ركن المكتبة: إصدارات ثقافية.. «طبول الوادي» رواية جديدة للعماني محمود الرحبي

  • 11/4/2023
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

صدرت‭ ‬حديثا‭ ‬عن‭ ‬محترف‭ ‬أوكسجين‭ ‬للنشر‭ ‬في‭ ‬أونتاريو،‭ ‬رواية‭ ‬جديدة‭ ‬للروائي‭ ‬العُماني‭ ‬محمود‭ ‬الرحبي،‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬طبول‭ ‬الوادي‮»‬‭.‬ ‮«‬طبول‭ ‬الوادي‮»‬‭ ‬روايةٌ‭ ‬توثيقية‭ ‬وخيالية‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬معاً،‭ ‬ترسم‭ ‬لوحةً‭ ‬بانورامية‭ ‬عن‭ ‬عُمان‭ ‬الثمانينيات،‭ ‬تصدر‭ ‬عن‭ ‬محترف‭ ‬أوكسجين‭ ‬للنشر،‭ ‬لتروي‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬176‭ ‬صفحة،‭ ‬وبلغةٍ‭ ‬منحوتة‭ ‬من‭ ‬حجر‭ ‬البيوت‭ ‬والطرقات‭ ‬والجبال،‭ ‬التحوّلات‭ ‬العميقة‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬المكانِ‭ ‬حاملاً‭ ‬سردياً‭ ‬لتلك‭ ‬الفترة،‭ ‬ينعكسُ‭ ‬على‭ ‬شخصياتٍ‭ ‬تتمثّل‭ ‬بدورها‭ ‬أمكنتَها،‭ ‬وتختلف‭ ‬أحلامُها،‭ ‬بقدرة‭ ‬كل‭ ‬شخصيةٍ‭ ‬على‭ ‬مطاردتها‭ ‬حتى‭ ‬التحقّق‭.‬ يضعنا‭ ‬فيها‭ ‬الروائي‭ ‬محمود‭ ‬الرحبي‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬في‭ ‬قلبِ‭ ‬أحداثٍ‭ ‬تبدو‭ ‬للوهلة‭ ‬الأولى‭ ‬بسيطة،‭ ‬غير‭ ‬مؤثرة،‭ ‬لكنها‭ ‬مليئة‭ ‬بالتفاصيل‭ ‬التي‭ ‬تحيلنا‭ ‬إلى‭ ‬تراكم‭ ‬مشاعر‭ ‬قوية،‭ ‬تزيح‭ ‬كل‭ ‬الصور‭ ‬النمطية‭ ‬للذات‭ ‬البشرية‭ ‬وهي‭ ‬تنشدُ‭ ‬التغيير‭. ‬هناك‭ ‬شيءٌ‭ ‬ما‭ ‬سيتحطم‭ ‬ويقلب‭ ‬موازين‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬مسطوراً‭ ‬سلفاً‭ ‬ومكتوباً‭ ‬لأن‭ ‬يُثبّت‭ ‬بحكم‭ ‬الزمن‭ ‬والعادات‭ ‬وطبيعة‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬سيرورتها‭ ‬الرتيبة‭. ‬فتلك‭ ‬السيارة‭ ‬التي‭ ‬انطلقت‭ ‬بسرعة‭ ‬مجنونة‭ ‬نحو‭ ‬المجهول‭ ‬كانت‭ ‬تمنح‭ ‬بطل‭ ‬الرواية‭ ‬سالم،‭ ‬وهو‭ ‬يبتعد‭ ‬لأول‭ ‬مرّة‭ ‬عن‭ ‬قريته‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬المسافة؛‭ ‬هواءً‭ ‬آخرَ‭ ‬مغايراً‭. ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬الشرود‭ ‬سيُمسي‭ ‬مهرباً،‭ ‬ومدعاةً‭ ‬لطرح‭ ‬أسئلةٍ‭ ‬عادية‭ ‬على‭ ‬سبيل‭: ‬‮«‬أين‭ ‬سأهبط؟‭ ‬أين‭ ‬سأنام؟‭ ‬وكيف‭ ‬سأتدبّر‭ ‬أموري‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬المقبلة؟‮»‬‭.‬ يُعيدنا‭ ‬الرحبي،‭ ‬إلى‭ ‬زمن‭ ‬الطفولة‭ ‬والمغامرات‭ ‬التي‭ ‬تكسر‭ ‬القوانين‭ ‬الأبوية‭ ‬الصارمة،‭ ‬من‭ ‬تدخين،‭ ‬واستماع‭ ‬إلى‭ ‬الأغاني،‭ ‬وبحث‭ ‬دائم‭ ‬عن‭ ‬مخابئ‭ ‬سرية‭ ‬لنسجِ‭ ‬الأحلام،‭ ‬وكل‭ ‬ممنوع‭ ‬وسطَ‭ ‬حشدِ‭ ‬فتيانٍ‭ ‬حالمين‭ ‬يصبح‭ ‬رغبةً‭ ‬متجدّدة‭. ‬كما‭ ‬نقرأ‭ ‬أو‭ ‬نرى‭ ‬بأمِّ‭ ‬أعيننا‭ ‬مشاهدَ‭ ‬قاسية‭ ‬من‭ ‬منظومة‭ ‬الأب‭ ‬وحِدَّته‭ ‬في‭ ‬التصرف‭ ‬مع‭ ‬أبنائه‭ ‬وضيوفه‭ ‬وأهل‭ ‬القرية،‭ ‬والتوجس‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يفارق‭ ‬سالم‭ ‬وهو‭ ‬ينظرُ‭ ‬إلى‭ ‬نفسه،‭ ‬وكيف‭ ‬سيتحوّل‭ ‬إلى‭ ‬نسخة‭ ‬مطابقة‭ ‬لأبيه‭ ‬إن‭ ‬هو‭ ‬رضي‭ ‬بمصيره‭ ‬ولم‭ ‬يمدّ‭ ‬يده‭ ‬ويمزّق‭ ‬جبّة‭ ‬القدَر‭.‬ ومن‭ ‬الجدير‭ ‬ذكره‭ ‬أن‭ ‬محمود‭ ‬الرحبي‭ ‬قاص‭ ‬وروائي‭ ‬وصحفي‭ ‬عُماني‭. ‬من‭ ‬رواياته‭: ‬‮«‬خريطة‭ ‬الحالم‮»‬‭ (‬2010‭)‬،‭ ‬و«فراشات‭ ‬الروحاني‮»‬‭ (‬2013‭)‬،‭ ‬و«أوراق‭ ‬الغريب‮»‬‭ (‬2017‭)‬،‭ ‬و«المموّه‮»‬‭ (‬2023‭). ‬ومن‭ ‬مجموعاته‭ ‬القصصية‭: ‬‮«‬ساعة‭ ‬زوال‮»‬‭ ‬الفائزة‭ ‬بجائزة‭ ‬السلطان‭ ‬قابوس‭ ‬في‭ ‬دورتها‭ ‬الأولى‭ (‬2012‭)‬،‭ ‬و«أرجوحة‭ ‬فوق‭ ‬زمنين‮»‬‭ ‬الحائزة‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬جائزة‭ ‬دبي‭ ‬الثقافية‭ (‬2009‭). ‬كما‭ ‬وصلت‭ ‬مجموعتاه‭ ‬القصصيتان‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ضحكا‭ ‬فحسب‮»‬،‭ ‬و‮«‬صرخة‭ ‬مونش‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬القائمة‭ ‬القصيرة‭ ‬لجائزة‭ ‬الملتقى‭ ‬للقصة‭ ‬العربية‭. ‬تُرجمت‭ ‬قصصه‭ ‬إلى‭ ‬اللغات‭ ‬الإنجليزية‭ ‬والإسبانية‭ ‬والروسية‭ ‬والتركية‭.‬ Y4HY4ALSTRAWI@GMAIL‭.‬COM‭ ‬

مشاركة :