معصوم يدعو إلى اجتماع عاجل لإنهاء اعتصام المنطقة الخضراء

  • 3/20/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

واصل آلاف العراقيين اعتصامهم المفتوح أمام بوابات المنطقة الخضراء لليوم الثاني، بعد أن أمضى المئات ليلتهم في خيام نُصبت عند اثنين من أهم بوابات المنطقة الخضراء البالغ عددها خمس بوابات، وشُلّت حركة السير في بغداد بعد قطع العديد من الجسور والشوارع، وسار الاعتصام أمس في شكل سلمي من دون احتكاك مع قوات الأمن. وفي هذه الأثناء، دعا رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، قادة الكتل إلى اجتماع عاجل في مقره، الذي يبعد بضعة أمتار من أماكن خيام المعتصمين عند مدخل المنطقة الخضراء في منطقة الكرادة، التي قطعت غالبية الطرق المؤدية إليها. وقال الناشط المدني في التظاهرات، جاسم الحلفي، في تصريح لـ «الحياة»، إن هناك لجنة تنسيقية مشتركة لتنظيم الاعتصام، موضحاً أن «نحو أربعة آلاف متظاهر شاركوا أمس، في الاعتصام أمام بوابات المنطقة الخضراء، بعد تظاهرة حاشدة جرت في ساحة التحرير». ولفت إلى أن «الحكومة والقوى السياسية لم تجر أي اتصال مع المعتصمين حتى الآن، ولم يظهر أي رد حكومي باستثناء قرارها تحويل صلاحية أمن بغداد إلى قيادة العمليات المشتركة، وهي إشارة اعتبرها المعتصمون سلبية»، وأكد أن الاعتصامات دخلت يومها الثاني وتجري في شكل سلمي وتعاون مع قوات الأمن. وفي شأن أبرز مطالب المعتصمين، شدّد الحلفي على «ضرورة إصلاح النظام السياسي واتخاذ إجراءات جدية لتحقيق ذلك، وفتح ملفات الفساد ومحاسبة الفاسدين، وتحقيق الخدمات الأساسية». وزاد أن «الاحتجاجات مستمرة وفي أشكال متعددة، وبعد ثمانية أشهر من التظاهرات السلمية واستخدام العديد من القنوات لإيصال أصواتنا إلى الحكومة، لكنها قوبلت بالتجاهل، ولهذا لجأ المتظاهرون إلى الاعتصام»، ودعا «السلطات الأساسية إلى الاستجابة لمطالب المعتصمين لكي يعودوا إلى منازلهم». وأكد الحلفي أن «تحقيق هذه المطالب لن يتم من دون تشكيل حكومة مستقلة شجاعة تعمل على تنفيذ مطالب المعتصمين ولا تخضع لضغوط حزبية أو جهوية». وأمضى المئات من المتظاهرين ليلتهم الأولى داخل خيام نُصبت عند أهم بوابات المنطقة الخضراء المجاورة لوزارة الخارجية، فيما نصب أتباع التيار الصدري خياماً أخرى عند مدخل آخر للمنطقة في الكرادة، حيث توجد مقار ومنازل غالبية الأحزاب السياسية. وشلّت الحركة في مركز العاصمة بعد قطع القوات الأمنية العديد من الشوارع والجسور المؤدية إلى المنطقة الخضراء، وأعلنت مديرية المرور العامة قطع جسور السنك والجمهورية والشهداء والأحرار، وشارعي أبو نواس والزيتون والزوراء. ويوما الجمعة والسبت عطلة رسمية في العراق، لكن اليوم الأحد هو أول أيام العمل الرسمي وسط مخاوف من تعطّل أعمال الدوائر الحكومية، خصوصاً تلك الموجودة داخل المنطقة الخضراء ومحيطها من وزارات ومؤسسات حكومية ودوائر أمنية. إلى ذلك، أعلن الناطق باسم رئاسة الجمهورية خالد شواني، أن رئيس الجمهورية دعا القادة السياسيين إلى اجتماع عاجل لبحث تطورات الاعتصامات ومطالب المتظاهرين أمام المنطقة الخضراء. وقال شيروان الوائلي، المستشار في رئاسة الجمهورية، في تصريحات صحافية أمس، إن «الدعوة وجهت إلى الرئاسات الثلاث إضافة إلى قادة الكتل الرئيسية، أبرزهم رئيس «المجلس الأعلى الإسلامي» عمار الحكيم، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وسيحضر ممثلاً عنه رئيس «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي. وأكد النائب عن ائتلاف «الوطنية» كاظم الشمري، في بيان أمس، أن رئيس الوزراء حيدر العبادي عاقب بعض الضباط في قيادة عمليات بغداد، بعد نقل صلاحات أمن العاصمة إلى قيادة العمليات المشتركة، لكن الحكومة أعلنت بقاء قائد العمليات، الفريق عبدالأمير الشمري، في منصبه. وعلمت «الحياة» من مصادر سياسية مطلعة، أن رئيس الوزراء كان ينوي الإعلان عن تغيير وزاري جزئي يشمل ثلث أعضاء حكومته، لكن تطورات التظاهرات وقيام المتظاهرين باعتصام مفتوح عند بوابات المنطقة الخضراء أربكت الحكومة. وأضافت المصادر أن الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء ناقش إجراء تعديل حكومي بعد توافق مبدئي بين الكتل السياسية، خصوصاً بعد وضع التيار الصدري حصته من الحقائب الوزارية الثلاث تحت تصرف العبادي. ولفتت إلى أن التشكيلة التي كان من الفترض أن تُعلن تضم شخصيات سياسية تنتمي الى الأحزاب، وهو عكس ما يطالب به المعتصمون، مشيرة إلى أن وزيرين شملهما التغيير الوزاري عارضا التخلّي عن منصبيهما، وأُجبر العبادي على تأجيل الإعلان عنه. ودعا زعيم حزب الفضيلة المرجع الديني محمد اليعقوبي، أمس، إلى إجراء انتخابات مبكرة بعد تشكيل مفوضية انتخابات مستقلة وتعديل قانون الانتخابات كمخرج للأزمة الحالية.

مشاركة :