أجرى مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي عملية معقدة لزراعة الأعضاء المتعددة لمريضة تم تشخيص إصابتها بمرض التليف الكيسي. وبعد تعرض المريضة ندى من مصر - وتبلغ من العمر 23 عاما وتم تشخيص إصابتها بمرض التليف الكيسي منذ الطفولة - لخلل وظيفي حاد في كلتا رئتيها وكبدها كان هذا الإجراء المعقد خيار ندى الوحيد لاستعادة حياتها الطبيعية. ويعتبر التليّف الكيسي مرضاً جينياً (موروثاً) يؤدي لتراكم سائل مخاطي لزج وسميك في الأعضاء بما يشمل الرئتين والبنكرياس ويقود لانسداد المجاري التنفسية بما يعرّض المريض لصعوبة في التنفس ومع اشتداد المرض يمتد تأثيره إلى الكبد والأمعاء وأجزاء أخرى من الجسم. وقالت ندى التي فقدت ثلاثة من أخوتها بسبب هذا المرض : فقدت أخي الأول قبل ولادتي ومن ثم أختي عندما كنت صغيرة في السن وبعد ذلك أخي عندما كنت في المرحلة الإعدادية وقد أثر ذلك كثيراً علي وبعد فقدان آخر أخوتي بدأت أفهم طبيعة مرض التليّف الكيسي لأشرع بالبحث حول هذا المرض. وقاد الدكتور عثمان أحمد رئيس قسم جراحة الصدر في معهد القلب والأوعية الدموية والصدرية بمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي فريقاً متعدد التخصصات يضم مجموعة من الخبراء الطبيين لإجراء عملية زراعة الأعضاء المتعددة لندى. وتضمنت الجراحة التي استغرقت حوالي 14 ساعة استبدال كلتا رئتي ندى إضافة لكبدها لمعالجة التأثيرات التراكمية للتليّف الكيسي على هذه الأعضاء الحيوية. وقال : كانت حالة ندى صعبة ومعقدة وفرص البقاء على قيد الحياة بشكل عام لمريض التليّف الكيسي بعد عملية زرع رئة وكبد في آن معاً أفضل من تلك الحالات التي يتم فيها إجراء عملية زرع الرئة فقط إذ أن الأجسام المضادة والبروتينات من الكبد المزروع لا تهاجم الرئتين المزروعتين حديثاً إذا كانت جميع الأعضاء من ذات المتبرع لذلك مضينا نحو عملية زراعة الرئتين لتتبعها جراحة زراعة الكبد. وشكلت جراحة زراعة الأعضاء المتعددة التي تم إجراؤها هذا العام نقطة تحول في حياة ندى فلم تعد بحاجة لدعم مستمر بالأوكسجين وأصبحت قادرة على الاستمتاع بحياة طبيعية أكثر. ويمثل هذا الإنجاز امتداداً لنجاح مركز زراعة الأعضاء في المستشفى بإجراء 500 عملية زراعة منذ إطلاقه في عام 2017.
مشاركة :