دافع وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، أمس، عن التوسع في الإنفاق الحكومي، رغم أنه أقر بأن أي محاولة لتخفيف القواعد المالية في أكبر اقتصاد بأوروبا لن تكلل بالنجاح في ظل وجود الائتلاف الحالي. وقال هابيك في مقابلة مع شبكة تليفزيون بلومبيرج أمس إن ألمانيا لم يعد بمقدورها الاعتماد على الصين باعتبارها "سوقا مفتوحة صديقا"، كما قطعت روسيا إمداداتها من الغاز الرخيص، فضلا عن أن الصراعات العديدة الدائرة تعني أنه يتعين على الحكومة إنفاق المزيد على قواتها المسلحة. وأكد هابيك التزامه بسياسة الائتلاف الحاكم بشأن الحفاظ على سقف دستوري لصافي القروض الجديدة، رغم أنه من المشروع أن يتساءل بشأن ما إذا كانت هذه القواعد المالية تتماشى مع النظام العالمي اليوم. وقال وزير الاقتصاد الألماني "المسألة تتعلق بالتفكير، وأعتقد أنه لا بد من السماح بالتفكير في مجال السياسة". وأضاف أن الائتلاف الحاكم في ألمانيا لن يتحرك لتغيير مكابح الديون، وهي الخطوة التي تستلزم أغلبية الثلثين في مجلس النواب الألماني (البوندستاج). وقال "أنا لا أنتقد الائتلاف الحاكم .. ولكني أطرح التساؤل بشأن ما إذا كانت جميع القواعد التي تبنيناها خلال الأعوام الـ30 الماضية تصلح للنظام العالمي الذي نجده اليوم". وسعى هابيك إلى تبديد الشكوك بشأن قدرة بلاده على التوقف عن استخدام الفحم كمصدر لتوليد الطاقة بحلول 2030، على الرغم من تصاعد وتيرة استخدامه في خضم أزمة الطاقة التي تعرض لها أكبر اقتصاد في أوروبا. وقال هابيك، الذي ينتمي إلى حزب الخضر، إن الخطة "بالقطع" هي إغلاق جميع محطات الطاقة التي تعمل بالفحم بحلول عام 2030، أي قبل ثماني سنوات من الموعد القانوني المحدد لهذا الغرض. وذكر أن محطات توليد الطاقة من الفحم ستمثل جزءا من خليط الطاقة "لفترة أطول قليلا"، ولكن إقامة عديد من منافذ الغاز الطبيعي المسال يعني أن قضايا أمن الطاقة "ستحل بشكل أو بآخر". وأضاف أن أهم قرار بشأن تحقيق هدف 2030 قد تم اتخاذه بالفعل على مستوى الاتحاد الأوروبي، عن طريق زيادة تكاليف انبعاث ثاني أكسيد الكربون، موضحا أن "هذا يعني أن الأسواق ستحل المشكلة، وأعتقد أنه بعد عام 2030 لن يكون بمقدورك تحقيق مكاسب من محطات توليد الطاقة بالفحم". إلى ذلك، أعلنت "فونوفيا"، أكبر مجموعة عقارية سكنية في ألمانيا، أمس أن خطتها لطرح عشرات الآلاف من المنازل في السوق تمضي قدما. ويعمل عملاق العقارات المثقل بالديون على توفير مزيد من التدفق النقدي عبر بيع أصول، في ظل ضعف قطاع العقارات في أكبر اقتصاد في أوروبا. وأعلنت الشركة المدرجة في مؤشر "داكس" للبورصة خلال إصدار نتائج الربع الثالث أنه تم بيع عقارات تبلغ قيمتها الإجمالية نحو 357 مليون يورو لشركة "سي بي آر إي جروب" العقارية، موضحة أن بعض المنازل لا تزال قيد الإنشاء. واستحوذت شركة "سي بي آر إي جروب"، ومقرها الولايات المتحدة، على 1200 شقة في برلين بسعر أقل قليلا من القيمة الدفترية. وباعت "فونوفيا" أيضا 1213 شقة في مدينة دريسدن الألمانية مقابل 87.8 مليون يورو. ومن المتوقع إتمام صفقة كبيرة تقضي ببيع "فونوفيا" نحو 30 في المائة من محفظتها الاستثمارية في شمال ألمانيا لشركة الأسهم الخاصة "أبولو" مقابل مليار يورو بحلول نهاية هذا العام. وتقع أغلبية الشقق المشمولة في الصفقة، والبالغ عددها 31 ألف شقة، في مدن كيل وبريمن ولوبيك الألمانية. وحققت "فونوفيا" - بحسب بياناتها - عائدات إجمالية تبلغ نحو 3.7 مليار يورو هذا العام من مبيعات الشقق وبيع حصص أقلية. وبعد أعوام من التوسع تهدف "فونوفيا" إلى بيع نحو 66 ألف شقة بقيمة إجمالية تبلغ نحو 13 مليار يورو من أجل تقليل عبء ديونها.
مشاركة :