أعلن مدير مكتب نيويورك للمفوضية السامية لحقوق الإنسان كريغ مخيبر استقالته من منصبه احتجاجاً على «الإبادة الجماعية» في قطاع غزة، التي فشلت الأمم المتحدة في وقفها. وقال كريغ مخيبر، مدير مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في نيويورك، في رسالة، إن غزة هي حالة مثالية للإبادة الجماعية. وأضاف أنه عاش في غزة وعمل في مجال حقوق الإنسان للأمم المتحدة في التسعينيات. واتهم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والدول الأوروبية بتوفير غطاء سياسي ودبلوماسي للفظائع التي ترتكبها إسرائيل. وشدد مخيبر، اللبناني الأصل، على أننا «نشهد، مرة أخرى، إبادة جماعية تتكشف أمام أعيننا، ويبدو أن المنظمة التي نخدمها عاجزة عن وقفها، ما يحدث في غزة حالة إبادة جماعية، وهيئات رئيسية بالأمم المتحدة استسلمت للولايات المتحدة واللوبي الإسرائيلي». وأضاف في رسالة الاستقالة، «المشروع الاستعماري الأوروبي دخل المرحلة النهائية لتدمير بقايا الحياة الفلسطينية الأصلية». وقال: «بالأمس، على بعد بنايات قليلة من هنا، تم ملء محطة غراند سنترال في نيويورك بالكامل من قبل الآلاف من اليهود المدافعين عن حقوق الإنسان الذين وقفوا تضامنا مع الشعب الفلسطيني، وطالبوا بوضع حد للطغيان الإسرائيلي»، لافتاً إلى أن «العديد منهم معرضون لخطر الاعتقال في هذه العملية». وشدد على أنهم «من خلال القيام بذلك، تجردوا في لحظة من الدعاية الإسرائيلية، ومن الاستعارة القديمة المعادية للسامية، التي تقول إن إسرائيل تمثل الشعب اليهودي بطريقة أو بأخرى. وعلى هذا النحو، فإن إسرائيل هي المسؤولة الوحيدة عن جرائمها. في هذه النقطة، من الجدير التكرار، على الرغم من ادعاءات اللوبي الإسرائيلي عكس ذلك، أن انتقاد انتهاك إسرائيل لحقوق الإنسان ليس معاداة للسامية». وشدد على أن مواقف المنظمة الدولية يجب أن تكون على أساس حقوق الإنسان الدولية والقانون الدولي، وأنه يجب علينا أن نتوقف عن التظاهر بأن هذا مجرد صراع على الأرض أو الدين بين طرفين متحاربين، والاعتراف بحقيقة الوضع الذي يحدث فيه بشكل غير متناسب أن الدولة القوية تستعمر وتضطهد وتجرد السكان الأصليين على هذا الأساس من عرقهم. وكما شدد على أنه يجب التأكيد والإصرار على حق العودة والتعويض الكامل لجميع الفلسطينيين وعائلاتهم الذين يعيشون حاليا في الأراضي المحتلة، في لبنان والأردن وسوريا وفي الشتات في جميع أنحاء العالم، ويجب علينا أن ندعو إلى إزالة وتدمير المخزون الإسرائيلي الضخم من الأسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية، خشية أن يؤدي الصراع إلى التدمير الكامل للمنطقة، وربما أبعد من ذلك. وقال إنه يجب علينا أن ندرك أن الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى ليست في الواقع بمثابة وسطاء ذوي مصداقية، بل هي أطراف حقيقية في الصراع متواطئة مع إسرائيل على انتهاك الحقوق الفلسطينية، ويجب علينا إشراكهم على هذا الأساس. وختم مخيبر رسالته قائلاً إن «فشل الأمم المتحدة في فلسطين حتى الآن ليس سبباً للانسحاب بل ينبغي أن يمنحنا الشجاعة للتخلي عن نموذج الماضي الفاشل، وتبني مسار أكثر حفاظا على المبادئ، دعونا كمفوضية حقوق الإنسان، ننضم بجرأة وفخر إلى الحركة المناهضة للفصل العنصري التي تنمو في جميع أنحاء العالم، ونضيف شعارنا إلى راية المساواة وحقوق الإنسان للشعب الفلسطيني. العالم يراقب وسنكون جميعا مسؤولين عن موقفنا في هذه اللحظة الحاسمة من التاريخ فلنقف إلى جانب العدالة».
مشاركة :