شتاينماير يطالب الصفح عن جرائم الاستعمار الألماني في تنزانيا

  • 11/2/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بعد مضي نحو 100 عام على الحكم الاستعماري الألماني الدموي في شرق أفريقيا، قدم الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير في تنزانيا اعتذاره لأحفاد عدة مئات من ضحايا هذه الحقبة. وخلال زيارة قام بها شتاينماير لمدينة سونجيا التنزانية، قال شتاينماير الأربعاء:" بصفتي الرئيس الاتحادي الألماني أود أن أطلب الصفح على ما فعله ألمان هنا بأسلافكم" مؤكدا للأحفاد أن ألمانيا على استعداد لإجراء تسوية مشتركة لهذا الماضي. وقوبل شتاينماير بالتصفيق على هذه المقولة. والتقى شتاينماير في ثاني أيام زيارته لتنزانيا في مدينة سونجيا مع عائلة أعدم الحكام الاستعماريون الألمان جدها وهو الزعيم سونجيا مبانو مع 66 قائدا تنزانيا آخر في عام 1906. ويعد سونجيا مبانو بطلا قوميا اليوم في تنزانيا. وكانت سلطة الاحتلال سحقت انتفاضة للشعب المضطهد في المستعمرة الألمانية في شرق أفريقيا وذلك من خلال حرب شنتها عليهم بوحشية. وتشير تقديرات تنزانية إلى أن ما يصل إلى 300 ألف شخص لقوا حتفهم فيما يعرف بحرب "ماجي ماجي" في الفترة بين 1905 و1907. ولا تزال هناك العديد من الجماجم والهياكل العظمية موجودة في متاحف ألمانية. وانتهى التاريخ الاستعماري الألماني هناك في عام 1918 بهزيمة الامبراطورية القيصرية الألمانية في الحرب العالمية الأولى. وزار الرئيس الألماني واحدا من المسارح الرئيسية لهذه الحرب وهو متحف ماجي-ماجي ووضع زهرة حمراء على قبر الزعيم سونجيا مبانو ووضع إكليلا من الزهور على المقبرة الجماعية للمقاتلين الآخرين. وانعقد لقاء شتاينماير مع الأحفاد على أضيق نطاق ودون حضور صحفيين. وقال الرئيس الألماني موجها حديثه للأحفاد:" أشعر معكم بالحزن على الزعيم سونجيا وعلى الآخرين الذين تم إعدامهم. أنحني أمام ضحايا الحكم الاستعماري الألماني" مشيرا إلى أنه يشعر بالخجل حيال ما قام به جنود الاستعمار الألمان بحق الشعب في هذا المكان. في الوقت نفسه، أكد شتاينماير للأحفاد:" أعدكم بأن نبذل الجهود معكم للعثور على جمجمة الزعيم سونجيا في ألمانيا"، لكنه قال إنه لا يستطيع للأسف أن يعد بنجاح هذا الأمر نظرا لصعوبته من الناحية العلمية. يذكر أن العديد من الجماجم والهياكل العظمية لضحايا الحرب الاستعمارية لا تزال موجودة في متاحف ألمانية. ويأمل أحفاد هؤلاء الضحايا في عودة هذه الجماجم والهياكل إلى تنزانيا حتى يمكن دفن أسلافهم على نحو مناسب.

مشاركة :