من المتوقع أن تتراجع حركة الشحن عبر قناة بنما أكثر، بسبب انخفاض مستويات المياه في الممر المائي المهم، حسبما قالت إدارة القناة، مضيفة أنه بحلول فبراير من العام المقبل سيتم تخفيض عدد ممرات السفن القابلة للحجز تدريجيا من 30 إلى 18 يومياً. وفي الأشهر الأخيرة، تسبب انخفاض الأمطار وارتفاع درجات الحرارة في انخفاض منسوب المياه في بحيرة جاتون الاصطناعية في قناة بنما، مما يؤثر على العمليات، ومنذ عام 1950 لم تكن هناك أمطار قليلة في أكتوبر مثل هذا العام، ومن المتوقع هطول أمطار قليلة حتى نهاية العام. وقالت هيئة قناة بنما: «على الرغم من جميع الإجراءات المتخذة، استمر مستوى بحيرة جاتون في الانخفاض إلى مستويات غير مسبوقة لهذا الوقت من العام»، ولم يتم تخفيض عدد ممرات السفن في الأشهر الأخيرة فحسب، بل تم أيضا تخفيض الحد الأقصى للغاطس الذي يسمح للسفن بالمرور عبر القناة. وقناة بنما، التي تبدأ في كولون بالشمال وتنتهي بالقرب من مدينة بنما في الجنوب، هي واحدة من أهم الممرات المائية في العالم، ويبلغ طولها حوالي 80 كيلومتراً، وتبحر عبرها حوالي 14 ألف سفينة سنوياً، ما يمثل حوالي 6% من حجم التجارة العالمية. في السياق، تتحكم قناة بنما في حركة التجارة ونقل البضائع بين الولايات المتحدة وشرق آسيا والساحل الغربي لأميركا الجنوبية بصورة كبيرة جدا، ما يجعل أي تعطل أو اضطراب في حركتها يؤثر بشدة في أسعار شحن ناقلات الطاقة، وتعاني القناة من انخفاض منسوب المياه بسبب موجة جفاف مستمرة منذ أغسطس الماضي حتى نهاية أكتوبر 2023، ما يحد من حركة السفن والتبادل التجاري عبرها، حسبما ترصده وحدة أبحاث الطاقة دوريا. وأسهمت موجة الجفاف الأخيرة في تكدس سفن الطاقة أمام ممرات قناة بنما، ما أدى إلى تأخيرات في المرور، نتجت عنها زيادة في تكاليف وأسعار الشحن لناقلات الغاز الضخمة أو الكبيرة جدا (VLGCs) إلى مستويات قياسية، خاصة التي تحمل غاز النفط المسال، كما أدت إلى زيادة تكلفة شحن غاز النفط المسال من الولايات المتحدة إلى الخارج، بحسب تقرير حديث صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية. وأبلغت هيئة قناة بنما بهبوط منسوب المياه في بحيرة غاتون إلى أدنى مستوياته منذ عام 1995 على الأقل، نتيجة موسم الجفاف الطويل وانخفاض معدلات هطول الأمطار عن المعتاد. وتمر السفن من «غاتون» بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، كما تحتوي البحيرة على إمدادات المياه اللازمة لتشغيل أنظمة قفل أو إغلاق القناة. وفرضت هيئة قناة بنما قيودا على حركة المرور، بداية من يناير 2023، استجابة لانخفاض منسوب المياه، حسب ما رصدت وحدة أبحاث الطاقة، وهذا الاسبوع عادت لفرض قيود للمرة الثانية هذا العام. وحددت الهيئة عدد السفن المسموح لها بالعبور بـ32 سفينة يومياً في 30 يونيو 2023، كما تخطط لتقييدها إلى 24 سفينة في 7 الجاري. ويبلغ عدد السفن المعتاد عبوره «بنما» قرابة 36 يوميا، ما يعني خسارة القناة عوائد مرور 12 سفينة يوميا مع بدء تطبيق التقييد الثاني للعدد خلال الأسبوع المقبل. وأدت قيود العبور لتأخيرات طويلة في أغسطس الماضي، ما اضطر أكثر من 160 سفينة إلى الانتظار طويلا حتى تتمكن من العبور، وكانت السفن الضخمة الحاملة لغاز النفط المسال أبرز المتضررين مع ارتفاع تكاليف الشحن بسبب التأخيرات. ووصلت أسعار ناقلات غاز النفط المسال، التي تحمل البروبان بصورة رئيسة والبيوتان بدرجة أقل، على طريق هيوستن-تشيبا (اليابان) «The Houston-Chiba»، إلى 250 دولارا للطن خلال الأسبوع المنتهي في 29 سبتمبر 2023، وهو أعلى مستوى منذ بدء رصد الأسعار لأول مرة في عام 2016. ويمر طريق هيوستن-تشيبا عبر بنما، لأسباب متعلقة باختصار الوقت إلى النصف، مقارنة بالمرور عبر المحيط الأطلسي أو عبر قناة السويس، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
مشاركة :