تحل جمهورية كوريا ضيف شرف على معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثانية والأربعين، وتقدم كوريا في المعرض برنامجاً حافلاً يعرّف بمختلف جوانب الثقافة الكورية في تنوعها وثرائها. «الاتحاد» التقت المدير العام للمركز الثقافي الكوري في الإمارات «لي يونغ هيي» للحديث عن هذه المشاركة كضيف شرف في المعرض، وعن أنشطة المركز الثقافي الكوري والعلاقات الثقافية التي تربط البلدين الصديقين. التبادل الثقافي الثنائي وفي البداية تحدث «لي يونغ هيي» عن التعاون الثقافي بيت البلدين، فقال: أخذت علاقاتنا الثنائية في التطور السريع ونشهد حالياً تعاوناً وثيقاً في مجالات متنوعة، بما في ذلك السياحة والاقتصاد وتكنولوجيا المعلومات والبيئة والزراعة وغيرها، وفي عام 2022، بدأت المكتبة الوطنية الكورية تبادل المنشورات المتعلقة بكوريا مع مكتبة محمد بن راشد، بهدف التأسيس لمركز يُعنى بالثقافة الكورية والدراسات الكورية في المنطقة، وكان معرض «حكايات الورق وأسراره» الذي أقيم في متحف اللوفر أبوظبي منصة رائعة للترويج للثقافة الكورية التقليدية المختصة. وأضاف: تجدر الإشارة إلى أنه بعد زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى كوريا ولقائه بالرئيس الكوري يون سوك يول في عام 2023، تم رفع مستوى علاقاتنا الثنائية أكثر من أي وقت مضى. وفي القطاع الثقافي السياحي، شكل معرض «أسبوع السفر الكوري»، الذي أقيم في أبوظبي ودبي في مايو 2023، دافعاً لمزيد من التبادلات النشطة لصناعة السياحة بين بلدينا. وبالإضافة إلى ذلك، تمت في يونيو الماضي دعوة الشارقة كضيف شرف في معرض سيول الدولي للكتاب، حيث نظمت العديد من فعاليات التبادل الثقافي للترويج لتاريخ وثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة. وتابع لي: كما تشارك كوريا في معرض الشارقة الدولي للكتاب حالياً ضيف شرف، وجاء ذلك تتويجاً للتبادلات والتعاون بين المؤسسات الثقافية في البلدين. المركز الثقافي الكوري وعن المركز الثقافي الكوري الذي يسهم في تعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين، قال: يعد هذا المركز جهة حكومية تابعة لوزارة الثقافة والرياضة والسياحة في كوريا. وتم افتتاحه في عام 2016 كأول وأكبر مركز ثقافي كوري في منطقة الخليج، بهدف تعزيز التبادل الثقافي بين الإمارات وكوريا. ومنذ إنشائه، استضاف المركز العديد من الفعاليات مثل مهرجان كوريا ومهرجان الأفلام الكورية والعروض التقليدية والمعارض الفنية وحفلات موسيقى الكيبوب وبطولات التايكواندو ومسابقات الخطابة باللغة الكورية. وعلى العموم، فهو يوفر مساحة مفتوحة لتجربة الثقافة الكورية، وتعزيز التبادل الثقافي والصداقة بين بلدينا. وتابع مدير المركز الثقافي الكوري: في عامي 2020 و2021، أطلقت وزارة الثقافة والرياضة والسياحة ووزارة الثقافة والشباب عام «الحوار الثقافي الإماراتي- الكوري» للاحتفال بالذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية كوريا ودولة الإمارات العربية المتحدة. وفتحت هذه المبادرة آفاقاً جديدة للتعاون الثنائي.. وفي الآونة الأخيرة، كان هناك اهتمام متزايد بالثقافة الكورية، بما في ذلك الكيبوب والدراما بالإضافة إلى زيادة الطلب على تعلم اللغة الكورية، حيث يحضر العديد من الشباب الإماراتي دروس اللغة الكورية التي يقدمها المركز الثقافي الكوري، وقد بلغ عدد الطلاب أكثر من 3000 طالب منذ افتتاحه. برنامج حافل وتحت شعار «خيال بلا حدود»، يقدم جناح كوريا في معرض الشارقة الدولي للكتاب برنامجاً ثقافياً وفنياً غنياً ومتنوعاً، يستعرض جوانب من تاريخها وثقافتها وإبداعها، ويستضيف الجناح المصمم على شكل رمز اللانهاية، لإظهار مدى الخيال اللامتناهي الموجود في الكتب، 25 ضيفاً كورياً من أعلام الثقافة والأدب والفن الكوريين، إضافة إلى فرق فنية موسيقية، وفنانين استعراضيين، يشاركون في 20 فعالية. كما يعرض ضيف الشرف أيضاً أكثر من 200 لوحة في سلسلة معارض فنية للأدب الكوري، والكتب المصورة، ومعارض تصور القصص الكورية التراثية. تجربة «الهانبوك» وعلى مدار ثلاثة أيام خلال المعرض، الذي يستمر على مدار 12 يوماً، يستضيف الجناح الكوري أيضاً ورش عمل تفاعلية، تمنح الزوار فرصة التعرف على الفنون والثقافة الكورية بشكل عملي وممتع، حيث يستضيف ورشة «تزيين المراوح الكورية التقليدية وعرق اللؤلؤ الجميل»، وورشة «استمتع بتجربة جمال الهانبوك التقليدي الكوري». رقص على الورق وتحتفي كوريا كذلك بثقافتها العريقة في سلسلة من الفعاليات الثقافية، منها فعالية «رقص على الورق» ضمن «برنامج الخط» الذي يحمل شعار «سيوي»، حيث ترسم الفنانة الكورية «لي جيونج هوا» عبارات بالخط الكوري المعروف باسم «سيوي» بضربات فرشاة قوية على مساحة واسعة من الورق، ويحظى جمهور الجناح الكوري بكتابة أسمائهم بأبجدية «الهانجل» الكورية، كما يتعلمون أساسيات الخط الكوري، ويستمتعون بمشاهدة لوحات فنية رائعة تنبض بالحياة والحركة، تستخدم فيها ألوان وأشكال مختلفة. وضمن احتفاء الشارقة بالثقافة الكورية، يخصص المعرض كذلك للأطباق الكورية جزءاً من فعاليات «ركن الطهي»، حيث تستعرض من خلاله نخبة من الطاهيات ومؤلفات كتب الطهي الكورية أسرار وفنون المطبخ الكوري. معارض تاريخ وعلوم ويسعى الجناح الكوري إلى تقريب المسافات بين الثقافتين العربية والكورية من خلال استعراض قوة الخيال واللغة والاستدامة والتبادل الثقافي، حيث يستكشف معرض «خيال بلا حدود» التاريخ والعلوم والقصص المصورة الإلكترونية والأدب والكتب المصورة، ويجسّد جوهر الإبداع والابتكار الفكري من خلال مجموعة مختارة تتضمن 80 كتاباً. آفاق أوسع.. عوالم أرحب وتحت مظلة معرض «خيال بلا حدود»، يستكشف معرض «آفاق أوسع.. عوالم أرحب» الأدب الكوري، ويجمع أعمال سبعة كُتاب كوريين، مقدماً نسيجاً غنياً من الصور الشعرية والشخصيات الخيالية لقرّاء اللغتين العربية والإنجليزية، حيث تمدُّ مختارات الأدب الكوري، التي تأتي بجهود «معهد ترجمة الأدب الكوري»، جسراً يربط الثقافات واللغات، ملهمةً الزوار للتفاعل مع الخيال الإبداعي المتميز لهؤلاء الكتّاب الموهوبين، لتسهم بتوسيع آفاق القراء وتعزيز فهمهم للعوالم التي بناها هؤلاء الكتّاب بكلماتهم. عروض كورية وتقدّم كوريا أيضاً في جناحها عروضاً أدائية تعكس تنوع وثراء ثقافتها، وتجمع بين التراث والحداثة، حيث سيكون جمهور المعرض على موعد مع فرقة «هيباري» (HAEPAARY) بقيادة الفنانتين هي-ون، ومن-هي، اللتين تدمجان أنواعاً مختلفة من الموسيقى الحديثة مع الموسيقى الكورية التقليدية والعناصر الإلكترونية، لإظهار الأسلوب المميز لموسيقى البوب في موسيقى الـ«جامواك» التقليدية. كما يتاح لجمهور المعرض حضور الاستعراضات التي تقدمها فرقة «سانجارو» (SANGJARU)، وهي فرقة أسسها الثلاثي تشو سونغ يون، ونام سيونغ هون، وكوون هيو تشانغ في عام 2014، حيث تدمج الفرقة في عروضها الثقافة والفنون التي تعرف عليها أعضاؤها خلال سفرهم حول العالم. ويستمتع زوار الجناح الكوري كذلك بـ«معرض الكتب المصورة» الذي يشكل مساحة إبداعية تتضمن ثلاثة برامج متميزة ضمن ثلاثة معارض مصغرة، هي «الكتب المصورة.. عالم من الخيال» و«الفنانون المرحون.. نوع أدبي موسع» و«إجازة بوتاري: دع القصص تأخذك في إجازة مثيرة»، ويجمع هذا المعرض الأخير، بالإضافة إلى رحلة تفاعلية شيقة في عالم الحكايات الفلكلورية، 180 عملاً فنياً لـ11 فناناً موهوباً، ويستهدف إعادة تفسير القصص القديمة لكوريا بطريقة فريدة وحديثة، وتقديم التراث الثقافي الكوري من منظور جديد. ويتضمن المعرض محتوى جذاباً ومثيراً للاهتمام مثل الفن التفاعلي، ومحتوى الواقع الافتراضي 360 درجة، وعروضاً موسيقية وأخرى راقصة، ويسمح للزوار بالغوص في عالم القصص الكورية، والتفاعل مع شخصياتها، والتمتع بتجربة ثقافية فريدة. جلسات حوارية وينظم الجناح الكوري أيضاً ندوات أدبية، تتناول موضوعات مختلفة تتعلق بالثقافة والتاريخ والفن والعلوم، منها ندوة بعنوان «كوريا والإمارات العربية المتحدة: 1200 عام من اللقاء التاريخي الطويل والعميق وآفاق المستقبل» يديرها كيم هو، أستاذ في «مركز آسيا» بـ«جامعة سيول الوطنية»، ويتحدث فيها لي هي سو، أستاذ فخري في «قسم الإنثروبولوجيا الثقافية» بـ«جامعة هانيانغ»، سيول، حول العلاقات التاريخية بين كوريا والعالم العربي والإسلامي الممتدة لأكثر من 1200 سنة، وكيفية تشكل الأنشطة التجارية التي تطورت تدريجياً إلى تبادلات ثقافية وتواصل وتفاعل بين الأفراد والمجتمعات، ووصول المسلمين إلى شبه الجزيرة الكورية. أما محاضرة «تخيل التاريخ»، فيتعرض فيها الدكتور كيم هو، الأستاذ في «مركز آسيا» بـ«جامعة سيول الوطنية»، للقيم التي تكمن وراء اللغة الكورية، وقصص ملوك كوريا وعلمائها ودورهم في صناعة حاضرها، كما يستعرض كيف يستخدم المؤرخ المصادر التاريخية لإظهار حقائق جديدة عن الثقافات والمجتمعات عبر التاريخ.
مشاركة :