نادراً مانجد مقالات صحفية يكتبها الوزراء ولازالت الحقائب الوزارية في أيديهم ، ولكن بالأمس نشر أحد هذه المقالات النادرة والذي كتبه معالي وزيرالتعليم الحالي الدكتور أحمد العيسى بعنوان ( تعليمنا إلى أين ؟ ) ونشر في صحيفة الحياة ، وقد شخَّص المقال الوضع الحالي لتعليمنا ومشاكله ومايواجهه من تحديات ضخمة تعترض طريق تطويره مستقبلاً . تأملت في مقال معاليه فوجدته أمام مهمة أشبه ماتكون بالمهمة المستحيلة ، فهو مسؤول عن نظام تعليمي ضخم يضم أكثر من 5 ملايين طالب وطالبة وأكثر من 600 ألف موظف وهو يؤكد في مقاله بأن نظام التعليم الحالي لايزال دون مستوى الطموح ودون مستوى الإمكانات التي وفرت له ودون مستوى التحديات التي يواجهها ولاتزال مخرجات هذا النظام أضعف من أن تواجه تحديات الحاضر والمستقبل ، في المقابل فهو يشير بأن هذا النظام لايزال مكبلاً بكم هائل (من التحوطات والتوجسات المكتـــوبة وغير المكتوبة، والمخاوف المكبوتة وغيـــر المكبوتة، والتدخلات ممن يمتلك الخبرة والمعرفة والدراية والحكمة وممن لا يمتلكها، ممن يحشر أنفه في كل قضية، ويفتي فـي كل شاردة وواردة، وممن يتخوف من كل جديــد فيحـــاول أن يمحو كل فكــر مبـدع ويسعى إلــــى تكبيل الميدان بشكوك وهواجس ومعارك صغيرة وتافهة هنا وهناك ) . ماسبق ذكره ليس كل التحديات التي استعرضها معاليه في مقاله بل ذكر أيضاً أن هناك تحديات أخرى تكمن في أهمية إعادة صياغة مفهوم ( المدرسة ) لتكون مؤسسة تعليمية وتربوية ، وفي إعادة الهيبة والانضباط والجدية للنظام التعليمي ، وفي حاجة إلى إعادة صياغة الأنظمة والتشريعات والتعليمات المنظمة لمهنة التعليم وتكاليفه إضافة إلى التحديات المرتبطة بالمنهج من جهة وبطرق التدريس ومهارات وقدرات المعلمين من جهة أخرى إضافة إلى توفير البيئة المدرسية المحفزة للإبداع والبيئة المناسبة لذوي الاحتياجات الخاصة . ليس هذا فقط فهناك ( إقحام التعليم في خضم صراع التيارات وتصفية الخلافات الفكرية سيقف عثرة أمام الحلول، والإعــلام الجـديــد المشكـــك في كل خطوة جادة والباحث عن كل خبر غريب لإثارة الرأي العام سيقـــف عثـــرة أمام الحلول، والموظف المتكاسل الباحث عن الروتين والدعة وإضاعة الوقت في ما لا يفيد سيكون عثرة أمام الحلول ). من يقرأ المقال يشعر وكأننا أمام مهمة شبه مستحيلة ، ولكن الثقة بالله ودعم وتوجيهات القيادة ووجود المخلصين من أبناء الوطن والقيادات التربوية الرائدة من شأنها أن تحول الحلم إلى حقيقة وأن تجعل المهمة المستحيلة واقعاً وحيث أننا عرفنا المشاكل والمعوقات وأوجدنا الحلول فلم يبقَ إلا التطبيق والتنفيذ وعدم ضياع المزيد من الوقت . شكراً لمعالي الوزير على مقاله وأتمنى له التوفيق كما أتمنى أن ينجح في مهمته وأن يتجاوز كل تلك العقبات وأن يكون هذا المقال وثيقة يستفاد منها حالياً ومستقبلاً لتطوير مستوى التعليم في وطننا . Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :