شدد الرئيس التونسي، الباجى قايد السبسى، أمس الأحد، في خطاب بمناسبة الذكرى الستين للاستقلال، على أنه لا نجاح لتونس اليوم خصوصاً أمام التحديات التي تواجهها منذ ما بعد ثورة 14 يناير/كانون الثاني من دون تحقيق الوحدة الوطنية. ودعا السبسي مختلف مكونات الشعب التونسي إلى اتباع نهج أبطال تونس الذين بنوا الدولة العصرية بعد الاستقلال بفضل وحدتهم الوطنية معتبراً أن هذه الوحدة لم تتوفر في تونس ما بعد الثورة وإلى حد الساعة. وقال السبسي إن تونس تواجه 3 تحديات، أولها الإرهاب وثانيها الوضع الاقتصادي وثالثها رعاية شباب الثورة. وأضاف أنه يجب العمل على إنجاح التجربة الديمقراطية، مشيراً إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجه تونس خلال هذه المرحلة هو الأمن ومكافحة الإرهاب، مع تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية ورعاية شباب الثورة وتوحيد الجهود. وأشار إلى أن إرجاع تمثال الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، إلى الشارع الرئيسي باسمه، وسط العاصمة يرمز إلى أن الشعب التونسي قد تحرر، مضيفاً أن أحداث بن قردان، أبرزت قدرات تونس الأمنية وجهود الحكومة في مكافحة الإرهاب، كما أثبتت الوطنية لدى أهالي بن قردان في مساعدة رجال الأمن لاحتواء الموقف. كما شدد الرئيس التونسي على علاقات الوئام بين ليبيا وتونس التي كانت السند القوي لليبيين خلال ثورة 17فبراير/شباط 2011، مؤكداً عراقة هذه العلاقات التي تعود إلى بدايات القرن ال20 مع الاحتلال الإيطالي، مضيفاً أن تونس التي استقبلت مليوناً و300 ألف ليبي في 2011، ما زالت مستعدة للمضي قدماً بنفس الموقف. من جانبه، قال رئيس الحكومة التونسية، الحبيب الصيد، إن تونس تعيش ظرفًا حساساً تتربص فيه عصابات الإرهاب بوجود الدولة واستمراريتها، خاصة في ظل الأوضاع الإقليمية المضطربة، مؤكداً أن تخطي هذه المرحلة ليس عصياً على شعب قدّم للعالم مثالاً متفرداً في ثورة سلمية وانتقال ديمقراطي سلس. وأضاف الصيد في كلمته لمناسبة الذكرى الستين للاستقلال، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك أن تونس قادرة على دحر الإرهاب وكسب رهان الانتقال الاقتصادي والاجتماعي بالتمسك بنهج التوافق ورصّ الصفوف ووضع المصلحة العليا للوطن فوق الحسابات الذاتية والمصالح الحزبية والاعتبارات الفئوية. وأشار إلى أن الحكومة التونسية حريصة على بذل قصارى الجهد حتى نكون في مستوى تضحيات الشهداء وتطلعات المجموعة الوطنية، مؤكداً أن البلاد تقدم على إصلاحات كبرى نسعى إلى أن تكون محل أوسع وفاق ممكن بما يؤمّن تحقيق الأهداف المرجوة منها، وخاصة في مجالات تدعيم أركان الحوكمة ومقاومة الفساد وتنويع النسيج الاقتصادي والارتقاء بقدرته التشغيلية والنهوض بالتنمية البشرية والإدماج الاجتماعي، وتجسيم طموح الجهات وتعزيز التنمية المستدامة. وكان آلاف التونسيون توافدوا إلى شارع الحبيب بورقيبة قلب العاصمة الذي شهد أجواء احتفالية، احتفالاً بالذكرى الستين لعيد استقلال البلاد. وتزين قلب العاصمة بالعلم التونسي من دون سواه، حيث غابت أعلام الأحزاب السياسية في رسالة بأن الجميع موحدون ضد الإرهاب، وأن تونس وسيادتها خط أحمر بالنسبة للتونسيين مهما اختلفوا. (وكالات)
مشاركة :