تتباين الطموحات بين قطبي القصيم التعاون والرائد، فالسكري تألق وشكل رقما مهما في هذا الموسم، وقدم أداء ونتائج قوية، ويسعى بجدية الى تشريف المنطقة وحجز احدى البطاقات المؤهلة للمشاركة بالبطولة الآسيوية للمرة الاولى في تاريخه، بينما عانى الرائد من تراجع كبير وضعه في دائرة المهددين بالهبوط لدوري الدرجة الاولى، بعد نتائج مخيبة لآمال جماهيره ومحبيه، ودخل في نفق مظلم فيما لم يتبق من نهاية الدوري الا ست جولات فقط والنادي يقبع في المركز الثاني عشر ويحتاج الى عمل كبير وتغيير للصورة التي ظهر بها لتفادي الحسابات المعقدة وانتظار نتائج الفرق الأخرى. يعمل الأصفر القصيمي (التعاون) من خلال خطط مرسومة لمشواره التنافسي وتعلم من الدروس السابقة ما افاده في الموسمين الاخيرين، فمنذ صعوده لدوري زين عام 2010 قدم مستويات مميزة في اول سنة وبعدها تراجع بشكل كبير في موسمين وصارع على الهروب من شبح الهبوط، لكن التعاون سرعان ما استفاد من تجربته فوضع مجلسه التنفيذي برنامجا مدروسا لصناعة فريق يقارع الكبار بداية بتوزيع المهام والعمل بشكل احترافي ومؤسساتي بعيداً عن العشوائية والعمل على عدم التفرد بالرأي بل مشاركة الجميع في القرار داخل منظومة الكيان. ويسعى القطب الآخر الرائد هذا الموسم للهروب من قاع ترتيب دوري جميل وعدم الهبوط لمصاف دوري الدرجة الاولى، ففي اول موسم لرائد التحدي بالأضواء تمكن من البقاء بمباراة فاصلة امام أبها في عام 2009، وبعدها بعام واحد هبط الرائد رسمياً لمصاف الاولى ولكن إعلان رفع أندية دوري زين من 12 ناديا الى 14 ناديا اعاده بين الكبار، وبعد هذين الدرسين لم يتعلم الرائد ولا رجالاته الدرس بل يكررون في كل موسم الأخطاء والضحية الكيان الرائدي وجماهيره، فهل ينجو الرائد من الهبوط وتوديع دوري الكبار، ام انه ليس في كل مرّة تسلم الجرة؟ العنزي: التخطيط أساس النجاح أكد المدرب نايف العنزي بأن الناديين يختلفان بالفكر فقط. مبيناً بأن الرائد لا ينقصه المال ويتوقع ان يكون صرف أموالا أكثر من التعاون الذي تميز عن الرائد بالمكتب التنفيذي، حيث وضع سياسة يسير عليها النادي مهما كان الرئيس، مشيرا الى ان هذا شيء حضاري وانعكس تأثيره على التعاون. موضحا بأن التعاقد مع اللاعبين يتمّ على حسب حاجة المركز وليس بالكمية، وتم جلب لاعبين أفضل من الذين غادروا فذهب ياسين حمزة واتوا بطلال عبسي وريكاردو واعتزل شادي ابوهشهش واتى البرازيلي ساندرو وانتقل فهد حمد واتى المميز ونجم الموسم عبدالمجيد الرويلي، موضحاً بأنهم يعرفون حاجة فريقهم من غير ضخ مالي كبير وبدون خسارة، فجميع ما دفعه التعاون استرده بالقيمة الفنية العالية داخل الملعب. وبين العنزي بأن ما قدمه التعاون هذا الموسم ليس فورة وتنتهي بل يتوقع ان يستمر الفريق في عطائه لانه يمتلك قاعدة جماهرية كبيرة تجعل الفريق يواصل بقوة وأعضاء شرف داعمين لكيانهم، مؤكداً بأن السكري الان تعدى مرحلة تصنيفه ضمن فرق الوسط، بل اصبح من أندية المقدمة ويجب على مسؤوليه العمل بسياسة مختلفة وعليهم مستقبلا التعاقد مع اللاعبين بمستوى الموجودين او أفضل منهم، مؤكداً بأن مشكلة فريق الرائد هي الصراع بين أعضاء الشرف الذي خرّب العمل بالنادي وجعله بدون توافق ولا اتفاق بالافكار وقل الدعم الذي انعكس على عمل المنظومة داخل النادي وعلى الفريق وعلى اللاعبين، واصبحت العشوائية هي سمة العمل. مشيرا الى انه من غير المعقول تغيير ثلاثة مدربين في موسم واحد! السلطان: الفكر والالتزام يكسبان أوضح المحلل الفني تركي السلطان ان التعاون والسكري ناديان مختلفان تماما على مستوى الجوانب الفنية وحتى الترتيب والطموح وكل شيء، وأن التعاون هذا الموسم والموسم الماضي قدم مستويات مميزة، مع استمرار المدرب البرتغالي جوزيه قوميز وإضافة عناصر محلية مميزة جعلت الفريق يظهر بشكل كبير واقوى، وبات قريبا جداً من المشاركة الآسيوية. مشيرا الى انه غرد في حسابه الشخصي بأن التعاون هذا الموسم لن يقل عن الأربعة الكبار واتضح منذ البداية ان الفريق يعمل بشكل جيد فنيا وماليا او إدارياً، ويأتي قبل الدعم المالي "الفكر" والطموح والتخطيط ووضع الأهداف المناسبة للفريق حسب إمكاناته والصبر على المدرب، والالتزام بكل ما يخص اللاعبين من رواتب ومكافآت ووضعها في أوقات معينة ومحددة وعدم التأخر وأن كل هذه الأمور ساعدت التعاون على الظهور بشكل مميز، مشيرا الى ان رجالات الرائد يعملون ولا يوجد احد لا يعمل لكن جودة العمل في الناديين مختلفة تماماً وهذا الذي أعطى تميزا للتعاون، مؤكداً بأن الوضع في الرائد لم يكن جيّدا وحدثت تغييرات بشكل مستمر للمدربين، ولم يستفد الفريق من العنصر الأجنبي، وكان الاختيار في التعاقدات المحلية بالكمية وليس بالجودة وكان الرائد هذا الموسم اكثر الأندية تعاقدات لكن اختفت الجودة، عكس التعاون كان يحدد الاختبارات واللاعبين بالأسماء وما يحتاج منهم، موضحا بأن هذا الموسم لا يوجد مقارنة بين التعاون والرائد. السراح: التعاون يجني ثمار العمل الجاد بيّن رئيس التعاون السابق محمد السراح إن النادي اشتغل منذ سنوات طويلة على هذا المشروع وواضح ان العمل في النادي لم ينطلق من هذه السنة وأتت نتائجه بالتدرج وأن التعاون منظم بشكل جيد ويمتلك مجلس تنفيذي داعم لكل الإدارات، فالتعاون يمتلك إمكانات معينة ليست موجودة في الرائد، وأنه توجد نقطة مهمة ان التعاونيين حتى وان اختلفوا فإن اختلافهم داخل أروقة النادي ولا يوجد شيء خارج النادي يعني "نشر غسيل". مؤكداً بأنه خرج من التعاون وهو يعرف شيئا كثيرا عن النادي وحتى اذا اخفق التعاون لم يتشفّ لان التعاون ورجالاته أهم، مشيرا الى ان من هم خارج التعاون لا يعلمون ان هناك اختلافا بين التعاونيين وهذه نقطة تُحسب للكيان، موضحا بأن التعاون تميز بالاستقرار الفني والإداري منذ سنوات، وأن عملية الإنفاق المالي بالتعاون منظم وليس عشوائيا، وحتى اختيارات اللاعبين مدروسة وعلى رؤية فنية عالية. مؤكدا بأن في التعاون لا يوجد قرار بناءً على ردة فعل على أساس امتصاص غضب الجمهور "إبرة مخدرة" سواءً بتغيرات المدربين او غيرها، وأن هذه الأشياء تخطاها التعاون لانه تعلم من تجارب طويلة وتعلم من الدرس، هذا هو الاختلاف الكبير بين التعاون والرائد، وما يحصل للتعاون من تميز لم يأت صدفة، بل من عمل مميز، لانه اي شيء يأتي صدفة يعطي ثماره سنة وينتهي. المسلم: التغييرات سبب الكارثة اشار رئيس نادي الرائد السابق عبدالعزيز المسلم الى ان الفارق بين التعاون والرائد الاستقرار الفني والاداري بالتعاون وأن مدرب التعاون له سنتان مع الفريق والإدارة لها سنوات، واللاعبون الأجانب عملوا فارقا بالنادي وفي المقابل لم توفق إدارة الرائد بالعنصر الاجنبي، وادارته غيّرت ثلاثة مدربين في موسم واحد، ليعلم الجميع ان المادة ليس لها دخل في النتائج، مؤكدا بأنه استلم الرائد بالتكليف وعليه ديون فوق العشرين مليونا وكان مستواهم احسن واستقطبوا اجانب أفضل من الموجودين الان وبأقل الأسعار ولاعبين محليين على مستوى عال وبأسعار معقولة كجفين البيشي وفهد الجهني، وأيضا استطاعوا تسديد ١٢ مليونا من الديون على الادارة التي سبقتهم، مقدما شكره لمنصور الرسيني على توليه المهمة وكان شجاعا عكس عبداللطيف الخضير الذين كان من المفترض عليه ان يكمل الموسم مهما كان الوضع، مبينا بأن الهروب منتصف الموسم لم يحصل في تاريخ الرائد، موضحا بأنه استلم النادي وعليه ديون لكنه اكمل حتى انتهى الموسم، مؤكدا ان في نادي الرائد أناس لا ترغب في وجود المسلم والاستفادة من خبرته، وأنه من غير المعقول عدم التجديد مع الكاميروني موندمو فقط لان من أتى به عبدالعزيز المسلم.
مشاركة :