غادرنا صباح امس الخميس الثاني من نوفمبر 2023 الفنان المسرحي القدير سعد الجزاف الذي يعد من اعمدة مؤسسي المسرح في مملكة البحرين، ولحظة سماع الخبر خيم الحزن على الوسط الفني وعلى محبي الفنان، حيث كان الجزاف رهانا صعبا في الحراك المسرحي البحريني. وفي السيرة، كان سعد الجزاف الإنسان المتفاني الذي حمل في قلبه حب الفن المسرحي، منشغلاً بحراك قضى فيه سنوات جميلة من حياته، ورغم العقبات التي صادفته، كانت رسائله الفنية هي الرهان على رفع راية المسرح البحريني، فلم يبخل منذ طفولته بالدفع برسالته الفنية في التمثيل وفي الاخراج وفي الدراما التلفزيونية وفي اعداد برامج الإذاعة، وفي بناء صرح مسرحي متكامل، قضى فيها سنوات عمره وهو يحفر في شد اطناب المسرح البحريني، ورغم ما صادفه من عواقب الا انه وقف كالطود يدافع عن المسرح وعن رسالته الفنية. لم يغادرنا من دون ان يهمس في اذن كل منا، انني اغادركم جسداً ولتبقى روحي بينكم، تذكروني عند كل عمل فني ومسرحية يوقف عندها المشاهدون بالتصفيق كما كان «السيد» رهان وجعي الفني. هذه الرسالة التي اراد منها سعد الجزاف أن تبقى، بعد أن ترك لنا روحه وغادرنا جسداً. فلن نقول وداعاً، لأنك يا سعد مازلت في بعد بحرنا ونخلنا وبيوتنا القديمة ذلك الطيف الذي وقف بالبناء، فكان قصراً من الحب والعمل الإنساني في أروقة الفن المسرحي والفني. خمسون عاما من العطاء لأكثر من خمسين عامًا وسعد الجزاف في الشواهد من الذاكرة، ذلك الإنسان النشط والحيوي في المجال الفني والمسرحي، حيث وضع الجزاف لمساته على العديد من الأعمال الدرامية والمسرحية والإذاعية، وشارك في أكثر من 40 عملًا مسرحيًا، أبرزها مسرحية «السيد»، التي حظيت بشهرة كبيرة في الوطن العربي. تنوعت موهبة الجزاف بين العمل في السينما والتلفزيون والمسرح، إذ شارك في عدد كبير من المسلسلات البحرينية، من أبرزها «نيران» و«سوالف أم هلال» و«الكلمة الطيبة»، وغيرها، بالإضافة إلى مشاركته في أول فيلم بحريني طويل «الحاجز»، من إخراج بسام الذوادي. وثقت تجربة سعد الجزاف التي امتدت لنحو 5 عقود، في كتاب حمل عنوان «سعد الجزاف 50 عامًا من العطاء» للكاتب الفنان إبراهيم الدوسري، وشكّل اعتزال الجزاف العمل الفني وغيابه عن الساحة الفنية، صدمة للمسرحيين في البحرين، إذ يعد واحدًا من مؤسسي مسرح الجزيرة. وعلى مدى 4 عقود، أسهم الجزاف في العديد من الأعمال الدرامية والمسرحية والإذاعية، وأنجز أكثر من 40 عملا مسرحيا، أبرزها مسرحية «السيد»، التي حظيت بشهرة كبيرة في الوطن العربي. وشارك الجزاف أيضا في أبرز المسلسلات البحرينية، منها «نيران» و«سوالف أم هلال» و«الكلمة الطيبة»، وغيرها، بالإضافة إلى مشاركته في أول فيلم بحريني طويل، «الحاجز»، من إخراج بسام الذوادي. سيرة الإبداع والإنسان ومن الجدير ذكره ان ولادة سعد الجزاف كانت في عام 1945، وفي صباه شغف بالتمثيل الذي بدأت بذوره منذ أن كان الجزاف طفلاً، حيث أحب التمثيل، لذا لم يجد صعوبة في تحديد هدفه في الحياة، واختار التمثيل ليكون طريقه ومسيرة حياة، اقترب من خلالها بالكثير من شرائح المجتمع، وكان دقيقاً في رصد الأحداث وقراءة الإنسان من الداخل، ما حدا به أن يعكس هذه الإرهاصات في تجاربه المسرحية والفنية ويعكس حالاتها بصدق وبصيرة. وقد تألق الجزاف في الدراما التلفزيونية والمسرح والإذاعة، إذ قدم ما يقرب من 60 عملا فنيا، فضلا عن العروض المسرحية مثل مسرحية «السيد» تلك المسرحية التي حققت نجاحا لافتا وقت عرضها. وقبل وفاته، يذكر أن الجزاف أعلن اعتزال التمثيل بفترة كبيرة، ما اصاب المحيطين به بصدمة وقت سماع خبر اعتزاله. يعتبر الراحل سعد الجزاف من الشخصيات الفنية صاحبة التأثير في الحراك الفني ورائدا مخضرما من أعمدة المسرح في البحرين، لديه مسيرة فنية امتدت عبر عقود ومشوار فني حافل بالإنجازات. ويعد الجزاف أحد مؤسسي مسرح الجزيرة ومن فنانيه المخضرمين، ورائدا لن تنساه الذاكرة في بناء الصرح الفني المتنوع. ناهيك عن تقديمه عدة مسلسلات تم إذاعتها عبر شاشة تلفزيون البحرين وهو إلى ذلك نشط في مجالات إدارية. من خلال «مسرح الجزيرة» بالإضافة إلى عمله فترة بالإخراج. وقد تم دفن جثمان سعد الجزاف امس الخميس بعد صلاة العصر في مقبرة المحرق. يرحلون تاركين لنا ألقهم! وللذكرى ذلك الفضاء يا سعد هيا بنا نقطف اللوز.. نبني من سعف النخل بيوتنا.. ومن الطين جدراننا.. فالحاكية يا سعد هي امتداد عمر تركته لنا ليشغلنا بحبك ويفضحنا برقصك حينما صفق الجمهور يوم ولادة «السيد». لقد ذهبت، وتركت ابتسامتك في قلوبنا، في نفوسنا، نعيد بناء لغتها من لغة قلبك، لنكون صادقين، مستأنسين في حضرتك، لن أقول لك وداعاً، فما عدت كما كنا الا صبية انت شيخها في الحراك الذي لا تجف منابعه.
مشاركة :