هل تستمر طفرة الأسهم في وول ستريت هذا الأسبوع بعد أن تلاشى تأثير قرارات البنوك المركزية والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على وجه الخصوص؟ الأمر متوقف على البيانات الاقتصادية ونتائج الشركات ونشاط منصات تداول العملات. ويرى المحللون أن السوق سوف يواجه امتحاناً حقيقياً حيث تحدد البيانات ما إذا كان قادرا على الاستمرار في نشاطه التصاعدي. ويستقبل السوق اليوم الاثنين تقريرا حول مبيعات البيوت الجاهزة لشهر فبراير/شباط وآخر حول البيوت الجديدة يوم الأربعاء وكلاهما يحظى باهتمام بالغ كونه يعتبر مؤشراً مباشراً على شهية المستهلكين. كما يستقبل تقرير القراءة الثالثة في الناتج الإجمالي المحلي للربع الأخير من العام الماضي، وتقرير السلع المعمرة فضلاً عن أرباح بعض الشركات. ويتابع المستثمرون أيضا العملة اليابانية والأوروبية بعد الهبوط الذي شهده مؤشر الدولار متأثراً ببيان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأخير وهو الهبوط الذي أنعش أسواق السلع الاستراتيجية وأسعار الأصول في الأسواق الناشئة. وقد سجل مؤشر مورغان ستنلي للأسواق الناشئة مكاسب تجاوزت 2.5% خلال الأسبوع الماضي في ارتفاع هو الأعلى منذ أكتوبر/تشرين الأول. وسجلت أسعار برميل النفط أرقاماً قياسية متجاوزة سقف 40 دولارا في عقود إبريل/نيسان الآجلة. ويكفي استقرار أسعار النفط عند هذا الحد لمنح المستثمرين مزيدا من الثقة بأن الأسواق لن تعود لتقلبات بداية العام. ويتابع المستثمرون مسيرة الدولار أيضا بعد أن فقد مؤشره الذي يقيس قيمته مقابل سلة العملات الرئيسية 3.5% من قيمته منذ بداية العام ليعيش أسوأ فصل منذ الربع الأول من عام 2011. وتثير المخاوف التي أشار إليها بيان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأربعاء الماضي حول معدلات التضخم، شكوكاً حول إقدام المجلس على رفع الفائدة هذا العام أكثر من مرة الأمر الذي يفقد الدولار المزيد من عوامل قوته. ورغم أن تقارير متابعة معدلات التضخم لن تصدر إلا في نهاية الأسبوع المقبل إلا أن محافظ بنك أتلانتا، دينيس لوكهارت سوف يتحدث اليوم الاثنين حول وضع الاقتصاد والسياسة النقدية. ويرى المحللون أن شهر مارس/آذار سيكون جيداً للأسواق عموماً هذا العام إلا أن المستثمرين سوف ينتظرون موسم الأرباح الذي يفترض أن يكشف عن حقائق أخرى قد تكون مختلفة. ويقول كوينسي كروسبي خبير الأسواق الاستراتيجي لدى شركة برودنشال فاينانشالز: لا بد من متابعة كل المستجدات خاصة وأن التقلبات لا تزال مرجحة بعد ما شهدناه منذ بداية العام حتى اليوم. ورغم أن المخاوف تبددت في الغالب منذ فبراير/شباط إلا أنها لم تتلاش كليا. ولا يزال مؤشر راسيل الذي قاد جزءاً من الانتعاش منذ الحادي عشر من فبراير/ شباط عند مستويات أدنى من المعتاد على أساس سنوي، في حين سجل مؤشر داو جونز مكاسب بلغت 7.5% منذ بداية العام كما أن مكاسبه الأسبوعية بلغت 5% الأسبوع الماضي مضيفاً الأسبوع التاسع إلى سلسلة أسابيعه الإيجابية المتتالية لأول مرة منذ عام 2009.
مشاركة :