أعلنت حماس مقتل سبعة من المحتجزين في قصف إسرائيلي على مخيم جباليا. ولدى حماس نحو 240 رهينة، تمّ اختطافهم ضمن عملية وحشية أدت إلى مقتل المئات. بينما تسعى أطراف دولية وعلى رأسها قطر لإيجاد حلّ لملف الرهائن. عائلات الرهائن ينشرون صوراً لأقاربهم مطالبين الحكومة الإسرائيلية إعطاء عملية تحريرهم الأولوية القصوى. أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لـ حركة حماس ، اليوم الأربعاء (الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني 2023)، مقتل سبعة من المحتجزين المدنيين لديها، من بينهم ثلاثة يحملون جوازات سفر أجنبية، في القصف الإسرائيلي الذي استهدف مخيم جباليا أمس الثلاثاء، الذي أعلنت فيه إسرائيل مقتل قيادي بارز في حماس إضافة إلى عدد من مقاتلي حماس، وهو ما نفته الحركة. ولم تؤكد السلطات الإسرائيلية هذه الأنباء بعد. وقالت القسام، في منشور أوردته الوكالة الفلسطينية (صفا)، إن من ضمن القتلى ثلاثة من أصحاب الجوازات الأجنبية. وكان الناطق باسم وزارة داخلية قطاع غزة التابعة لحماس إياد البزم قد صرح خلال مؤتمر صحفي، أن طائرات إسرائيلية دمرت حيّاً سكنيّاً بالكامل في مخيم جباليا للاجئين بقنابل تزن الواحدة منها طنّاً من المتفجرات. ومنذ مساء الجمعة، توسعت العمليات البرية وتكثفت الضربات الإسرائيلية في القطاع. وتنفذ إسرائيل قصفا مركّزا ومتواصلا على القطاع، وخصوصاً شماله. وفي آخر تصريحاته، أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف 11 ألف "هدف إرهابي" منذ الهجوم غير المسبوق الذي نفذته حركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في غلاف غزة، ما أدى إلى قتل 1400 إسرائيليّا وخطف نحو 240 رهينة وفق آخر الأرقم المعلنة عنها إسرائيليّاً لعدد الرهائن. يذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية. في المقابل بلغ عدد القتلى الفلسطينيين أكثر من 8500 قتيل، 3400 منهم من الأطفال، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة في حكومة حماس التي تسيطر على غزة. ما دفع الأمم المتحدة إلى وصف غزة "مقبرة للأطفال". بينما اقترب عدد الجرحى من 20 ألف جريح وسط نظام صحي منهار وحصار كامل من دون امدادات للكهرباء أو الوقود. عائلات الرهائن المحتجزين لدى حماس الأخبار القادمة من غزة حتى وإن دخلت ضمن الحرب النفسية، إلا أنها كفيلة بوضع عائلات الرهائن المحتجزين لدى حماس، أمام حالة أكثر قلقاً على مصير أقاربهم. وازداد خوف عائلات الرهائن خصوصاً منذ تكثيف إسرائيل ضرباتها على القطاع و بدء العمليات البرية داخله . ويضغط أهالي الرهائن باتجاه التوصل إلى اتفاق مع حماس قبل إطلاق أيّ عمليات عسكرية ضماناً لسلامتهم. و أُفرج عن أربع نساء من الرهائن هذا الأسبوع ، بينهم امرأة تبلغ 85 عاماً من كيبوتس نير عوز. فيما أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الإثنين تحرير جندية خلال عملية برية، مؤكدا أنها بصحة جيدة وقد التحقت بعائلتها. ومع تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة الذي يضم 2,4 مليون نسمة، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بـ "تحرير فوري وغير مشروط" للرهائن، رافضاً وقف إطلاق النار. في المقابل، أعلنت حركة حماس قبولها الإفراج عن جميع الرهائن مقابل إطلاق جميع الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية والذي يقدر عددهم بنحو 6 آلاف شخص. وهو ما ترفضه إسرائيل. وسبق لحماس أن أذاعت تسجيلا مصورا لثلاث نساء قالت حماس إنهن من الرهائن. وفي التسجيل حمّلت إحداهن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسؤولية سلامة وأمن الرهائن مطالبة على العمل على تبادل "أسرى" مع حماس. واعتبر نتانياهو الفيديو "دعاية نفسية قاسية" من قبل حماس. الواقع الإقليمي وتثير الحرب بين إسرائيل وحماس مخاوف من اتساعها إلى نزاع إقليمي. وفي آخر تطور في هذا الصدد أعلن المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن إطلاق "دفعة كبيرة من الصواريخ البالستية والمجنّحة وعدد كبير من الطائرات المسلحة" الثلاثاء على إسرائيل. وأفاد الجيش الإسرائيلي عن "اختراق طائرة معادية" أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في مدينة إيلات في جنوب إسرائيل، مشيرا كذلك إلى "اعتراض" صاروخ أرض-أرض أطلق من منطقة البحر الأحمر. وفي الدوحة، اعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الثلاثاء أنه "من الطبيعي ألّا تسكت" الجماعات الموالية لطهران في المنطقة على تصاعد حدّة النزاع في قطاع غزّة، داعيًا إلى اغتنام "آخر الفرص السياسية" لوقف الحرب. والأربعاء، حذر الأخير من أنقرة من أنه "إذا استمرت الهجمات على غزة ستكون العواقب وخيمة". إلى ذلك دعت طهران الدول الإسلامية إلى مقاطعة إسرائيل ووقف صادرات النفط والمواد الغذائية، ووقف قصف القطاع. وعلى حدود إسرائيل الشمالية مع لبنان ، يجري تبادل قصف شبه يومي مع حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، كما تشارك مجموعات عدة بينها فصائل فلسطينية بإطلاق صواريخ وتنفيذ عمليات تسلل عبر الحدود، وإن بوتيرة أقل من حزب الله. ومن المنتظر أن يلقي الجمعة القادمة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، خطابا سيكون الأول منذ اندلاع الأحداث. جولة جديدة لبلينكن إلى المنطقة في ظل هذه الأجواء القابلة إلى الاشتعال بقوة أكبر، يقوم الجمعة القادمة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بزيارة جديدة إلى الشرق الأوسط، سيلتقي خلالها "مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية" و"ستكون له محطات أخرى في المنطقة"، بحسب ما أعلنت وزارته. وأثار ارتفاع حصيلة القتلى قلقاً على المستوى الدولي وأعلنت بوليفيا الثلاثاء قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل "رفضاً وإدانةً لـ "الهجوم العدواني وغير المتكافئ الذي يُشنّ في قطاع غزة"، في موقف سارعت حركة حماس إلى الترحيب به، فيما اعتبرته إسرائيل "استسلاما للإرهاب": كما استدعت تشيلي وكولومبيا الثلاثاء سفيريهما لدى إسرائيل. و.ب/ع.غ/ ز.أ.ب (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
مشاركة :