الراحل سخّر وقته وعلمه ومعرفته وقدراته لتصبح الجامعة الأولى على مستوى البحرين رثت جامعة الخليج العربي رئيسها السابق الدكتور خالد بن عبدالرحمن العوهلي -رحمه الله- في وقفة الوفاء التي نظمتها الجامعة صباح أمس الخميس في مركز الأميرة الجوهرة للطب الجزيئي والأمراض الوراثية، وحضرها والدا الفقيد وأبناؤه وعدد من أفراد الأسرة، وعدد من الوزراء والدبلوماسيين وقيادات التعليم العالي في دول الخليج العربي والبحرين. ويعدّ الراحل خامس رئيس لجامعة الخليج العربي، وتولى زمام القيادة فيها منذ اعام 2009 حتى وفاته في عام 2023. وقد شهد حفل تكريم الدكتور خالد بن عبدالرحمن العوهلي رئيس الجامعة السابق (2009 –2023) رحمه الله افتتاح معرض يجسد مسيرته وإنجازاته، كما تم تدشين كتاب بعنوان «ملامح من سيرة الدكتور خالد بن عبدالرحمن العوهلي» والذي يستعرض ملامح من عطاءاته المخلصة للجامعة والبحرين وأهلها، إضافة إلى عرض فيلم بعنوان «وقفة وفاء» لتوثيق جزء من سيرته. وألقى رئيس جامعة الخليج العربي الدكتور سعد بن سعود آل فهيد كلمة بدأها بسؤال: «هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟»، في إشارة إلى الخلق الكريم وللمحاسن والمحامد التي كان يتمتع بها الدكتور العوهلي رحمه الله، وقال: «ترك لنا كريم الأصل نموذجًا حيًا للإنسان الوفي لربه ولدينه ووطنه ووالديه وإخوته وأساتذته وزملائه، أشاع المحبة فأحبه أهل السماء وأهل الأرض، وها هي محبة الناس الذين هم شهود الله في أرضه تدلّ على رفعة مقامه في الدنيا والآخرة إن شاء الله». وأضاف: «سطر منسوبو الجامعة محبتهم وتقديرهم لرئيسهم المغفور له إن شاء الله في صور عديدة عبرت عن وفائهم ونبلهم وتقديرهم للدكتور العوهلي رحمه الله، فقد ترك وراءه مناقب طيب ونبل، تستحق الاحتفاء والوفاء، واليوم نشهد إحدى هذه الصور بإقامة هذه المناسبة الوفية التي تجمع أهالي ومحبي المغفور له بإذن الله وكلنا نلهج بالدعاء، ونستذكر بتقدير بالغ الرئيس السابق ونذكره بكل اعتزاز وإشادة وثناء مستحق». وذكر أن الفقيد الراحل تولى زمام القيادة في جامعة الخليج العربي منذ عام 2009 حتى وفاته في عام 2023، وقد كان الرئيس الخامس لهذا الصرح الخليجي، مضيفًا: «حمل الأمانة محافظًا على المكانة المتميزة للجامعة محليًا وإقليميًا ودوليًا، وكرس جهده في استقطاب ورفد مؤسساتها الطبية والعلمية بالكوادر المتخصصة والمؤهلة وفق أعلى المستويات، وحرص دومًا أن تواكب الجامعة أبرز التطورات العصرية الحديثة، واستحداث البرامج الأكاديمية المتميزة، التي أكدت ما كان يمتاز به من نظرةٍ ثاقبةٍ نحو المستقبل ومتطلباته المتسارعة»، مؤكدًا الالتزام بالنهج التطويري الذي رسمه الفقيد الراحل مع الحرص على ما أرساه من دعائم نحو مسيرة التقدم المستمر بدعم احتياجات الجامعة، ومتابعة إنجاز أهم المشاريع التي بدأها والتي كان آخرها افتتاح مركز الطب التجديدي، ومتابعة استكمال مدينة عبدالله بن عبدالعزيز الطبية، سائلاً الله عز وجل أن يتغمد الفقيد الراحل بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهمنا وأهله وذويه الصبر والسلوان. من جانبه، قال الدكتور يزيد بن عبدالرحمن العوهلي، أخو رئيس الجامعة السابق رحمه الله، بالنيابة عن أسرته: «أتقدم بوافر الشكر وعظيم الامتنان لصاحب الجلالة ملك البلاد المعظم الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة على مواساتهم لنا، وقبلها تقديم الرعاية اللازمة لأخي المرحوم خالد، ولجميع أهل البحرين من مسؤولين ومواطنين ومقيمين». وزاد قائلاً: «الشكر الجزيل لمشاركتنا حفل تكريم فقيدنا أخي الحبيب الغالي خالد العوهلي -رحمه الله- تقديرًا له ولمساهماته في خدمة التعليم العالي والجامعة والدفع بعجلة تطور خليجينا العربي ووحدته، وأيضًا مساهماته في خدمة البحرين وأهلها منذ ترشيحه من قبل حكومتنا الرشيدة بالمملكة العربية السعودية -حفظها الله- وتعيينه مديرًا لجامعة الخليج العربي في مملكة البحرين التي أمضى فيها ما يزيد على اثني عشر عامًا مسخرًا وقته وعلمه ومعرفته وقدراته وعلاقته لخدمة الجامعة وطلابها وأساتذتها وباحثيها وموظفيها، حتى أصبحت الجامعة الأولى على مستوى البحرين بحسب تصنيف الجامعات بناء على الأداء الاكاديمي». وأكد أن الجامعة في عهده كان لها التأثير الإيجابي على الجامعات الأخرى إذ ركز الفقيد على تحقيق منحة خادم الحرمين الشريفين بإنشاء مدينة الملك عبدالله الطبية كمدينة طبية جامعية ملحقة بجامعة الخليج العربي، وإنشاء العيادات الجامعية تمهيدًا لانطلاق عمل المدينة الطبية، بالإضافة إلى دعم وتحفيز النشاط البحثي، كما كان للجامعة مساهمات مجتمعية متعددة، وساهمت في عهده في تطوير القطاع الصحي والأنشطة المجتمعية باختلافها، فكان محلاً للثقة التي وضعها جلالة ملك البحرين المعظم وصاحب السمو الملكي ولي عهده، فتم تعيينه عضوًا في مجلس التعليم العالي وعضوًا في المجلس الأعلى للصحة، وعضوًا في المجلس البحريني للدراسات والتخصصات الصحية. وأضاف قائلاً: «إنّ سيرته -رحمه الله- مثال يحتذى، وتاريخه من صفات وعمل وإنجاز لمصدر فخر واعتزاز لأسرته وخاصة لابنيه وابنتيه الذين لم تشغله أعماله والتزاماته عن رعايتهم وتنشئتهم التنشئة الصالحة كي يحققوا لأنفسهم وأسرهم ووطنهم ومجتمعاتهم ما يتجاوز ذلك، فمع فقدهم ترك لهم إرثًا من الذكر الطيب يفتخرون به ويجعلونه نُصب أعينهم يهتدون به ويحذون حذوه ويسيرون على منواله». وأوضح أنه كان -رحمه الله- مثلا أعلى يحتذى به لطلبة الجامعة الذين أحبهم كأبنائه وبناته في الرغبة في العلم والإفادة به والتطوير والتخطيط والعمل والمساهمة المجتمعية خدمة لوطننا الخليجي، مؤمنين بوحدتنا الخليجية وقوتنا، ينقلون ما يتعلمونه داخل الجامعة من علم ومعرفة وعمل وتعاون إلى مجتمعاتهم، بعدما عاشوا تجربة الأسرة الخليجية المتضامنة يتشاركون في التطلعات والأحلام والأهداف، وهو ما يسعى إليه قادتنا في الخليج حيث الاعتزاز بالمواطنة الخليجية. إلى ذلك، قال نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية والبحث العلمي والابتكار بجامعة الخليج العربي الأستاذ الدكتور وهيب الناصر انها لحظة وفاء لفقيد الجامعة الدكتور خالد العوهلي -رحمه الله- الذي قدم الكثير للجامعة من أعمال أكاديمية وإنسانية وطبية، كما قدم رؤى عالمية وساهم في تطوير الجامعة، معربًا عن أمنياته بالسير على هذا المنوال، وأن يكونوا خير خلف لخير سلف بقيادة الدكتور سعد آل فهيد والطاقم التدريسي للوصول بالجامعة إلى ما كان يرغب به قادة دول مجلس التعاون وما يتطلعون إليه، وأن تكون الجامعة دائمًا منارة للابتكار والإبداع. بدوره، تحدث أستاذ الصحة العامة المساعد بجامعة الخليج العربي سلمان حمد الزياني لـ«أخبار الخليج» عن الراحل الدكتور خالد العوهلي -رحمه الله- وقال إنه سخر 14 عامًا من حياته لخدمة الجامعة والمجتمع الخليجي وقد كان دائمًا نصب عينيه الطلاب والخريجون والجامعة وبرامجها. وأضاف: «تشرفت بأن أكون أول مبتعث من الجامعة لاستكمال دراسة الدكتوراه والدراسات العليا»، مؤكدًا أن الراحل كان حريصًا دائمًا على خلق صف ثانٍ من القيادات الخليجية بالتحديد وابتعاثهم إلى أعرق الجامعات وأفضلها عالميًا للعودة ومواصلة البناء والعمل في جامعة الخليج العربي. وفي ختام حفل تكريم الراحل الدكتور خالد العوهلي تم تقديم نسخة من كتاب «ملامح من سيرة الدكتور خالد بن عبدالرحمن العوهلي» وهدية تذكارية إلى أسرة الفقيد.
مشاركة :