ياسر رشاد - القاهرة - 53 عاماً من التنمية العمانية المستدامة مع حلول العيد الوطنى السياحة أحد أهم القطاعات الواعدة والمستهدفة فى خطة التنويع الاقتصادى ورؤية عمان 2040 اهتمام واضح بمشروعات تنمية السياحة المحلية.. وتعظيم الاستفادة من المقومات السياحية %7,4 النمو السنوى المتوقع للسياح خلال السنوات المقبلة يأتى توقع الشركات العاملة فى قطاع الضيافة والفنادق بانتعاش السياحة بسلطنة عمان فى الربع الأخير من العام الحالى 2023، بالتزامن مع الاستعداد للاحتفال بالعيد الوطنى الثالث والخمسين المجيد الذى يتوج مسيرة أكثر من نصف قرن من العطاء الجاد المتواصل لبناء عمان الحديثة ونهضتها المتجددة، تحت القيادة السياسية الحكيمة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان، ويدشن عاماً جديداً يحمل الكثير من الخطط والاستراتيجيات والمبادرات على كل المستويات لتحقيق مستهدفات الرؤية المستقبلية «عمان 2040». الاستراتيجية العمانية السياحية تجسد هذه التوقعات الجهود المتواصلة لتحقيق الاستراتيجية العمانية السياحية، وتوظيف المقومات الطبيعية التى حباها الله بها، كما يعد قطاع السياحة أحد أهم القطاعات الواعدة والمستهدفة فى خطة التنويع الاقتصادى ورؤية عمان 2040 التى تسعى إلى الوصول بـ11 مليون زائر فى 2040 من خلال تنفيذ مجموعة من المشاريع السياحية المتنوعة فى أغلب المحافظات. ولعل الجو المعتدل الذى تتميز به محافظات السلطنة فى الأشهر القادمة يجذب السياح خاصة الأوروبيين وأبناء دول الخليج، كما أن الفعاليات التى تنظمها وزارة التراث والسياحة فى أغلب المحافظات فى الموسم الشتوى تسهم فى انتعاش السياحة الداخلية، وتحقق عوائد مالية جيدة لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتوفر فرصاً وظيفية مؤقتة للمواطنين، وتقلل من الموسمية فى بعض المقاصد السياحية، وتعرف بالثقافة المحلية لكل ولاية. التقارير الدولية: ارتفاع أعداد السياح القادمين إلى سلطنة عمان وتشير التقارير الدولية الصادرة عن «بى إم أى» التابعة لوكالة فيتش للأبحاث الاقتصادية إلى ارتفاع أعداد السياح القادمين إلى سلطنة عمان خلال هذا العام بنحو 3,5 مليون سائح بزيادة قدرها 20,8٪ مقارنة بالعام الماضى. كما أن النمو السنوى المتوقع على المدى المتوسط فى الفترة من 2023-2027 يبلغ 7,4٪ مع استمرار الطلب على السياحة الترفيهية والتجارية، ودعم الانتعاش الاقتصادى وارتفاع أسعار النفط التى تسرع بدورها من الانتهاء من بعض المشاريع بالقطاع السياحى. وكان إجمالى الإنتاج السياحى فى سلطنة عمان سجل ارتفاعاً بنسبة 47% ليصل إلى 1,9 مليار ريال بنهاية العام الماضى مقارنة بـ1,3 مليار ريال فى 2021، كما سجل القطاع السياحى قيمة مضافة مباشرة فى الناتج المحلى الإجمالى بنهاية العام الماضى بلغت 1,1 مليار ريال عمانى من 804,9 مليون ريال عمانى فى عام 2021م، بينما بلغت مساهمة السياحة فى الناتج المحلى الإجمالى 2,4%. كما أن السياحة الداخلية أو المحلية فى سلطنة عمان أسهمت بما نسبته 68% فى رفد الإنتاج السياحى أى ما يعادل 1,3 مليار ريال عمانى خلال العام الماضى. المقومات السياحية... جبال شامخة وشواطئ ممتدة وصحارٍ ذهبية وتكتسب سلطنة عمان الزخم السياحى من خلال المقومات السياحية التى تشتهر بها من جبال شامخة وشواطئ ممتدة وصحارٍ ذهبية وغيرها، ولذلك تسعى وزارة التراث والسياحة إلى تطوير المنتجات السياحية الملائمة لهذه التضاريس مثل سياحة المغامرات التى من المقرر الانتهاء منها بحلول عامى 2025 و2026. وتتضمن خطة الوزارة لتطوير هذا المنتج 43 مشروعاً ما بين قصيرة وطويلة المدى، إذ من المقرر تنفيذ بعضها من قبل القطاع الخاص. ويبلغ عدد المشروعات التى يتم تطويرها لتكون مزارا سياحيا لمحبى سياحة المغامرات 15 مساراً جبلياً فى الجبل الأخضر وجبل شمس ووادى بنى عوف، إضافة إلى العديد من الأسلاك الانزلاقية فى المرتفعات الجبلية، واحد منها فى محافظة مسندم الذى تم تدشينه مؤخرا. كما تخطط الوزارة حاليا إلى جعل سلطنة عمان إحدى أهم الوجهات العالمية لاستقطاب السفن السياحية واليخوت من خلال استثمار الشريط الساحلى الممتدة بنحو 3165 كم مربع، والمناطق القريبة من الموانئ التى تزخر بقومات طبيعية فريدة، إضافة إلى الاستفادة من الموانئ والبنى الأساسية المتوافرة حاليا فى عدد من المدن فى مثل صلالة، والدقم، وصور، ومصيرة وغيرها. وتسعى حاليا إلى الترويج عن نمط جديد للسياحة التى نشطت فى الآونة الأخيرة فى منطقة الخليج وهى سياحة الأعراس، بجانب الأنماط الأخرى مثل سياحة الحوافز والمؤتمرات، وسياحة المغامرات، وغيرها، وذلك لجعل سلطنة عمان إحدى أهم الوجهات السياحية الجاذبة لسياحة الأعراس، إذ بدأت الوزارة بالتعاون مع بعض الجهات ذات العلاقة تقديم كافة التسهيلات لاستقطاب هذه الأنماط السياحية باعتبارها رافدا حقيقيا للسياحة بالسلطنة وأحد مصادر الدخل المباشرة للمنشآت الفندقية، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وشركات السفر والسياحة. الاستثمارات فى القطاع السياحى بلغت 363 مشروعاً بقيمة 2,290 مليار ريال عمانى وكانت وزارة التراث والسياحة قد كشفت عن عدد المشاريع السياحية الجارى تنفيذها فى مختلف محافظات سلطنة عمان والبالغ عددها 363 مشروعا بقيمة 2,290 مليار ريال عمانى، فى الوقت الذى تستهدف فيه الوزارة الوصول بالاستثمارات إلى 3 مليارات ريال فى الفترة بين 2021 و2025 وذلك لتعظيم الاستفادة من المقومات السياحية التى تتمتع بها السلطنة، وتمكين دور القطاع السياحى لتنمية اقتصاد المحافظات عن طريق المشروعات التى تتواكب مع الميزات النسبية لكل محافظة، وتحقيق الفائدة المرجوة للمجتمعات المحلية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. ومن بين المشروعات السياحية النوعية التى تبلغ قيمة الاستثمار الكلية فيها نحو 262 مليون ريال عمانى مشروع حديقة النباتات العمانية، ومشروع القرية، وجنائن صلالة (مزرعة النارجيل)، كما يجرى التحضير حاليا لعدد من المشروعات فى جزر الحلانيات والديمانيات واستقطاب علامات فندقية مرموقة مثل مشروع فندق فور سيزنز. وبلغت التكلفة الاستثمارية فى المنشآت الفندقية نحو 139 مليون ريال لـ124 منشأة خلال عامى 2021 – 2022 مثل فندق أفانى فى ولاية السيب، وفندق دوسيت D2 فى الجبل الأخضر، وفندق إنترسيتى مسقط، وفندق جميرا مسقط. إضافة إلى 120 منشأة للفنادق والشقق الفندقية ونزل الضيافة والتراثية والخضراء وغيرها بقيمة 48,075 مليون ريال. كما يجرى حاليا تنفيذ 127 منشأة فندقية جديدة بتكلفة استثمارية تزيد على 340 مليون ريال، وبتصنيفات تتراوح بين 3 و5 نجوم وشقق فندقية، و113 منشأة فندقية تكلفتها الاستثمارية أقل من 5 ملايين ريال عمانى للمنشأة الواحدة بتكلفة تبلغ 102 مليون ريال عمانى. ويبلغ عدد مشروعات تنمية السياحة المحلية التى يجرى تنفيذها من خلال البرنامج التنفيذى لخطة التعافى ومن قبل المحافظات 24 مشروعاً بقيمة 16,6 مليون ريال عمانى، فيما يتم العمل على 14 مشروعا لتطوير واستثمار مواقع التراث والمعالم التاريخية بقيمة استثمارية جارية بلغت 13,8 مليون ريال عمانى، فيما بلغ عدد مشاريع دعم المتاحف وبيوت التراث الخاصة 8 مشاريع بقيمة 17 ألف ريال عمانى، وبلغ عدد مشاريع إنشاء قاعات عرض متحفية فى القلاع والحصون 6 مشاريع بتكلفة بلغت 45 ألف ريال عمانى. المجمعات السياحية المتكاملة تعد المجمعات السياحية إضافة نوعية للقطاع السياحى فى سلطنة عمان التى توفر جميع الخدمات والمرافق فى مكان واحد، حيث يستطيع الفرد العيش فيها دون الحاجة للخروج من حدود المجمع، إذ تجمع بين المرافق السكنية والسياحية والترفيهية والرياضية. كما أن إتاحة المجال للمستثمر الأجنبى بالتملك فى هذه المجمعات فرصة لاستقطاب رؤوس الأموال، وفرصة ذهبية لجلب الاستثمارات إلى السلطنة. وتوفر هذه المجمعات السياحية المتكاملة فرص عمل مباشرة وغير مباشرة بجانب العائد الاقتصادى المباشر للناتج المحلى، وتثرى سلاسل التوريد فى القطاع. ويقدر حجم الاستثمار الكلى فى مشروعات المجمعات السياحية المتكاملة بما يقارب 4,3 مليار ريال فى المجمعات الجارى تنفيذها و3,1 مليار ريال بمشروعات أخرى مرخص لها فى مرحلة ما قبل التنفيذ. وتتوزع هذه المجمعات فى محافظات مسقط وظفار وجنوب الشرقية وجنوب الباطنة ومسندم، وتوفر 81 منشأة فندقية، و16,576 غرفة فندقية، و2,552 شقة وفيلا فندقية، و42,617 وحدة سكنية، إضافة إلى ملاعب للجولف وعدد من المرافئ والمطاعم والمقاهى والمحلات التجارية. ومن أهم المجمعات السياحية القائمة مشروع خليج مسقط، والموج، وبر الجصة، وجبل السيفة بمحافظة مسقط، ومنتجع هوانا صلالة بمحافظة ظفار. قانون السياحة الجديد نقلة مرحلية مهمة فى تنظيم القطاع ويعد قانون السياحة الجديد الذى صدر مؤخرا بمثابة نقلة مرحلية مهمة فى تنظيم القطاع، إذ يواكب التغيرات الإقليمية والعالمية، كما يتسم بالمرونة فى إجراءات الأنشطة السياحية. وأعطى القانون وزارة التراث والسياحة الصلاحيات فى التصرف ببعض أملاك الدولة الخاصة وذلك بالانتفاع واستثمار المواقع والمناطق السياحية والأراضى ذات الاستخدام السياحى، وإبرام عقود الانتفاع أوالاستثمار أو الإيجار أو التشغيل أوالإدارة بالمنطقة والموقع السياحى أوالأرض ذات الاستخدام السياحى، ومنح صلاحيات أخرى تتعلق برفع جودة المنشآت الفندقية.
مشاركة :