قبيل انعقاد الدورة الـ28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28)، دعا الرئيس المعين لـ(كوب 28) سلطان أحمد الجابر إلى اتفاق أكثر عدلا بشأن التمويل المناخي للجنوب العالمي. وقال الجابر في مقابلة حديثة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إنه "يجب تحديث النظام المالي الدولي بأكمله لجعل تمويل المناخ أكثر توفرا وسهولة ويسرا للجنوب العالمي". ومن المقرر عقد "كوب 28" في دبي بالإمارات العربية المتحدة في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر. وذكر الجابر، وهو أيضا وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، أن رئاسة "كوب 28" تركز على تقديم عملية شاملة تجمع الجميع معا لاتخاذ خطوات ملموسة لمعالجة تغير المناخ وتلبية الطموحات المنصوص عليها في اتفاقية باريس لعام 2015. وأشار الجابر إلى أن رئاسة "كوب 28" وضعت خطة عملها اعتمادا على أربع ركائز رئيسية: التتبع السريع لانتقال عادل ومنظم للطاقة، وتحديد تمويل المناخ، والتركيز على الناس والطبيعة والحياة وسبل العيش، ودعم كل شيء بالشمولية الكاملة. وقال "نعتقد أنه يجب الاستماع إلى جميع أصحاب المصلحة للتوصل إلى توافق في الآراء"، مضيفا "نريد من كل من يأتي إلى كوب 28 أن يأتي بعقلية تسودها الإيجابية والأمل والعمل والتضامن لترجمة اتفاقية باريس إلى خطة عملية وخارطة طريق واقعية يمكن للعالم بأسره اتباعها". ولدى حديثه عن دور الصين في مكافحة تغير المناخ على الصعيد العالمي، أوضح الجابر أن الصين رائدة عالميا في التوسع في مجال الطاقة المتجددة، وهي القوة المحركة التي لديها القدرة على مضاعفة توليد الطاقة المتجددة ثلاث مرات على المستوى العالمي، مؤكدا أن "الصين محورية في عملية إزالة الكربون من الطاقة التي نستخدمها اليوم". ووفقا لما لاحظه، فإن 56 في المائة من استثمارات الصين الخارجية في مجال الطاقة في الدول المشاركة في مبادرة الحزام والطريق، التي اقترحتها الصين، خلال النصف الأول من عام 2023، ذهبت إلى الطاقة المتجددة مثل مشاريع الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح أو الطاقة الكهرومائية. وأضاف الجابر أنه في الممارسة العملية، تحول مسعى الصين في مبادرة الحزام والطريق إلى دعم الاقتصاد الأخضر: حيث لم تصبح الاستثمارات المتعلقة بالطاقة أكثر مراعاة للبيئة فحسب، بل وسعت الشركات الصينية بشكل كبير اهتماماتها بالمعادن المتعلقة بانتقال الطاقة، مثل الليثيوم، واستثمرت في التصنيع في الصناعات الخضراء، مثل البطاريات. وأفاد أن أكثر من ثلاثة أرباع الألواح الشمسية في العالم، وحوالي 60 في المائة من توربينات الرياح في العالم، وثلاثة أرباع بطاريات الليثيوم أيون على هذا الكوكب تأتي من الصين، مضيفا أن "الصين لا تصنّع فقط ما يحتاجه العالم لانتقال الطاقة، وإنما تساهم قوتها الصناعية أيضا في خفض التكاليف لكافة دولة". وقال الجابر إن "دولة الإمارات العربية المتحدة والصين تحافظان على شراكة قوية، وأنا واثق من أن هذه الشراكة ستزداد نموا وقوة"، مبينا أنه "من الناحية العملية، بوسع الصين والإمارات العمل معا لتعزيز الابتكار في التقنيات المتطورة والشاملة".■
مشاركة :