أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله اليوم (الجمعة) أن عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ضد إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، "فلسطينية بالكامل"، وهدد بأن "كل الاحتمالات مفتوحة" على جبهة لبنان. وقال نصر الله في كلمة هي الأولى له منذ اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل عبر شاشة إن "معركة طوفان الأقصى من خلال قرارها الفلسطيني وعدم علم أحد فيها تثبت أن هذه المعركة هي فلسطينية بالكامل من أجل فلسطين وملفاتها وقضاياها وشعبها وليس لها أي علاقة بأي ملف إقليمي أو دولي". وأردف قائلا إن "عملية طوفان الأقصى كان قرارها فلسطينيا مائة في المائة وتنفيذها فلسطينيا مائة في المائة، وعامل السرية المطلقة هو الذي ضمن نجاح العملية الباهر من خلال عامل المفاجأة". وتابع أن "هذه السرية لم تزعج أحدا في محور المقاومة بل أثنينا عليها ولم يكن لها أي تأثير على الإطلاق في أي قرار يتخذه محور المقاومة بل ما حصل أثبت الهوية الحقيقية للمعركة والأهداف وقطع الطريق على الأعداء والمنافقين". وأكد نصر الله أن حزب الله ليس له علاقة بهجوم السابع من أكتوبر، مشيرا إلى أن إيران "منذ الإمام الخميني إلى الإمام خامنئي تتبنى وتدعم وتساند علنا حركات المقاومة في لبنان وفلسطين والمنطقة ولكنها لا تمارس أية وصاية عليها على الإطلاق ولا على قياداتها ولا على قراراتها". ورأى أن "معركة طوفان الأقصى لا غبار عليها على المستويين الأخلاقي والشرعي"، معتبرا أن "المعركة أسست لمرحلة تاريخية جديدة لمصير دول المنطقة." وشدد على أن "انتصار غزة اليوم هو مصلحة وطنية فلسطينية ومصرية وأردنية وسورية ولبنانية"، لافتا إلى أن الهدف في الوقت الحالي "وقف العدوان وأن تنتصر المقاومة الفلسطينية في غزة وأن تنتصر حماس". ودعا نصر الله الحكومات العربية والإسلامية الى العمل من أجل وقف إطلاق النار و"قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وقطع النفط عنها ووقف التصدير إليها." وشدد على أن الجيش الإسرائيلي لم يحقق أي إنجاز عسكري بعد شهر من الحرب في غزة، معتبرا أن القضاء على حماس هو هدف غير قابل للتحقق. ورأى نصر الله أن من أهم أخطاء إسرائيل "التي ارتكبت في الحروب السابقة وترتكب في غزة الآن هي وضع أهداف عالية لا يمكنهم تحقيقها أو يصلوا إليها". وهدد الأمين العام لحزب الله بأن كل الاحتمالات في جبهة لبنان مفتوحة، قائلا إن "كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة وكل الخيارات مطروحة ويمكن أن نذهب إليها في أي وقت من الأوقات". وأكد "أن أمر الجبهة اللبنانية وتصاعدها وتطورها في أي اتجاه معين مرهون بأمرين رئيسيين، الأمر الأول هو مسار وتطور الأحداث في غزة، هذه الجبهة هي جبهة تضامن ومساندة لغزة (..) والأمر الثاني الذي يتحكم بجهبتنا اللبنانية هو سلوك العدو تجاه لبنان". وأشار نصر الله إلى أن حزب الله دخل المعركة ضد إسرائيل في 8 أكتوبر الماضي، أي بعد يوم من عملية "طوفان الأقصى". وحذر إسرائيل من التصعيد على جبهة لبنان، قائلا إنه "على العدو أن يقلق من إمكانية أن تذهب هذه الجبهة إلى تصعيد إضافي أو تتدحرج هذه الجبهة إلى حرب واسعة، وهو احتمال واقعي ويمكن أن يحصل، ولذلك فإن على العدو أن يحسب له الحساب". وعلى خلفية تهديدات وتحذيرات وجهت لحزب الله، هاجم نصر الله الولايات المتحدة الأمريكية، متهما إياها بأنها "هي المسؤولة بالكامل عن الحرب الدائرة في غزة". وقال في هذا السياق "قيل لنا منذ اليوم الأول إن الأساطيل الأمريكية جاءت من أجلكم ولقصفكم"، مضيفا "أقول للأمريكي التهديد لا يجدي نفعا، وأساطيلكم هذه في البحر المتوسط لا تخيفنا، وأساطيلكم التي تهددونها بها لقد أعددنا لها عدتها أيضا". وحذر نصر الله الأمريكيين من أنه "في حال اندلاع أي حرب إقليمية ستكون مصالحكم وجنودكم الضحية والخاسر الأكبر". وخاطب أمين عام حزب الله المسؤولين الأمريكيين، قائلا "تستطيعون وقف العدوان على غزة لأنه عدوانكم، ومن يريد منع حرب إقليمية يجب أن يسارع إلى وقف هذا العدوان". وقال نصر الله إن "الولايات المتحدة هي المسؤولة بالكامل عن الحرب الدائرة في غزة، وأنها تمنع إدانة إسرائيل في مجلس الأمن وتمنع وقف إطلاق النار في غزة."
مشاركة :