخيل، وتغذيتها بشكل مستمر، بعيداً عن التدخل البشري، ويعتبر من القفزات النوعية للجامعة في هذا المجال. وأضاف القحطاني: “الابتكار من الأجهزة التي تشارك بها الجامعة في المعرض جهاز “قياس الخصائص الكهربائية للتمور”، وهذا الجهاز يغني كثيراً عن الطرق التقليدية والكيميائية، ويقوم بتقدير أكثر من 25 صفة من الصفات الأساسية للتمرة من الكيربوهيدرات والتركيب الداخلي والبنائي والشكل الظاهري والفيزيائي، ويعتبر من الأجهزة المتقدمة ذات التقنية العالية؛ وكذلك الفراز الآلي الذكي، وهو فراز يجمع الخصائص الكهربائية، في تدريج التمور، من ناحية الرطوبة والحجم واللون، ويقلل الفاقد والهدر في الغذاء ويحقق الأمن الغذائي، بالإضافة إلى كثير من المنتجات التي نستخدم فيها الصناعات التحويلية”. وأشار الدكتور القحطاني إلى أن الجهاز يقلل كثيراً من التكلفة على المزارعين؛ كونه يجمع أكثر من 25 تحليلاً بالطرق التحليلية والمعامل، وتستبدل بجهاز واحد يوضع فيه عينة التمر أو أي عينة من الثمار، ويعطي قراءات ووصف لأكثر من 25 إلى 30 صفة من الصفات في لحظة واحدة، معتبراً ذلك تقدماً نوعياً عالي المستوى، يخدم هذا القطاع، خصوصاً في المختبرات والمعامل النوعية في القطاع الغذائي. ولا يوجد للجهاز مثيل في السوق المحلي طبقاً للقحطاني، عازياً ذلك لحرص المراكز البحثية المتقدمة، أن يكون المخرج في القطاع البحثي منافساً ونوعياً ولا يوجد له مثيل في السوق، كاشفاً عن أن قطاع الاستثمار في الجامعة، بدأ بتسويق منتجاتها، من خلال عدد من الاتفاقيات والتعاون المشترك على مستوى محلي وإقليمي ودولي.
مشاركة :