متابعة الخليج 365 - ابوظبي - بالتعاون مع مبادرة العمل الخيري الاستراتيجي في جامعة نيويورك أبوظبي، عقدت مبادرة بيرل، وهي منظمة غير ربحية مكرسة لنشر ثقافة الشفافية والمساءلة المؤسسية عبر منطقة الخليج، مع منصة سيركل، وهي شبكة تجمع بين المانحين من أفراد وهيئات مؤسسية في الشرق الأوسط، منتدىً للخبراء بعنوان «دور العمل الخيري الاستراتيجي في حل أزمة المناخ» في أبوظبي، وذلك لتسليط الضوء على التداخل الضروري بين العمل الخيري وجهود إدارة المناخ. وتخللت المنتدى نقاشات قيمة أبرزت الدور الأساسي الذي تؤديه المبادرات الخيرية في التصدي العالمي لأزمة المناخ، وطرحت فيه أفكار عملية يمكن تنفيذها لتوفير التمويلات الاستراتيجية لإدارة الآثار المناخية، ويأتي ذلك تماشياً مع أهداف مؤتمر الأطراف «COP 28». وشارك في هذا الاجتماع مجموعة بارزة من رواد الأعمال الخيرية والمستثمرين في الحلول المناخية وخبراء من القطاعات المختلفة، وقدم لهم فرصة ممتازة لحشد خبراتهم وإيجاد أفضل الطرق للاستفادة منها في تحقيق النتائج المناخية المرجوة. وتحدثت ضمن الاجتماع لجنة نقاش رفيعة المستوى شارك فيها رواد خيريون مؤثرون وخبراء في القطاع لهم مساهمات فعالة في مبادرات معنية المناخ، من بينهم ليلى عبد اللطيف، المديرة العامة لجمعية الإمارات للطبيعة، وأيلا بجوا، نائب أول للرئيس لشؤون الاستدامة في موانئ دبي العالمية. وركز النقاش الذي أداره أنطونيوس فولوديس، رئيس قسم الاستدامة والوصاية في جامعة نيويورك أبوظبي، على دور الأعمال الخيرية في تسريع جهود إدارة المناخ بتوسيع نطاق التمويل وتسهيل الوصول إليه. وناقش أعضاء اللجنة أفضل ممارسات العمل الخيري الاستراتيجي، وتطرقوا أيضاً للاستثمار في الحلول المناخية التي تدعم المجتمعات الأكثر تضرراً بآثار الأزمة، وكيفية حشد الاستثمارات الرأسمالية المكرسة للحلول التي تشمل الجميع، مع الإشارة إلى أهم التوجهات الحالية والمستقبلية في مجال العمل الخيري المخصص لقضايا المناخ وبالتحديد ما يتعلق منها بالتكنولوجيا والابتكار. وعقب هذا المنتدى، انتقل الخبراء إلى ورش عمل منفصلة تناولت مواضيع تكنولوجية وتخصصية، عُقِدَت أولها بقيادة AVPN and Dhalberg عن «العوائق والفرص في العمل الخيري للمناخ» مع تقديم حالات وأمثلة من آسيا. أما ورشة العمل الثانية، فأدارتها غلوبال فينتشرز وناقشت «التمويل المبتكر في القطاع الخيري: توسيع الحلول الطبيعية». وأخيراً، تحدثت ورشة العمل الثالثة عن «الشمول في العمل الخيري المخصص لقضايا المناخ» وأدارها خبراء من جامعة نيويورك أبوظبي. وفي هذا الصدد، علقت ليلى عبد اللطيف، المديرة العامة لجمعية الإمارات للطبيعة: «مع اقتراب موعد مؤتمر COP 28، بات واضحاً للجميع أن مواجهة أزمة المناخ العالمية هي مهمة جماعية مشتركة. ولنتمكن من تحقيق نتائج قوية وملموسة، نحتاج إلى مساهمة الأفراد والمنظمات والقطاع الخاص من جميع أنحاء العالم. العملُ الخيريُ قادر بالفعل على تحريك مسارات التغيير الجذري وسيكون عاملاً أساسياً في إنجاح جهودنا المشتركة لمكافحة تغير المناخ وخلق مستقبل مستدام للجميع.» وكان من اللافت خلال النقاشات تحسن مستوى الوعي بالآثار المباشرة والمدوية لتغير المناخ على البيئة وعلى المجتمعات الأكثر عرضة للتضرر بها، فوفقاً لتقرير ClimateWorks الصادر في 2022، بلغت المساهمات المخصصة للقضايا المعنية بالمناخ ما يقدر بقيمة 7 إلى 12 مليار دولار في 2021، وفي السنوات القليلة الماضية، ارتفعت الاستثمارات والمبادرات الخيرية ارتفاعاً شديداً وبالتحديد ما كُرس منها لاستراتيجيات ومبادرات الحد من تغير المناخ. وتعليقاً على هذا التعاون قالت أنيسة بنجاني، مديرة برنامج الحوكمة في العمل الخيري في مبادرة بيرل: «سعيدون بتعاوننا مع مبادرة العمل الخيري في جامعة نيويورك أبوظبي لتنفيذ منتدى العمل الخيري من أجل المناخ الذي جمع أبرز خبراء القطاع وقادة العمل الخيري ليجدوا سوياً أفضل السبل لتفعيل القوى العظيمة الكامنة في العمل الخيري الاستراتيجي من أجل تحقيق النتائج المناخية المنشودة. ومع استعداد دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر كوب28، يؤكد هذا المنتدى القدرة الهائلة التي تمتلكها الأعمال الخيرية على تسريع حلول أزمة المناخ.»ومن جانبه قال أنطونيوس فولوديس: «يجمع المنتدى الخبراء في شتى المجالات من القطاعين الخاص والعام لخلق مساحة لمحادثات منتجة واستباقية حول العمل الخيري للمناخ، وتسمح حلقات النقاش وجلسات ورش العمل بتبادل الأفكار وتكوين شراكات قيمة. تعكس الشراكة التعاونية المستمرة بين جامعة نيويورك أبوظبي ومعهد SPI ومبادرة بيرل التزامنا المشترك بتعزيز العمل الخيري الاستراتيجي وتقاطعاته المتعددة، بما في ذلك العمل المناخي. وباعتبارها شريكاً أكاديمياً لرئاسة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) ومساهمة رئيسياً في استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)، تلتزم جامعة نيويورك أبوظبي بتوفير الموارد اللازمة لتأسيس ثقافة الوعي المناخي والإشراف عليه التي ستساعد في دفع النمو المستدام في أبوظبي والإمارات العربية المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.» وفي ضوء ذلك، قدّم المنتدى لأصحاب المصلحة المؤثرين فرصةً فريدةً للتعاون في تحديد أفضل الطرق للاستفادة من المساهمات الخيرية في تسريع الجهود المناخية، ولتبادل المعارف وأفضل الممارسات، ولتوثيق العلاقات وبناء المبادرات التعاونية وتكثيف الاستثمارات في الحلول المناخية، وجدير بالذكر أن هذه الجهود تنضوي ضمن الهدف الأساسي لمؤتمر كوب28، وهو توظيف التمويلات والتكنولوجيا والابتكار في حماية المجتمعات الأكثر عرضة للتضرر وضمان شمول الجميع في الحلول.
مشاركة :