سلطان القاسمي: «العربية» أصل لغات العالم

  • 11/2/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح أمس، أن اللغة العربية هي اللغة الأصل لجميع لغات العالم، لأنها لغة سيدنا آدم عليه السلام التي اختصه بها الله سبحانه وتعالى، وأن هناك أموراً غير صحيحة تاريخياً في دراسة اللغات واللسانيات في العالم يجب أن يتم تصحيحها، وهو ما سيشتمل عليه «قاموس لغات العالم» الذي سيصدر لاحقاً، وذلك ضمن جهود سموه وبحوثه العلمية في تاريخ اللغة العربية لحمايتها ونشرها، متناولاً سموه أهمية المعجم التاريخي للغة العربية. جاء ذلك خلال افتتاح سموه، صباح أمس، فعاليات الدورة الـ42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي يقام تحت شعار «نتحدث كتباً»، في الفترة من الأول من نوفمبر إلى الـ12 من الشهر الجاري، في مركز إكسبو الشارقة، بحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة. وكان في استقبال سموه لدى وصوله الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، والشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي، رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ خالد بن عصام القاسمي، رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية، والشيخ محمد بن حميد القاسمي، رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ ماجد بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة شؤون الضواحي، والشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة والشباب، وممثلو المنظمات والمؤسسات الثقافية، وجمع من الأدباء والكتاب والمثقفين. متعة للقارئ وتحدث صاحب السمو حاكم الشارقة عن أبرز ما جاء في المعجم التاريخي للغة العربية، قائلاً: «أُطلق عليه اسم (المعجم التاريخي للغة العربية)، وهو متعةٌ للقارئ، ويعرض تاريخ هذه اللغة منذ بداياتها، حيث تمرّ بك الأحداث والوصف في كل شيء، في الشعر، والأدب وغيرها.. وهذا المعجم لا يكشف فقط عن الكلمة ومعناها، وإنما يقدم وصفاً شاملاً». ولفت سموه إلى الجهد الكبير الذي يُبذل لتنفيذ المعجم التاريخي، مستعرضاً مقارنة حول القاموس اللغوي لمملكة السويد الذي عمل عليه 137 شخصاً لمدة 140 سنة، وكان نتاجه 39 مجلداً و33 ألف صفحة، بينما المعجم التاريخي للغة العربية يعمل عليه 500 من العلماء والمدققين والمحررين، وعلى مدى ست سنوات سينهون 110 مجلدات، وعدد صفحاته 81 ألف صفحة. وأضاف سموه: «نتساءل: هل هي لغة عربية؟ هل ما نتحدث به نطلق عليه اللغة العربية؟ كلمة (عرب) من أين أتت؟ ومن أطلقها؟ وفي أيّ مكان؟ الله سبحانه وتعالى جمع كثيراً من الناس الساكنين في منطقة مكة المكرمة وما حولها في مكانٍ واحد، فقالوا: الناسُ قَرشتْ، وهؤلاء قَرشُوا، أي تجمعوا، وأُطلق عليهم (قُريش)، إذن نحن اسمنا قريش من أصل التسمية، ولكن قريش لديها بئر زمزم، وهي بئرُ نعرفُ أنها نَبَعَت في وقت سيدنا إسماعيل عليه السلام، فيقال بئرُ إسماعيل، ولكن لا يقال الماء، ويقولون عَرَب إسماعيل وهو الماء وليس البئر، وفي التعميد يقولون (العرّاب)، أي الشخص الذي يغطّس الطفل في الماء.. إذن كلمة عرب معناها الماء، وتأتي كذلك دواليب الماء يقال لها عربة، ويقال عربي أي طلع الماء، ومن هذا الدولاب أخذوا كلمة (العرّاب).. هذه مشتقات في العمق التفسيري لكلمة (عرب)، وهي صفة أعطيناها للعرب، ولكن نسبت إلى اللغة التي تتحدث بها العرب». مسميات وتناول صاحب السمو حاكم الشارقة المسميات التي يطلقها الباحثون على اللغات المختلفة، قائلاً: «كثير من الباحثين الأجانب يقولون (اللغات الساميّة) منها الحبشية والبابلية والعِبرية.. الخ، لماذا قالوا (ساميّة)؟ ومن أين استنبطوا هذه الكلمة؟ هذه اللغة هي لغة رب العالمين لآدم عليه السلام، الآية الكريمة: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)، ولكن الملائكة لم يستطيعوا أن يحصروا أو يتحدثوا بها، وبكمّ العلم الذي أودعه الله في آدم الذي نزل بقدر الله سبحانه وتعالى إلى شرق إفريقيا، وبالتحديد في هضبة الحبشة، ومن هناك انتقلت الأجناس البشرية، بعضها نزح إلى الشمال، وبعضها سكنَ الأرض نفسها، والبعض الآخر نزح إلى الشرق والغرب، وبحسب نظرية العالم (مندل).. أن آدم وحواء كانت ألوان بشرتهما تميل إلى الرماد، وهي سحنة أهل شرق إفريقيا، وهؤلاء إذا تزاوجوا وتوالدوا يخرج منهم ابن أبيض اللون وواحد داكن اللون وهكذا.. الأبيض انتقل إلى الشمال، إلى أن وصل إلى أوروبا.. أما ذو اللون الداكن فقد بقي في الأرض نفسها، وهكذا صارت إفريقيا، أما البقية الأخرى فعبروا ما يسمى البحر الأحمر، وأتوا إلى هذه الجهة (الجزيرة العربية)، ونتساءل: هل كل هؤلاء نقلوا اللغة معهم؟ وإذا استعرضنا هذه اللغات، نجد الذين انتقلوا إلى الشمال وصلوا إلى البحر الأبيض المتوسط إلى إيطاليا، وهناك اللغة اللاتينية، وهي أمّ اللغات الأوروبية، ولو أخذنا مقارنة بين أبناء الذين ذهبوا إلى الشمال وأبناء الذين أتوا إلى الجزيرة العربية عبر بعض الكلمات، سنجد أن اللغات اللاتينية هي نفسها عربية، وذلك يعني أنها لغة آدم». وقدم سموه مثالاً لبعض الكلمات اللاتينية، مثل كلمة (road)، وتعني طريقاً، وفي اللغة العربية رود، يرتاد، منوهاً سموه بأنه يؤدي إلى المعنى نفسه. لغة العالم وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة إلى أنه يعمل في الوقت الحالي على مشروع جديد يستفيد منه العالم أجمع، قائلاً: «أنا الآن أقوم على قاموس جديد اسمه (لغة العالم)، وهي كلها مصدرها واحد، ونعطي اسماً لهذه اللغة التي وضعناها في 110 مجلدات، ونقول من أين أتت هذه التسمية لها؟ قيل إن هذه اللغات متشابهة، منها الحبشية والبابلية والعبرية، ولو أخذنا هذه اللغات وقارناها نجد أن الكلمات مشتركة، وأن الفعل هو الأساس في الجملة لأنه مركز الجملة، وقالوا تسميتها اللغات السّامية. من أين أتوا بهذه التسمية؟ فتسميتها الصحيحة لغة آدم»، لافتاً إلى تناول سموه قصة هذه التسمية بشكل كامل في كتابه تاريخ عمان من الاستيطان البشري، وداعياً العلماء إلى عدم تداول هذه التسمية. وأضاف سموه: «كيف اشتبه الأمر على العلماء الغربيين؟ لأنهم لم يجدوا ما يفسرون به ما حدث في تلك الفترة عندما كتبوا عن هذه اللغات وجمعوها فيما سمي باللغات السامية، في سنة 1500 ق.م كان قوم (عاد) في الأحقاف، وخرج (هود عليه السلام) من بينهم إلى عُمان، وهربَ منهم من خاف من الطوفان الذي غطى الأرض بالعاصفة فأخذوا طريقهم، وكل المؤرخين كتبوا عن هذا الطريق الذي مر بالقطيف، ومنها إلى الحناكية، مروراً بالمدينة إلى طريق الشام، إلى أن وصلوا قرب دمشق، وفي هذه المنطقة وجدوا أرضاً مليئة بالأحجار الجيرية يقال لها (إرم)، وهي كلمة عربية فصيحة، فأخذوا ينحتون من هذه الصخور ويبنون منها مدينتهم». كما قال سموه: «بدأت في كتابة المعجم اللاتيني منه في خمسة مجلدات، وكلما أمرّ على هذا القاموس ألاحظ الكلمات وكأني أتكلم العربية، وهذا ما سيوضع في قاموس يثبت أن اللغة اللاتينية واللغات الأخرى كلها من مصدر واحد، وهو التعليمات الإلهية لآدم، والتي نحن كلنا من أبنائها»، متمنياً سموه أن يوفق في حماية هذه اللغة، مشيراً إلى أن محبته لها ليس لأنه ناطق بها، بل لأنها لغة تحدث بها رب العالمين، والأنبياء والرسل، وتحدث بها الملائكة، وهي لغة الإيمان والدين والبشرية. وكرم صاحب السمو حاكم الشارقة الكاتب والروائي الليبي إبراهيم الكوني، شخصية العام الثقافية في المعرض لهذه الدورة، كما كرّم الفائزين بـ«جائزة الشارقة للترجمة» (ترجمان) في دورتها السابعة، والتي تمنحها «هيئة الشارقة للكتاب» للإصدارات المترجمة من اللغة العربية إلى أي لغة أخرى، حيث نال جائزة دار النشر السويسرية (Unionsverlag) عن ترجمة رواية «طوق الحمام» لرجاء عالم الصادرة في طبعتها العربية الأولى عن دار النشر المغربية (المركز الثقافي العربي). حاكم الشارقة: • هناك أمور غير صحيحة تاريخياً في دراسة اللغات واللسانيات في العالم يجب أن يتم تصحيحها، وهو ما سيشتمل عليه «قاموس لغات العالم». قيمة الصحراء ألقى الكاتب والروائي إبراهيم الكوني كلمة بمناسبة تكريمه بشخصية العام الثقافية، توجه فيها بالشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على اختياره شخصية العام الثقافية. وقال الكوني إن السعادة لا تعتمد على نوع العمل الذي يقوم به الإنسان، بل على مدى إتقانه وحبه للعمل، لأن الرهان ليس على جنس العمل، بل في مدى القدرة على إتقاننا فيه. وأكد الكوني في كلمته على قيمة الصحراء التي تتجاوز كونها مكاناً للرمال اللامتناهية، إلى كونها مدرسة الحكمة، إلا أن الناس لم يتعلموا منها إلا القليل، لأنهم لم يبذلوا جهداً كافياً لاستكشافها. الدورة المميزة ألقى رئيس جمعية الناشرين الكوريين، يون شون هون، كلمة شكر فيها صاحب السمو حاكم الشارقة على دعوة جمهورية كوريا الجنوبية كضيف شرف على هذه الدورة المميزة، مشيداً بالجهود التي تبذلها الشارقة والمؤسسات الثقافية في الإمارات في نشر الثقافة والمعرفة بين الشعوب. وقال إن كوريا الجنوبية سعيدة بالمشاركة في هذا المعرض العريق، الذي يعد من أهم المحافل الثقافية في العالم، وإنها تفخر بتقديم رسائل ثقافية جميلة، ومعارف غنية، وثقافة متنوعة للقراء والجمهور في الشارقة والإمارات، وبالتعرف إلى الثقافة العربية الغنية والتاريخية. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :