< منذ بداية الدوري السعودي هذا الموسم والكل يُشيد بالتعاون إلى درجة وصفه البعض فيها بأنه الفريق الأحلى والأجمل والأمثل، حتى قبل الهلال المتصدر الحالي والأهلي المتصدر السابق. إدارة التعاون قامت بمغامرة ربما لامها البعض عليها في وقتها، وهي التعاقد مع البرتغالي جوزيه غوميز ابن الـ45 حينها، والآن دخل سنته الـ46 ولكن شتان ما بين السنتين. فالرجل جاء إلى التعاون بسيرة ذاتية متواضعة جعلت الكثيرين وقتها يقولون أبهذا المدرب ستنافسون وستبقون في دوري الأقوياء؟ فالرجل كل سيرته تقول إنه بدأ مدرباً للياقة في نادي جيل فيسنتي وباسوش دي فيريرا وبنفيكا، ثم انتقل إلى منصب المدرب المساعد في بورتو وهو حالياً البرتغالي فيريرا مدرب السد، الذي سبق ودرب الزمالك ومعه انتقل إلى ملقا الإسباني وباناثينايكوس اليوناني، ومنه تعلّم فنون التدريب قبل أن يصبح مدرباً لفيديوتون المجري. الرجل خريج المدرسة البرتغالية مثل مورينيو وبواش وكلاهما لم يلعب على مستوى دولي، لا بل بدآ الفكر التدريبي في عمر 17 أو 18 أو 20 وهو ما فعله غوميز، الذي وإن كان يرتبط بعقد حتى عام 2017 مع التعاون إلا أنني لا أعتقد أنه سيبقى حتى ذلك التاريخ، فالعيون عليه بعدما نجح في إدارة ما لديه من أدوات وفرتها إدارة ناجحة جلبت له محترفين أمثال إيفولو وجهاد الحسين وساندرو وريكاردو ماتشادو، ومواطنين أمثال عبدالمجيد الرويلي والزيلعي القادم من النصر ومنصور الحربي وعدنان فلاته وأحمد الزين، وحتى وضع الأردني شادي أبوهشهش في الجهاز الفني للفريق كانت ضربة معلم من الإدارة وليس من غوميز. خلطة التعاون للبطولة فيها جماعية ولا يمكن منحها لشخص من دون سواه، (الخميس) الماضي قدّم التعاون مباراة للتاريخ والذكرى أمام الأهلي وخرج بتعادل حرم الأهلي من صدارة الدوري ومنحها للهلال وأشعل اللهيب على اللقب وفي الوقت نفسه أكد شخصية التعاون الذي صدمنا بخروجه من كأس خادم الحرمين في دورها الأول، وربما تكون مباراة الأهلي والتفكير بها هي السبب والله أعلم.   mustafa_agha@